بيان من "ناشرين من أجل فلسطين" يدعو لإيقاف إطلاق النيران وإدانة قمع التضامن مع فلسطين

3 تشرين الثاني

ندعو الكاتبين، والمحررين الذين يدعمون العدالة ، وحرية التعبير، ويؤمنون بقوة الكلمة المكتوبة حول العالم للتوقيع على هذا الخطاب والانضمام لتضامننا الجماعي العالمي باسم "ناشرين من أجل فلسطين".

نعتز ونحترم شجاعة، وإبداع، ومقاومة الفلسطينيين، وحبهم الخالص لأراضيهم التاريخية، ورفضهم محاولات محوها، ورفضهم للصمت، على الرغم من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل. في ظل التواطؤ الغربي والصناعات الثقافية العالمية، نجد أملاً أشعل فتيله ازدياد الأصوات المجتمعة، والكاتبة، والمخاطبة، والمغنية في مواجهة الأكاذيب، والمجتمعات المبنية على التضامن عبر وسائل الإعلام وفي الشوارع حول العالم.

لقد شهدنا – في هذا الشهر المنصرم- قصف إسرائيل لغزة كنوع من العقاب الجماعي؛ مستخدمين قنابل الفسفور المحرمة وأسلحة متطورة، بدعم من الحكومات الأميركية، والكندية، والبريطانية، والفرنسية، والألمانية، والأوروبية، والأسترالية. كنا شاهدين على تجهيز 1.1 مليون فلسطيني من أرضه في شمال غزة نحو الجنوب ليشهدوا تدمير المستشفيات، والملاجئ، والكنائس، والمساجد في الجنوب. نحن الآن نرى 2.3 مليون شخص – نصفهم من الأطفال- محرمون من أساسيات العيش البسيطة كالملجأ، والطعام، والمياه، والوقود، والكهرباء بالتواطؤ مع إعلان إسرائيل الدخول البري إلى القطاع. ما يزيد على تسعة ألاف فلسطيني قتلوا؛ عائلات كاملة من اللاجئين التي نزحت إلى غزة بعد النكبة عام 1948 قتلت. ونرى الآن للأسف الشديد القتل المروع لأكثر من 3500 طفل من قبل إسرائيل. كما صرح راز سيغال، باحث يهودي في المحرقة والإبادة الجماعية" هجوم إسرائيل المبيد على غزة مفتوح، وصريح، وعار من الخجل".

إن إسرائيل والسلطات الغربية يزعمون على القيام بمحاولة لإخماد المعارضة والحفاظ على سيطرتهم المتعثرة. إن الأعمال الانتقامية نتيجة التعبير عن الرأي، كانت بالفعل شديدة وواسعة النطاق منذ السابع من أكتوبر. نشجب مقتل عشرات الصحفيين في غزة، ومنهم محمد فايز أبو مطر، وسعيد الطويل، ومحمد الصبح، وهشام النواجهة، ومحمد الصالحي، ومحمد جرغون، وأحمد شهاب، وحسام مبارك، ومحمد البلوشي، وعصام بحر، وسلام ميمة، وأسعد شملاخ، وإبراهيم محمد لافي، وخليل أبو عاذرة، وسميح النادي، وعبدالهادي حبيب، ويوسف ماهر دواس، ورشدي سراج.

كما ينتبه العاملين في القطاع الثقافي إلى اللغة المستخدمة في كلامهم؛ ننوه إلى أن هذه الإبادة الجماعية شدد وطئها وبدأها استخدام القادة العسكريون الإسرائيليون لمصطلحات مثل "حيوانات بشرية" لتبرير هجومهم على المدنيين في غزة. إنه لمن المفاجئ رؤية استخدام تلك اللغة الغير إنسانية من قبل أناس تعرضوا لإبادة مثل التي تحدث. ووجب التذكير أن لغة المحو والإبادة الجماعية مغروسة في الفكر الصهويني في عبارة " أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض" والتي كتبت في وعد بلفور قبل 106 أعوام.

تنعكس أفكار التفوق الأبيض، والاستعمارية، والرأسمالية عن المحو، والنزع، والسيطرة في هذه الفترة، وحتى ضمن عالم الفن والثقافة المخلخل. من رفض معرض كتاب فرانكفورت لتكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي (والذي اعترض على هذا أكثر من ألف كاتب في رسالة موقعة)، للغي قراءات المؤلف فييت ثان غوين في نيويورك، ومحمد الكرد في جامعة فيرمونت،

وطرد دافيد فيلاسكو محرر مجلة منتدى فني؛ كل ذلك يظهر التعمق الشديد للسياسيات والمصالح الاقتصادية لإسرائيل وأميركا في مؤسسات الغرب الأدبية وبيوت النشر عن طريق إسكات ومعاقبة الكاتبين لدعمهم لفلسطين.

ندين تواطؤ كل من يعمل في بيوت النشر المستقلة أو الشركات ممكن يقوم أو يدعم تلك الأعمال القمعية من جبنهم، وصمتهم، وتواطؤهم مع الاحتلال الإسرائيلي والمتبرعين الإمبرياليين، والممولين، والحكومات. وندين الشرطة والرقابة على الكاتبين، ومضايقة وتهديد محلات الكتب وموظفيهم، وتخويف العاملين في النشر الداعمين لفلسطين. إن النشر بالنسبة لنا هو أحد ممارسات الحرية، والتعبير الثقافي، والمقاومة. نحن مكرسون كناشرين لخلق مساحات للإبداع والأصوات الفلسطينية الناقدة ولكل من يتضامن في وجه الإمبريالية، والصهيونية، والاستيطان الاستعماري. ندافع عن حقنا بالنشر، والتدقيق، والتوزيع، والماركة، والنقاش لأجل التحرير الفلسطيني دون تبادل الاتهامات. نحن على يقين بأن هذا دورنا في المقاومة

إن اسكات صوت الكتاب الفلسطينيين يدعم فكرة الخوف من المقاومة الأدبية المقاومة ويساهم في الإبادة الجماعية للفلسطينيين وسرقة أراضيهم. ذلك الخوف عينه الذي خلف القنابل، والتدمير، والاختطاف، والتعذيب للمعتقلين الفلسطينيين، هو الخوف عينه الذي يجعل الأرشيف الفلسطيني تحت السيطرة الإسرائيلية. كما قال الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني : إن القضية الفلسطينية ليست للفلسطينيين فحسب، بل هي قضية كل ثوري على هذه الأرض" فيذكرنا بأن لا أحد منا حر إلا اذا كنا كلنا أحرار.

لقد حان الوقت للوقوف مع فلسطين وأن نخطو نحو حقبة جديدة من المقاومة ضد الاستعمار؛ حقبة ترفض معاهدات أوسلو وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. لقد حان الوقت لنتذكر ونتمسك بالانتصارات التاريخية ضد أنظمة الاستعمار الاستيطاني، كالمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. لقد حان الوقت لنشدد دعمنا للتحرر الفلسطيني من إسرائيل وداعميها في الولايات المتحدة وأوروبا. لقد حان الوقت لنولد تضامنا بيننا للرفض المجمع على الترهيب، والقمع،والخوف، والعنف.

ندعو رفاقنا، وأصدقائنا، وزملائنا من مختلف مراكز النشر لتوقيع هذه الرسالة ودعم المطالب الآتية:

إيقاف حرب الإبادة الجماعية وإنهاء كل أشكال العنف ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والضفة الغربية، وفلسطين التاريخية، والشتات.

تحميل إسرائيل وحلفائها مسؤولية جرائم الحرب التي ارتكبتها.

التأكيد على مطالب الشعب الفلسطيني في التحرر، والمقاومة، والعودة.

الالتزام بالمقاطعة، وسحب الاستثمارات، والعقوبات في وجه الفصل العنصري الأسرائيلي.

التأكيد على رفض إسكات الأصوات الفلسطينية من معارض الكتاب العالمية والمهرجانات الأدبية حول العالم. عوضاً عن ذلك، يجب دعوتهم كضيوف شرف ليحكوا قصصهم.

الالتزام بجعل النشر مكانا صادقا للتعلم وحرية التعبير. ونحن كناشرين ملزمون بخلق مساحات للأصوات الفلسطينية وكل من يدعمهم في وجه آلة الحرب تلك.

النص الأصلي