المدونة
ملاحظات حول انتخابات الرئاسة الأمريكية (2 من 3): انتخابات 2016
يمكن تلخيص حملات الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأنها عمليات مركبّة ومعقدّة ومديدة، ما يعني أنها متطلّبة للوقت ومرهقة للجهد ومستنزفه للمال. والمثير أن هذه التكلفة، بالجهد والوقت والمال، هي في تصاعد مستمر مع كل حملة انتخابية عن سابقتها، وللدرجة التي أصبحت تتطلب من المرشحين التمتع بقدرات عالية، ليس فقط على التحمّل، وإنما على حشد الأموال الذي يعرّضهم لإمكانية الخضوع لابتزاز المتبرعين لهم، ما يعني التدخل والتأثير على قراراتهم وسياساتهم. ولكن، في المقابل، أصبحت هذه الحملات، من الناحية الايجابية، وسيلة أكثر فاعلية في مجال تمحيص المرشحين، وفحص كل جوانب حياتهم، وامتحان آرائهم ومواقفهم، للدرجة التي...
ملاحظات حول انتخابات الرئاسة الأمريكية (1 من 3) المواصفات العامة للعملية الانتخابية
نظراً للمكانة التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية حالياً على رأس هرم النظام الدولي، فإن انتخاباتها الرئاسية تحظى بأهمية خاصة ومتابعة حثيثة، ليس على صعيدها الداخلي فقط، وإنما على مستوى العالم أيضاً. ولأن هذه الانتخابات، والتي انتهت مؤخراً بفوز دونالد ترامب، ليست مجرد "حدث" يتمثل بالادلاء بالأصوات يوم الاقتراع، وإنما هي "عملية" مضنية تنتهي بيوم الاقتراع واعلان النتائج، فقد أثارت دائماً اهتمام، وربما حفيظة، متابعيها الذين تبهرهم، أو تؤرقهم، مواصفاتها الخاصة. من هذه المواصفات خمس أساسية يجب عدم اغفالها لما لها من آثار هامة على مسار الحياة السياسية الأمريكية بشكل عام، وعلى فاعلية الرئيس...
التصورات المتوقعة لمستقبل السلطة الفلسطينية
بالرغم من أن السلطة الفلسطينية لا تزال، شكلياً، في صميم السياسة الفلسطينية، على الصعيدين الداخلي والخارجي، الا انها لم تُحدِث بعد ٢٢ عاماً على تأسيسها سوى تغييرات حقيقية قليلة في طريقة حكم الضفة الغربية. بل إن دور السلطة الفلسطينية في الحكم ضعيفاً وليس له قيمة من الناحية العملية. هذا الضعف بالتالي سيؤثر في الوضع السياسي الراهن. فالسلطة الفلسطينية، بحسب التفكير التقليدي، والتي تضلع بدورٍ أساسي في حكم الأرض الفلسطينية المحتلة، غالبًا ما توصَف بأنها إنجازٌ وطني لأنها مكَّنت الفلسطينيين من حكم أنفسهم، لأول مرة، على الأرض الفلسطينية. وهي أيضاً الطرف المُحاوِر المفضَّل لدى المجتمع الدولي،...
الهوية المعمارية في الثقافة العمرانية
الهوية المعمارية في الثقافة العمرانية
إن عمارة المجتمع هي الصورة التي تعكس بل تمثل التقدم. أود التأكيد على أن جزءا مركزياً من المشاكل التي تواجهه في الثقافة الإسلامية اليوم تتمثل في أن معظم النخب الحاكمه في مجتمعنا قد مرت بعملية انفصال عن جذورها الثقافية، لقد قاد هذا الشرخ وانفصام الرؤية الثقافية، حيث يقترن التراث التاريخي والثقافي والديني والروحي بالرجعية والفقر، بينما تم استعارة هذه الصورة التي تمثل التقدم من مكان آخر ومن الغرب تحديداً. المشكلة التي تنشأ من استعارة هذه الصورة التي تمثل هذا التقدم هي مشكلة قاسية جداً. وتخلق تحديا كبيرا للمعماريين إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الروابط...
أزمة جامعة بيرزيت... أزمة التعليم العالي
بقلم: د. غسان الخطيب
تشكل الأزمة التي تمر بها جامعة بيرزيت، والمتمثلة بأقفال بعض طلبتها لبوابات حرمها الجامعي بالجنازير كرد على قرار ادارتها رفع اقساطها بحوالي 5%، مؤشرا على الحالة الصعبة التي وصل اليها قطاع التعليم العالي في فلسطين.
وقبل الخوض في جوهر المشكلة، لا بد من ابراز خطورة الأسلوب، فبدلا من استخدام مجلس الطلبة المنتخب، لأساليب الاحتجاج النقابية القانونية المشروعة كالإضراب مثلا، نراهم يستسهلون تعطيل الدراسة عن طريق قيام بضعة افراد منهم بإغلاق بوابات الجامعة قسرا، ومنع الاساتذة والموظفين والطلبة من الدخول.
وللأسف، سيكون من الصعب على كثير من المؤسسات الرسمية والأهلية والشخصيات...
في وداع المدرّس تيسير العاروري: «أحمد حسن» المبتسم علماً ونضالاً
مضت رفاته في شوارع المدينة في السابع والعشرين من هذا التموز الفلسطينيّ الحزين والأبيّ، بينما لا تزال تتردد كلماته، أستاذي السابق وزميلي وحبيبنا الدكتور تيسير العاروري وأحد مؤسسي «حزب الشعب» الفلسطيني وقادته، تروي عن ضرورة كتابة جوانب عدّة منسيّة من تاريخ فلسطين. في لقاءٍ مطوّلٍ عذبٍ دار بيني وبينه قبل ثلاثة أشهرٍ، حدّثني عن رغبته بالتفرّغ بشكلٍ كامل لكتابة أجزاء من القضية التي عرفها وعايشها.
في الثالث من أيار من 2016 في مقهى «قمح» في حيّ الطيرة في رام الله، كان لقائي مع د. تيسير العاروري، أقصد مع «أحمد حسن». لا يزال نصّ مقابلة الساعات الثلاث مفتوحاً على جهازي، فقد علّمت بالأصفر كلّ ما...
في مراجعة لانتخابات جامعة بيرزيت.. قد تكون حركة فتح هي الفائز!
أثارت انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت ونتائجها الاهتمام الذي تستحقه، كيف لا وهذه الانتخابات أصبحت من النوادر بعد الانحسار التدريجي لممارسة الانتخابات وثقافة الانتخابات في بلادنا، سواء على المستويات السياسية، كالمجلسين الوطني والتشريعي ولجان الفصائل المركزية، أو على مستوى المؤسسات النقابية والمهنية والأهلية، وحتى الطلابية في معظم الجامعات.وبالرغم من تعدد جوانب الاهتمام بهذه الانتخابات، والتركيز على نتائجها، إلا أنني اخترت التركيز على جانب غير تقليدي، وهو التباين بين النتائج الانتخابية والنتائج السياسية لهذه الانتخابات، إذ في النتيجة الحسابية، قد يكون عدد المقاعد التي حصلت عليها الكتلة...
حسناً فعلت الحكومة، وحسناً فعل الرئيس، ولكن!
حسناً فعلت الحكومة عندما استجابت للضغط الجماهيري المطالب بتعديل قانون الضمان الاجتماعي، الذي تتوج في تظاهرة الثلاثاء 19/4/2016 الحاشدة أمام مجلس الوزراء. وحسناً فعل الرئيس عندما تدخل الشهر الماضي لقبول مطالب المعلمين بعد تحركهم الجماعي وتضامن الجمهور معهم في تظاهرات جماهيرية حاشدة أمام مقر مجلس الوزراء أيضاً، وحسنا فعل الرئيس قبل شهرين عندما استجاب لشبه الإجماع بين جمهور الصحافيين الذين اعترضوا جماعيا وبطرق مختلقة على المصادقة على مسودة قانون الاعلام.هذه الاحداث الثلاثة، التي اجتذبت مشاركة جماهيرية واسعة وأدت الى تغيير تشريعات او قرارات مهمة، تتطلب مراجعة جادة لواقع واسلوب الحكم الذي تمارسه...
إضاءة على النشر العلمي المفتوح
كما هو معلوم فإن نشر النتائج البحثية والدراسات والتقارير والكتب العلمية يعتبر عملية ضرورية من أجل نشر المعرفة والمساهمة في تبلورها التراكمي عبر الزمان والمكان. منذ البداية فقد شكلت الكتب والدوريات والمجلات العلمية المطبوعة، والتي تميزت بكونها في الغالب غير ربحية، أداة رئيسية في عملية النشر وتقاسم المعرفة، ولكن بعد التزايد الكبير في أعداد تلك الدوريات والأوعية العلمية فقد برزت شركات للنشر استقطبت الكثير منها ومأسست عملية تقديم وتقييم ونشر الأوراق والكتب العلمية، ولكنها كرست البعد التجاري في موضوع النشر العلمي. وبحسب دراسة قام بها باحثان بريطانيان(1) فقد حققت شركات النشر الكبرى أرباحاً كبيرة...
الجذر التربيعي لأزمة النظام السياسي الفلسطيني
كان من المفترض ان يُعقد في هذا الشهر اجتماعاً للمجلس الوطني الفلسطيني، وقد جدَّدَ قرار تأجيله، وأسباب هذا القرار، النقاش مرة اخرى حول أزمة النظام السياسي الفلسطيني، سواء من حيث أسبابها أو طرق الخروج منها.أود المجادلة في هذا المقام، أنه وبالرغم من وجود أسباب عديدة لها، إلا أن الجذر الأساسي لهذه الأزمة هو غياب الانتخابات، والتراجع التدريجي لثقافة الانتخابات في مجتمعنا، أي تقبل الجمهور لغيابها عن معظم أوجه الحياة التنظيمية، وتعايشه مع ذلك.لم تجر انتخابات لمجلس السلطة التشريعي منذ تسع سنوات، ولا رئاسية منذ عشرة سنوات، ولم تجر انتخابات للمجلس الوطني منذ ربع قرن على الاقل، ولم تجر انتخابات لقيادة...