المدونة
أين استشهد الدكتور رائد.. وساجي؟
كُتب العنوان أعلاه صباح أمس، ولكن مع الظهيرة عند إرسال المقال، كانت الأنباء تتحدث عن شهداء آخرين في طولكرم؛ كان هناك شهيد صباح أول من أمس، وفي المساء كان هناك شهيد آخر. ودّع الأردنيون والفلسطينيون قاضي الصلح د. رائد زعيتر. وكان الشاب ساجي من جامعة بيرزيت يسير إلى أغنامه في قرية بيتين قرب رام الله.أضاف طلبة بيرزيت، أمس، إلى الهرم الذي يحمل أسماء الشهداء من أبناء جامعتهم “جامعة الشهداء” اسماً جديداً، وحملوا الجثمان وطافوا به شوارع الجامعة، ليتخرّج منها.ربما لا يعرف غالبية الأردنيين، ولا يعرف العالم عموماً، أين قُتل زعيتر حقاً؛ فليس دقيقاً الاكتفاء بالقول إنّه قتل على نقطة الحدود بين فلسطين...
لقاء الرئيس الفلسطيني بالطلبة الإسرائيليين
هناك جانبان يمكن نقاشهما في لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، مئات الطلبة الإسرائيليين في المقاطعة؛ مقر القيادة الفلسطينية في رام الله، قبل أيام. أولهما، مبدأ انعقاد اللقاء. وثانيهما، فحوى الخطاب الذي قدّمه عبّاس. في شكل اللقاء، لا شك في أنّ مثل هذه اللقاءات خلافيّة، ومن غير السهل على الشارع التعامل معها بشكل طبيعي، أو أنْ لا يتعامل معها على أنّها غير تطبيعية، وأنْ يتساءل: ما هو الثمن والنتيجة؟ ولكن اللقاء يشكل من وجهة النظر الفلسطينية الرسمية، جزءا من مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي، رداً على تعنت الحكومات الإسرائيلية؛ وتقويةً للفريق المؤيد للتسوية بين الإسرائيليين، وردا على الدعاية...
استبداد التكنو..!!
في العادة تتميز الدول غير المتقدمة بنزعة البحث عن الخبراء في حل أزماتها، خاصة بعد طول مدة فشل النخبة السياسية في تجاوز تلك الأزمات، أو في دورها بتعزيزها وخلقها، وهذه النزعة تعززت في فلسطين، أو عززت من قبل عدة أطراف، حتى اقتنعت فيها النخب السياسية والقوى السياسية التي توافقت على أن تشكل حكومة خبراء في المرحلة الانتقالية كمرحلة من مراحل المصالحة، أضيف عليها الاستقلالية والتي تعاني من إشكالية أكثر من توافقنا على المعنى الحقيقي للخبراء. وهاكم الخبراء فشلوا أيضا في تجاوز الأزمات، بل يستطيع البعض أن يدعي أنهم أضافوا للازمات أزمة جديدة تتمثل في عجزهم بالدرجة الأولى، انفصامهم ثانيا عن الواقع المعاش...
لا أمل في المفاوضات الجارية ولا خوفاَ منها
لم يثر استئناف المفاوضات هذه المرة أي جدل يذكر في المجتمع الفلسطيني، لا مؤيدين ولا معارضين، بل لا مبالين. وقد أشار استطلاع للرأي أُجري مؤخرا ولم يُنشر أن عشرون في المائة فقط من المستطلعين يعتقدون بأهمية هذه المفاوضات، وربما ان ضآلة عدد المشاركين في المظاهرات المعارضة مؤشر آخر على ذلك. ولا داع للاعتقاد بأن غياب موضوع المفاوضات عن الإعلام وعدم اكتراث الجمهور به هو سبب التسريبات الأخيرة حول قرب تحقيق تقدم، أو قرب تقديم الجانب الأمريكي لحلول وسط، لان هذه التسريبات غير صحيحة أصلا. فالجهة الراعية يمكن أن تقدم مقترحات تجسيرية فقط عندما تكون الفجوة ضيقة بما يسمح بجسرها، في حين أن الفجوة كبيرة حتى...
النانوتكنولوجي، المجتمع، والتعليم
منذ بزوغ شمس الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر حظي العالم بالعديد من المنجزات التقنيه، كالآله البخاريه والسيارات والهواتف والكمبيوتر والإنترنت، التي غيرت مجرى الحياة وطبيعتها عبر تغيير الأعمال والأفكار والمفاهيم والقيم والسلوكيات. من جهة تأثيرها، يمكن النظر للتكنولوجيا على أنها الحسناء والوحش في ذات واحدة. فبفضل التكنولوجيا تم إيجاد مصادر جديده للطاقه وللغذاء، وتطورت الرعاية الصحيه، وتنوعت وسائل النقل والإتصال، وغيرها الكثير. ولكن ذات التكنولوجيا تسببت في إزدياد التلوث البيئي، وانتشار القلق والأمراض النفسيه والعضويه، وكرست الإدمان على الحياة الإفتراضيه. خلال العقدين الأخيرين شهد العالم...
محاولة لفهم ما يجري في جامعة بيرزيت
nbsp;ما يحصل في جامعة بيرزيت منذ أسابيع ليس مفاجئا كونه يأتي في سياق حالة عامة من التشنج تمر بها البلاد منذ أمد وفي جميع المجالات، رغم الإنجازات التنموية النوعية التي أشرفت على تحقيقها الحكومات المتعاقبة. ويصاحب حالة التشنج هذه تزايد ملفت في وتيرة القهر والتذمر والغضب لدى قطاعات واسعة من الناس، يتحول أحيانا الى صراع الكل ضد الكل، كما يقول توماس هوبس، يهدف كل طرف الى شطب الطرف الآخر عوضا عن التعايش معه على قاعدة ما هو مشترك. اليوم، الكل يستوطنه التوتر والقلق وغياب اليقين، بدءا بالرئيس عباس وانتهاء ببائع المناديل الورقية على أرصفة الطرقات. الجميع غاضب على يجد نفسه به من عجز في تحقيق ما هو...
جامعة بيرزيت.. الحل كما أراه
قبل البدء لدي نقطتان، الأولى أن جامعة بيرزيت حبة عيني، فقد تعلمت وعلمت فيها، ولو أنني علمت فيها مئة سنة أخرى لما وفيتها حقها فهي علمتني الكثير من القيم، وانس الدروس. والنقطة الثانية: قال لي أحد نواب رئيس الجامعة – وكان زميل دراسة –: أتذكرك وأنت تقفل باب الكافتيريا المركزية بالجنزير بصحبة زميلنا حاتم. نعم، أنا أيضاً كنت طالباً مشاكساً من أصحاب الجنازير. وقد اعتذرت للمرحوم د. جابي برامكي في قاعة غاصة عن سلوكنا السابق، اعتذرت بعد 35 سنة، وقلت له إن محبتك لنا رغم جنازيرنا كانت تربية لنا. والآن يغلق الطلبة الجامعة كلها بالجنازير. وسأتوقف تماماً عن بث عواطفي لكي أستعرض ما أعتقد أنه الحل المناسب....
جامعة بيرزيت... آخر القلاع الشامخة في فلسطين
لم يكن يخطر في بالي العودة إلى فلسطين، طيلة السنوات العشر الذي قضيتها في ألمانيا، فقد كنت أعمل آنذاك في القسم العربي في تلفزيون دويشي فيللي الألماني وفي إذاعة فونك هاوس أوروبا الألمانية ولم يخطر في بالي البتة العودة إلى الوطن، اعتقدت جازماً ان القدر هو الذي اختار مكان ولادتي وعلي الآن ان اختار مكان حياتي ومماتي. بعد هذه المدة الطويلة طرح عليّ صديق العمر د. وليد الشرفا وهو أستاذ النظريات الإعلامية في الجامعة العودة إلى فلسطين والتقدم بطلب للتدريس في جامعة بيرزيت، ولا اخفي سراً إذا قلت انني ترددت طويلاً طويلاً . فقد قلت في نفسي، كيف سأنتقل إلى فلسطين بعد ان تجذرت جذوري هنا في ألمانيا، البداية...
أزمة جامعة بيرزيت والدروس المستفادة
لليوم الثالث والعشرين تراوح أزمة جامعة بيرزيت ليس فقط مكانها، بل اتخذت منحى جديداً لأول مرة في تاريخ الجامعة تمثل في محاولة إدارة الجامعة وموظفوها اقتحام الأبواب المغلقة للجامعة وما نتج عن ذلك من تدافع أدى إلى رضوض وكسور لبعض الطلبة والعاملين. وخلال 40 عاماً عايشتها لجامعة بيرزيت كطالب واستاذ، لم أشعر يوماً بالإحباط كما أشعر به الآن، ولم أخش على مستقبل الجامعة وطلبتها وموظفيها كما أخشى عليه الآن. حتى في أحلك الأوقات والإغلاقات الطويلة للجامعة من قبل الاحتلال لم ينتبني مثل هذا الشعور. والحقيقة أننا كأعضاء هيئة تدريس أخفقنا في نقل رسالتنا التربوية إلى الطلبة، ولم نفلح في إيصال وتعزيز مفهوم...
السؤال الغائب في أزمة جامعة بيرزيت
توجد أخطاء شائعة وسؤال واحد على الأقل غائب عن نقاش الأزمة المالية في جامعة بيرزيت. ٍأبدأ بالأخطاء وسأترك السؤال للنهاية. الخطأ الأول: أن التعليم العالي ليس من مسؤولية الدولة، ما عدا الدعم الذي تقدمه للجامعات الحكومية، أما الجامعات العامة غير الربحية، مثل معظم الجامعات الفلسطينية، فالمسؤولية المالية تقع على الطلبة وذويهم، وعلى إدارات الجامعات. هذا الخطأ شائع عند البعض وفيه شطط كبير، ذلك أن التعليم العالي مكلف ويندر أن نجد في دول العالم قاطبة تعليما عاليا لا يحصل على دعم من حكومات الدول المختلفة سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر. والسبب في ذلك هو أن استثمار الحكومات في التعليم العالي هو في...