بيان جامعة غنت البلجيكية تضامناً مع الشعب الفلسطيني

نحن الموقعون أدناه ندين وبشدة جرائم الحرب الإسرائيلية في حق المدنيين في غزة. ونعبر عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني، وننادي بوقف إطلاق النار العاجل وإنهاء الحصار.

إن النظام الإسرائيلي مسؤول عن كل هذا العنف، واعتداءاتهم المستمرة دليل دامغ على الاحتلال الدائم، والذي يعتبر أطول احتلال في وقتنا الحاضر، موجود حتى قبل وجود حماس. الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي والفصل العنصري نظام صهيوني أسس واستمر على أسس التطهير العرقي، ونزع الأراضي، والضم الغير مشروع، وحرمان الفلسطينيين من حقوق الدائمة وسيادتهم. إن البيانات التي تدين عنف حماس تحمل نفس العمى الانتقائي للعنف التي ترتكبه إسرائيل والنظام الذي أنتج حماس. وصف النضال الفلسطيني للحرية بصفات " الإرهابي" و " المعقد" ما هو إلا محاولة فاشلة لوصف واقع من القمع الاستيطاني العنيف، والذي دائماً وأبداً أدى إلى ولادة مقاومة شعبية للاستعمار.  

تجاهل الغرب –على مدى عقود- خروقات الحكومة الإسرائيلية العديدة لحقوق الانسان ضد المدنيين الفلسطينيين. وعلى سبيل المثال، فإن رئيس الوزراء البلجيكي عبر عن دعمه الكامل لإسرائيل وغض النظر عن لغة الإبادة والعنصرية التي استخدمتها الحكومة الإسرائيلية، ورغبتها بالتخلص من الشعب الفلسطيني. في التاسع من أكتوبر 2023، صرح وزير الدفاع يوؤاف غالانت أنهم " يقاتلون حيوانات بشرية" أي الفلسطينيين، وتعهد "بالتعامل معهم على هذا الأساس"، وأعلن عن " حصار شامل" لقطاع غزة، مصرحاً بأنه "لن يكون هناك أية كهرباء، أو طعام، أو وقود". وصفت مؤسسات حقوق الانسان كمرصد حقوق الانسان وطفل الحرب غزة بأنها "أكبر سجن مفتوح بالعالم"، وتحت حصار مستمر لستة عشر عاماً.

إن الخرق الإسرائيلي المستمر للقوانين الدولية لم يحرك المؤسسات الغربية للتأكيد على قيم الكرامة الإنسانية، والحرية، والديموقراطية، وحقوق الانسان. وأكدت بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا على دعمها الكامل لإسرائيل في بيان مشترك؛ سامحةً لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وفظائع في الشعب الفلسطيني. نحن نديد ذلك البيان من قادة كوينت، وندين بشدة ازدواجية المعايير المستمرة للاتحاد الأوروبي وقلة التحرك السياسي في وجه الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي للفلسطينيين في غزة، والتوسيع الاستيطاني، وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، والفصل العنصري للفلسطينيين في أراضي الداخل المحتل.  

إن الصمت الأكاديمي مصم للآذان. استخدم المصطلح " إنهاء الاستعمار" بكل واسع في السياق الأكاديمي والإعلام السائد دون التنويه إلى أبرز مثال على استمرارية الاستعمار. إن إنهاء الاستعمار ليس بصفة، وليست بنظرية تستخدم للنفوذ الفكري؛ إنها تعبر عن دعم حق الفلسطينيين بتقرير المصير والعيش بحرية وكرامة.

ننشر هذا البيان للفلسطينيين، مؤكدين على أن معاناتهم لن تنسى وأن نضالهم ومثابرتهم في وجه الاستيطان الاستعماري والعنصرية يلهمنا. نؤكد على تضامننا مع الشعب الفلسطيني وعلى عملنا سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً سعياً لإنهاء الاستعمار والتحرر الفلسطيني. نناشد رفاقنا الأكاديميين باستخدام هذا البيان للتضامن مع فلسطين ورفع الرقابة والتجريم للدعم الفلسطيني في أوروبا.

إن الأيام القادمة تتطلب موقفاً ثابتا في وجه الأعمال الانتقامية الاستعمارية. نشد على أيادي المجتمع الأكاديمي في بلجيكا والعالم لأخذ موقف نحو إنهاء التدمير المستمر للفلسطينيين.

هذا البيان هو بادرة من مجتمع الدكتوراه في قسم الصراعات والتنمية في جامعة غنت في بلجيكا، ولقد وقع عليه أكثر من 2000 شخص من الطلاب، والباحثين، والأساتذة من الجامعات حول العالم.

الرابط