المدونة
حول الأزمة المالية في جامعة بيرزيت
السؤال المثير للجدل هو لماذا تبرز في بداية كل سنة دراسية أزمة تؤدي لتعطيل الدراسة والعمل في الجامعات الفلسطينية بما فيها جامعة بيرزيت. ويتم تداول موضوع الأزمة المالية بصفتها جوهر الأزمة. وفي الحقيقة هناك أزمة مالية تعصف بالجامعات الفلسطينية ولطالما تم تغطية الأزمة بحلول مؤقتة دون حلها حلا جوهريا مرة وللأبد. تعود جذور الأزمة لارتفاع مستمر في التكاليف التعليمية والتشغيلية للتعليم العالي بفعل عوامل متعددة أهمها: غلاء المعيشة وانعكاس ذلك على رواتب العاملين التي تشكل أكثر من 80% من التكلفة، وثانيا بسبب تطبيق اتفاقية الكادر (سلم الرواتب) التي تم التوصل إليها بمشاركة نواب من المجلس التشريعي بين...
تختار الفارس والفرس
ليست الثورة بالنسبة للثوريين مجرد تغيير نظام حكم أو تحررا من الاحتلال. من يثور لهذه الأغراض هم متمردون، منتفضون، ثوّار مؤقتون ضاقوا ذرعاً بتسلّط محدّد. أمّا الثوري فيريد تغيير وجه الكون وإعادة ترتيب الحياة. لهذا ظهرت الأديان وجاء الأنبياء، وهذا هو مسعى الفلاسفة العضويين المنخرطين في الحياة. ينزعج الثائر كثيراً مثلا من القصة التي انتزعت هذا الأسبوع نصيبا من الإعلام العربي المنشغل بأحداث تاريخية في مصر وسوريا؛ قصة هروب الطفلة اليمنية ندى الأهدل (11 عاما) من بيت أهلها واستعانتها بجمعيات حقوق إنسان ووسائل التواصل الاجتماعي لتعلن للعالم رفضها الزواج، بعد قرار والديها تزويجها رجلاً يكبرها 25 عاما...
في وداع أحمد بكر
كنت أعرف أن ساعة الرحيل قد أزفت، أيها الصديق أحمد بكر، ولكن أعذرني فقد خانتني شجاعتي بأن أحضر لحظة الوداع الأخير، بأن أقف إلى جانب سريرك وروحك تتوق للتسامي وجسدك يستسلم لجبروت الموت. ربما خانتنى شجاعتي في مواجهة الحقيقة المطلقة بأن للموت وقت وللوقت وقت، كما تحضرني جدارية درويش، ولا شيء يبقى على حاله...كل نهر سيشربه البحر، والبحر ليس بملآن، لا شيء يبقى على حاله كل حي يسير إلى الموت، والموت ليس بملآن...
في ساحات مواقع التواصل الاجتماعي أو في حضرة الملوك
الروائي الفلسطيني انور حامد في روايته الاخيره، يافا تعد قهوة الصباح، يوجه نداء الى الشباب الفلسطيني لتكوين شبكات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لخلق فضاءات حرة، يتمكن فيها الفلسطيني من ايصال روايته للعالم، و تجنيد الدعم و التأييد لقضيته، ويسمي نشيطي هذه المواقع بملوك هذا الزمان. وهذا موقف جدير بالإحترام، لا لكونه ضرورة ثقافية فحسب، بل لكونه أهم حلقات المقاومة ضد النسيان والإقتلاع. إذ أن إيصال الرواية الفلسطينية للعالم، وإزالة الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني هو مسؤولية كل إنسان حر في هذا العالم، وعلى كل منا أن يعمل ما يستطيع من أجل تحقيق هذا الهدف. مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهة...
طلاسم
يجد المراقب البريء صعوبة بالغة في فهم ما يجري على الساحة السياسية الفلسطينية الداخلية، وبالذات موجة الإضرابات العارمة التي تجتاح الضفة الغربية هذه الأيام. فالمعلمون، الذين يشكلون حوالي ثلثي موظفي السلطة الوطنية المدنيين، أعلنوا إضرابا مفتوحا ابتداء من منتصف الثلاثاء القادم، وموظفو القطاع الصحي، ثاني أكبر قطاع في نظام الخدمة المدنية، الآن أيضا في إضراب مفتوح، وإلى جانب ذلك، يضرب كافة موظفي السلطة الآخرين يومين كل أسبوع، وبانتظام. العصي على الاستيعاب، أن هذا كله يأتي على أرضية تأخر السلطة في دفع الرواتب، إضافة الى مطالب نقابية أخرى لها كلفة مالية، في حين يعرف الجميع ان تأخر الرواتب، وصعوبة...
جامعة بيرزيت منارة وستبقى منارة
لا يا أخي حسن ـ لا يمكنك أن تصنف بيرزيت (كما فعلت في مقالتك يوم أمس) أو تعود بتصنيفها بناء على حادثتين تبعد الأولى عن الثانية أكثر من خمس وعشرين سنة. إن بيرزيت وجامعتها هي بالفعل منارة ـ منارة للحياة الليبرالية الحرة. والتي يحصل فيها، أو ما قد حصل، هو تماما لأنها منارة. وهذا لا يعني التعاطف مع ما حصل قطعيا، ولكن هذا هو الثمن الذي عليك أن تدفعه لأن تكون منارة حرية. والمرادف لذلك أن تكون مؤسسة بوليسية لا يمكنك أن تقول أية كلمة فيها وتسير الأمور بأساليب الضغط والربط والحزم، ويتخرج طلبة لا يفقهون الواقع ولا يتعاملون مع الأمور نتيجة تجارب – قد يكون البعض منها سلبية. ولكن الناس لا تتعلم إن كان كل...
معضلات التعليم العالي في فلسطين
أود أن أستهل بملاحظتين قصيرتين. الأولى هي أن عنوان المحاضرة قد يعطي انطباعاً بأن لي من التعليم العالي في فلسطين موقفاً سلبياً. nbsp;والواقع أن الأمر ليس كذلك. فأنا أدرك أن لشعبنا الفلسطيني أن يفخر بجدارة بإنجازات التعليم العالي في فلسطين، ذلك أنه إذا ما أخذت بالاعتبار قسوة الاحتلال وشراسة الظروف ومجمل تاريخنا المعذب، تبين أن إنشاء جامعات من سوية جامعة بيرزيت وأخواتها عمل جماعي بطولي بكل ما للكلمة من معنى. مع ذلك، لابد من مواجهة الكثير من المشاكل بغية رفع مستوى التعليم العالي الفلسطيني وجعله جديراً بشعبنا وبتضحياته الجمة. أما الملاحظة الثانية فتتعلق بإمكان التنمية في ظل الاحتلال الذي ما زال...