المدونة
آداب الفيسبوك
اخلاقيات الاعلام ليست بعيدة عن الاخلاقيات العامة، وهي تنسحب أيضا على اخلاقيات النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذه الاخلاقيات تظل عرضة لمواجهة المستجدات وبالتالي تظل محتاجة الى التطوير. ومن هذه المستجدات التي تستدعي تطوير البنود الأخلاقية:
مستجدات تقنية: كولادة أدوات جديدة مثل البث المباشر عبر الفيسبوك وغيره، او وجود التسجيل صوت وصورة في برامج التعليم عن بعد كالزووم وميكروسوفت تيمز وغيرها.
مستجدات واحداث عالمية: كانتشار وباء كوفيد ١٩ وما يستدعيه من حفاظ على خصوصية المرضى، والجدل الدائر حول نجاعة اللقاحات وما يستدعيه ذلك من حرص في تناول اخبارها.
مستجدات محلية: كتنامي اعداد...
المقاومة الملجومة: عندما يولِدُ الميتُ الحيَّ!
على مدار ثلاثة أيام متواصلة اجترعنا جميعاً ألم استشهاد شيرين أبو عاقلة، وفي كل مرة تغير فيها مشهد الاغتيال، والحديث عنه وبشأنه، زاد الألم وتضاعف. ثلاثة أيام وما زال هذا الألم على مقتلك قائماً يا شيرين. أيام من النحيب الذي لم أر مثله في حياتي في فلسطين! وعزاء مستمر حتى لحظة كتابة هذا المقال. أحاديث كثيرة دارت عن سبب الحزن المشترك والعميق والمفاجئ لكل منا؛ فقبل موتك كان هناك شعور عام يفيد بأن الوضع الفلسطيني وصل إلى مرحلة صعبة تبلّدت فيها المشاعر، حتى صار مشهد الفقد والظلم والقهر طبيعياً ومعتاداً. وجاء موتك ليبدّد كل هذا، وليعيد إحياءنا وليضيء لنا السراج! وليجمعنا لأول مرة على درجة الألم...
"كل معرفة لا تتنوع، لا يعول عليها.": حول تعليمنا وتعلمنا والهيمنة المعرفية الأوروبية
وجدت نفسي أستند فقط الى مراجع أوروبية وإسرائيلية لإثبات حجتي حول دور الرياضيات والرياضيون الإسرائيليون في خدمة الاحتلال وإدامته. هذا نوع من الرقابة الذاتية. كيف وصلتُ الى هنا؟ لماذا أعتقدت أني بهذا أحاججهم بحججهم هم، وكأن خبراتنا وكتاباتنا كفلسطينيين أقل أهمية؟ هناك تسليم (انصياع؟) بأن المعرفة "الحقة" هي الأوروبية (أو المكتوبة بالإنجليزية على وجه الخصوص). طبعاً هذا لم يأت من فراغ.
أتناول هنا بعض الأسباب مع أفكار لخلخة تلك الهيمنة.
أعتقد أن السبب الرئيس ذو علاقة بالمعرفة نفسها: من ينتجها، ومن ينشرها، ومن ينقلها و/أو يقبلها كما هي – أمر مسلم به، أو كما قال لي زميل "هيك العلم بقول". لا...
شيرين أبو عاقلة... سفيرة الحق الفلسطيني
هذا يوم حزن وغضب، هذا يوم كئيب ننعى فيه الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
لم تكن شيرين مجرد مراسلة للجزيرة من فلسطين، لقد كانت سفيرة الحق الفلسطيني والحقيقة الفلسطينية إلى العالم أجمع.
باسم مركز تطوير الإعلام ودائرة الإعلام وجامعة بيرزيت بكافة مكوناتها نعزي أسرة الشهيدة وعائلتها الصحفية الكبيرة في الجزيرة وخارجها، كما نعزي محبي شيرين في كل مكان.
اليوم نستذكر شيرين الإنسانة المتواضعة المحبة الودودة والزميلة المهنية الجريئة، والمقدسية الوطنية الشجاعة، والمدرسة المتفانية والدارسة المجتهدة في جامعة بيرزيت، قبل أن نودعها شهيدة بطلة برصاص البطش الإسرائيلي.
شخصيا كان لي شرف العمل مع...
التعليم العالي والذكاء الاصطناعي؛ وعود كبرى ومحاذير !
في حادثة ينظر لها كأحد التجليات المبكرة لعالم "ميتافيرس" الموعود، تناقلت الكثير من المواقع العلمية قبل أسابيع خبراً من جامعة ستانفورد حول أول مساق يتم تنفيذه باستخدام تقنية الواقع الافتراضي (Virtual Reality) بشكل كامل، حيث تمكن الطلبة من الالتحاق بالمساق وهم جالسون في البيت ويرتدون على رؤوسهم أجهزة الواقع الافتراضي ]1[. وعلى نمط أفلام الخيال العلمي، فقد تطلب الالتحاق بذلك المساق أن يقوم كل طالب بابتكار شخصيته الافتراضية "أفاتار-Avatar"، وأن يلتحق من خلالها بالمحاضرات، مع أفاتارات الآخرين، وأن يستخدمها في القيام بالتجوال والتعلم في عالم افتراضي تمت برمجته للمساق خصيصاً. تخيل مثلاً أن يقوم...
العلم الفلسطيني
اقتحمت سلطات الاحتلال فجر أمس حرم جامعة بيرزيت، ومن بين ما قامت به خلال تفتيش مرافق الجامعة إنزال العلَم الفلسطيني من ساريته في مدخل الجامعة.
لقد استباحت قوات الاحتلال حرمة الجامعة في عملية الاقتحام، وهو أمر مدان حسب المواثيق الدولية التي تشدد على الحفاظ على حرمة المؤسسات التعليمية.
ولكن إنزال العلَم ليس مُداناً فقط بل هو إجراء دنيء. فالاحتلال لا يدرك ما معنى العلَم للفلسطينيين، ليس للطلبة والأساتذة في الجامعة فحسب، ولكن لملايين الفلسطينيين في كل بقعة من أرض فلسطين المقدسة. وهم لا يعرفون ماذا يمثل العلَم بالنسبة للفلسطينيين في المهجر. العلَم رمز الكينونة للفلسطينيين أينما كانوا، وكل...
التعلم والتعليم ودور الجامعة الاجتماعي
أبدأ بقصة قصيرة جداً تدور بين أساتذة الجامعات ومعلمي المدارس حول أداء الطلبة:
يشكو أساتذة الجامعات الفلسطينية من ضعف قدرات الطلبة في فهم المقروء والكتابة بشكل مترابط (وأحياناً أبسط من ذلك)، حتى ضمن ذوي "المعدلات المرتفعة" في شهادة التوجيهي.
يبتسم معلمو المدارس ويعلقون: لا نفهم شكوى أساتذة الجامعة، فالطلبة الذين نرسلهم لهم هم نتاج المعلمين الذين يرسلوهم لنا.
هذه حلقة لوم متواصلة بين الجامعات (ليس فقط كليات التربية بالمناسبة) والمدارس منذ فترة ليست قصيرة (أنظروا مثلاً تعليق شريف كناعنة في مجلة التراث والمجتمع قبل أكثر من عقد)، ويبدو أنها ستستمر ما لم نحاول كسر تلك الحلقة....
الأولوية في مكافحة الفساد في الحكم
مع أنَّ هذا المؤتمر يعنى بعدمِ النزاهةِ في الحكم، سأستخدمُ العباراتِ المرادفةَ والمتعارفَ عليها في أدبياتِ الموضوع، وعلى نطاقٍ عالمي؛ أي الفسادَ، والفسادَ السياسي. ولعلَّ ائتلافَ “أمان” اختارَ عبارةَ “عدمُ النزاهةِ في الحكم” بديلاً، من بابِ التلطفِ والتأدبِ والكياسة، ربما خشية من وقعها على أذن من لم يألف استخدامها بمعناها الدقيق، والخلط الخاطىء بينها وبين الموقف السياسي أو الرأي السياسي.
لذا، أشيرُ ابتداءً، إلى أن الفسادَ في السلطةِ العموميةِ يُعرفُ بأنه استخدامُ المنصبِ العامِّ لأغراضِ منفعةٍ شخصيةٍ أو مصلحةٍ خاصة، ويُعرف الفسادُ السياسيُّ بأنه استخدامُ المنصبِ العامِ لأغراضِ منفعةٍ...
التعليم في فلسطين: نتائج صادمة ومؤشرات خطيرة فما السبب؟ ومن المسؤول؟ وكيف ننقذ مستقبل ابنائنا؟
تشير الدراسات والأبحاث النوعية والكمية- الدولية منها أو المحلية، أوحتى دراسات وزارة التربية والتعليم نفسها - إلى نتائج مقلقة للغاية فيما يتعلق بوضع التعليم في فلسطين، ورغم أن الاختبارات لا تمثل افضل طريقة لتقييم نظام التعليم، فإن التدني الصادم لمستوى تحصيل طلاب الصف العاشر في الامتحانات الوزارية الخاصة بمادة الرياضيات على سبيل المثال، يقدم مؤشر واضح على هذا الفشل. فمنذ عام 2008 لم يتعدى متوسط تحصيل الطلبة الـ٣٠٪ فقط!![1] نجد مثالا اخر على هذا الفشل في اداء طلاب فلسطين في امتحانات الـ[2]TIMSS العالمية، التي احتلوا فيها من أدنى المراتب بين الدول.
يستمر هذا الواقع دون ان يستدعي تدخلا...
أخطاء شائعة حول حاجة السوق من خريجين .. مجدداً
أعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى بسبب أخطاء شائعة في الحديث عن حاجة السوق من الخريجين الجامعيين، والافتراض أن التخصصات المختلفة في الجامعات الفلسطينية هي السبب الأهم في البطالة الكبيرة بين هؤلاء الخريجين.
ويزداد الحديث عن هذا الموضوع كل عام مع تخرج دفعة أخرى من خريجي الجامعات، الذين ما يلبث الكثير منهم أن يصطدم بقلة فرص العمل في السوق المحلي، فيزداد الحديث عن التخصصات التي يُفترض أنها غير موجودة في الجامعات، والتي يحتاجها سوق العمل.
والحقيقة هي أن السبب الرئيسي لعدم وجود فرص عمل كافية لخريجي الجامعات، وللقوة العاملة عموماً، هو القيود الموضوعة على التنمية بفعل الاتفاقيات مع الاحتلال، وغياب...