المدونة
التعلم والتعليم ودور الجامعة الاجتماعي
أبدأ بقصة قصيرة جداً تدور بين أساتذة الجامعات ومعلمي المدارس حول أداء الطلبة:
يشكو أساتذة الجامعات الفلسطينية من ضعف قدرات الطلبة في فهم المقروء والكتابة بشكل مترابط (وأحياناً أبسط من ذلك)، حتى ضمن ذوي "المعدلات المرتفعة" في شهادة التوجيهي.
يبتسم معلمو المدارس ويعلقون: لا نفهم شكوى أساتذة الجامعة، فالطلبة الذين نرسلهم لهم هم نتاج المعلمين الذين يرسلوهم لنا.
هذه حلقة لوم متواصلة بين الجامعات (ليس فقط كليات التربية بالمناسبة) والمدارس منذ فترة ليست قصيرة (أنظروا مثلاً تعليق شريف كناعنة في مجلة التراث والمجتمع قبل أكثر من عقد)، ويبدو أنها ستستمر ما لم نحاول كسر تلك الحلقة....
الأولوية في مكافحة الفساد في الحكم
مع أنَّ هذا المؤتمر يعنى بعدمِ النزاهةِ في الحكم، سأستخدمُ العباراتِ المرادفةَ والمتعارفَ عليها في أدبياتِ الموضوع، وعلى نطاقٍ عالمي؛ أي الفسادَ، والفسادَ السياسي. ولعلَّ ائتلافَ “أمان” اختارَ عبارةَ “عدمُ النزاهةِ في الحكم” بديلاً، من بابِ التلطفِ والتأدبِ والكياسة، ربما خشية من وقعها على أذن من لم يألف استخدامها بمعناها الدقيق، والخلط الخاطىء بينها وبين الموقف السياسي أو الرأي السياسي.
لذا، أشيرُ ابتداءً، إلى أن الفسادَ في السلطةِ العموميةِ يُعرفُ بأنه استخدامُ المنصبِ العامِّ لأغراضِ منفعةٍ شخصيةٍ أو مصلحةٍ خاصة، ويُعرف الفسادُ السياسيُّ بأنه استخدامُ المنصبِ العامِ لأغراضِ منفعةٍ...
التعليم في فلسطين: نتائج صادمة ومؤشرات خطيرة فما السبب؟ ومن المسؤول؟ وكيف ننقذ مستقبل ابنائنا؟
تشير الدراسات والأبحاث النوعية والكمية- الدولية منها أو المحلية، أوحتى دراسات وزارة التربية والتعليم نفسها - إلى نتائج مقلقة للغاية فيما يتعلق بوضع التعليم في فلسطين، ورغم أن الاختبارات لا تمثل افضل طريقة لتقييم نظام التعليم، فإن التدني الصادم لمستوى تحصيل طلاب الصف العاشر في الامتحانات الوزارية الخاصة بمادة الرياضيات على سبيل المثال، يقدم مؤشر واضح على هذا الفشل. فمنذ عام 2008 لم يتعدى متوسط تحصيل الطلبة الـ٣٠٪ فقط!![1] نجد مثالا اخر على هذا الفشل في اداء طلاب فلسطين في امتحانات الـ[2]TIMSS العالمية، التي احتلوا فيها من أدنى المراتب بين الدول.
يستمر هذا الواقع دون ان يستدعي تدخلا...
أخطاء شائعة حول حاجة السوق من خريجين .. مجدداً
أعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى بسبب أخطاء شائعة في الحديث عن حاجة السوق من الخريجين الجامعيين، والافتراض أن التخصصات المختلفة في الجامعات الفلسطينية هي السبب الأهم في البطالة الكبيرة بين هؤلاء الخريجين.
ويزداد الحديث عن هذا الموضوع كل عام مع تخرج دفعة أخرى من خريجي الجامعات، الذين ما يلبث الكثير منهم أن يصطدم بقلة فرص العمل في السوق المحلي، فيزداد الحديث عن التخصصات التي يُفترض أنها غير موجودة في الجامعات، والتي يحتاجها سوق العمل.
والحقيقة هي أن السبب الرئيسي لعدم وجود فرص عمل كافية لخريجي الجامعات، وللقوة العاملة عموماً، هو القيود الموضوعة على التنمية بفعل الاتفاقيات مع الاحتلال، وغياب...
رسالة ترحيبية-استشرافية من نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية
الزميلات والزملاء الأعزاء،
يسرني أن أبعث لكل فرد منكم بتحية شخصية مع بداية مهمتي كنائب لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، متمنياً التوفيق للجميع، كل في موقعه، في خدمة صرحنا التعليمي والوطني الأغر، جامعة بيرزيت.
تأتي هذه الرسالة كباكورة للتواصل لتعيد التأكيد على الخطوط العامة للسياسات والأهداف التي لطالما تشاركت أسرة الجامعة الأمل والجهد من أجل جعلها واقعاً معاشاً على أصعدة بيئة العمل، والعمليتين التدريسية والبحثية، والتي تستوجب العمل التكاملي لأسرة هذه المؤسسة من أكاديميين وعاملين وطلبة، ومأسسة الحوار ومشاركة القرار.
على صعيد بيئة العمل، فإن الخطوط العامة يمكن إيجازها بضرورة المضي...
التعليم الإلكتروني –مع أو ضد فتح الكاميرات
كثر النقاش في الفترة الأخيرة حول موضوع فتح الطلبة لكاميرات أجهزتهم أثناء اللقاء الإلكتروني بما يشمل الحصة الإلكترونية أو الامتحان الإلكتروني، ويرى غالبية أعضاء الهيئة الأكاديمية وخاصة في الجامعات ضرورة أن يقوم الطلبة بفتح كاميرات أجهزتهم خلال اللقاء الإلكتروني، وذلك لخلق فرصة للتعارف بين الأستاذ والطلبة من جهة، حيث لم يسبق وأن تم لقاء وجاهي بين الطرفين في معظم الحالات، حتى أن بعض الأساتذة يعتقدون أنهم يقومون بتدريس أشباح، ويصبح فتح الكاميرا ضرورياً بالنسبة لهم إذا كان اللقاء امتحاناً عن بعد، وذلك للتأكد ممن يجلس في الطرف الآخر من الفضاء الإلكتروني، وما مدى مصداقية ما يقدمه الطالب من تقويمات...
بيرزيت تغرد خارج السرب
أعلن مجلس أمناء جامعة بيرزيت تعيين الدكتور بشارة دوماني رئيساً للجامعة، ابتداء من العام الأكاديمي القادم 2021/2022، خلفاً للرئيس الحالي الدكتور عبد اللطيف أبو حجلة، الذي ترأس الجامعة بكل كفاءة، وقادها بكل اقتدار، خاصة في فترة جائحة كورونا، ولمدة ست سنوات. وكشاهد على العصر، حيث عايشت الجامعة ما يقرب من نصف قرن، أستطيع أن أقول إن ما يحدث في جامعة بيرزيت غير مألوف في السياق الفلسطيني بشكل عام، إذ تحرص الجامعة على تكريس مبدأ تدوير المناصب، من رئيس الجامعة ونواب الرئيس وحتى رؤساء الدوائر والأقسام.
تربطني علاقة زمالة ومودة مع رئيس الجامعة الحالي د. أبو حجلة، فقد تعرفت إليه منذ بداية ثمانينات...
معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت.. عطاء وطني ونسوي وأكاديمي متجدد
نشأت فكرة تأسيس برنامج أكاديمي عن دراسات المرأة بناء على طلب من قيادات الحركة النسوية الفلسطينية في أعقاب الانتفاضة الشعبية الأولى عام 1987، التي لعبت النساء فيها دوراً مشهوداً، ما استدعى حملات تضامن نسوي على مستوى العالم.
جاءت نسويات العالم للتعرف على تاريخ الحركة النسوية الفلسطينية وفكرها، الأمر الذي كشف عن فجوة معرفية كان يجب إكمالها ببرنامج أكاديمي متخصص.
تأسس برنامج فرعي في دراسات المرأة في جامعة بيرزيت عام 1994 بعد أكثر من ثلاث سنوات من الجهد والعمل لتأسيسه. جذب البرنامج العديد من الطالبات والطلبة دون استثناء، ما شجع على تطوير برنامج ماجستير متخصص في دراسات المرأة طرح عام 1998...
الامتحانات الإلكترونية والحدّ من الغش
الغش الأكاديمي ظاهرة كونية، سواء كان التعليم وجاهياً أو عن بعد، ومع تفشي جائحة كورونا، ولجوء المؤسسات الأكاديمية إلى استخدام نمط التعليم الإلكتروني والتقييمات الإلكترونية، وفي ظل عدم توفر مراقبة مباشرة على الطلبة أثناء الامتحانات؛ انتشرت ظاهرة الغش الأكاديمي بين الطلبة، وأصبحت ظاهرة عالمية تشغل بال الأكاديميين، وانعكست سلباً على مصداقية العملية التعلمية ونتائجها، والسمعة الأكاديمية لهذه المؤسسات. وفي تقديري، توجد ثلاثة مصادر ممكنة للغش في الامتحانات الإلكترونية غير الخاضعة للمراقبة:
أولاً: أن يقوم الطلبة بالعمل في مجموعات ويتكفل كل منهم بحل جزء من الامتحان، ومشاركة الحل.
ثانياً: الحصول...
في زمن الأزمات يمتحن الإنسان: جامعة بيرزيت وأزمتها
في زمن الأزمات يمتحن الإنسان.
في زمن الأزمات تمتحن الشعوب.
وفي زمن الأزمات يمتحن المجتمع – أفرادا ومؤسسات.
واليوم، تمتحن جامعة بيرزيت نتيجة تعرضها لأزمة طغت عليها لأسباب خارجة عن النطاق العام للمشاكل الإدارية التي تواجه مؤسسة بحجم جامعة بيرزيت.
قام طلبة الجامعة بجنزرة أبوابها قبل بضعة أيام وذلك في سعيهم لحل بعض قضاياهم الداخلية. وهذه بدعة لحل المشاكل أصبحت للأسف مقبولة في المجتمع الفلسطيني. و»مقبولة» هو تعبير متواضع نوعا ما إذ إن بعض الفصائل الفلسطينية لا تشجب الحدث، بل على العكس، فإنها تقوم بتوفير الطعام ولوازم النوم للطلبة المعتصمين ما يساعد على استمرارهم في عملية جنزرة الجامعة...