انطلاق فعاليات المؤتمر الأول "النشاط البحثي عبر الخط الأخضر"

 

ضمن مساعيه لتعزيز وتسهيل البحث العلمي حول فلسطين وللفلسطينيين في مجالات متنوعة، نظم مركز الأبحاث الفلسطيني الأمريكي (بارك) مؤتمره الأول في الوطن بالشراكة مع جامعة بيرزيت ومؤسسة الدراسات الفلسطينية تحت عنوان "النشاط البحثي عبر الخط الأخضر".

وعقد المؤتمر في جامعة بيرزيت على مدار يومي الأربعاء والخميس ٤-٥ كانون الثاني، حيث قام فقط المنتفعون من منحة المركز من باحثين فلسطينيين من الداخل والخارج بالإضافة للمنتفعين من المنحة من الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم أوراق عن مشاريعهم البحثية بحضور أساتذة وأكاديميين وطلاب جامعات ومؤسسات محلية ومهتمون بالبحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانيات.

وقد افتتح المؤتمر كل من الدكتور بشارة دوماني وبني ميتشل؛ المديرة التنفيذية في بارك في أمريكا والدكتورة غادة المدبوح؛ مديرة بارك في فلسطين. كما وشارك في الافتتاح الدكتور سليم تماري، عضو اللجنة الاستشارية في بارك والأستاذ المتقاعد في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، وقدم كلمته الافتتاحية تحت عنوان:" إعادة النظر في التيارات البحثية الجديدة في العلوم الاجتماعية".

تأتي أهمية هذا المؤتمر في كونه يتعرض لتيارات حديثة ومتجددة حول العلوم الاجتماعية والإنسانيات وتطبيقها في فلسطين، كما أنه يقدم للجمهور آخر الأبحاث، خاصة في القضايا المتعلقة بالتاريخ والجغرافيا والعلوم السياسية والاقتصاد السياسي وقضايا النوع الاجتماعي والبيئة.

وقال رئيس جامعة بيرزيت بشارة دوماني في افتتاحية المؤتمر، إن المركز بدأ بتقديم البعثات والمنح، وانتقل إلى العمل مع المفكرين والباحثين الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، مؤكدا تعاون الجامعة واحتضانها لأي عمل بحثي. وأضاف، ان المركز يدعم المفكرين والباحثين الفلسطينيين، لتصبح فلسطين تنتج المعرفة، عبر نشر أوراق الباحثين وكتبهم.       

وأكد دوماني أن المؤتمر يثبت أن الدراسات الفلسطينية تتطور من حيث العدد والجودة، وأن العمل الفكري يرتكز على العدالة، وتحفيز النضال بأشكاله كافة، رغم التحديات.

وذكر دوماني أنه كان عضو مجلس إدارة في بارك في أمريكا وقد كان أيضا من المنتفعين بمنحة المركز سابقاً. وثمن بشارة الدور الأساسي الذي لعبته بارك في الأكاديميا

وبدوره قال الدكتور سليم تماري ، أن مثل هذه المؤتمرات تفتح مجالاً لتخصيب المعرفة في ظل حضور باحثين دوليين، كما تكشف التطور النظري لحقول المعرفة المتعلقة بالعلوم الاجتماعية بالنظر لآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية من احتلال وتهجير واستيلاء.

من جانبها قالت مديرة مركز الأبحاث الفلسطيني الأمريكي (بارك) في فلسطين د. غادة المدبوح، أن المؤتمر يهدف للتعرف على أهم الأبحاث المتعلقة بفلسطين والفلسطينيين ضمن منهجيات حديثة، مشبهة المؤتمر بالمختبر الصغير لتجميع الباحثين والباحثات لإنتاج المعرفة في سياق جامعة محلية فلسطينية. حيث أضافت أن هدف مكتب بارك في فلسطين ظل دوماً الانفراد بتقديم منح البحث الميداني لطلبة الدكتوراه والأكاديميين الفلسطينيين في مختلف أماكن سكناهم وتواجدهم في الوطن والشتات، حيث تم دعمهم للعمل على أبحاثهم هنا في فلسطين، أو في مراكز التواجد الفلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا لإنتاج معرفة عن فلسطين من قبل الفلسطينيين أنفسهم، وبالتالي تحقيق فكرة جمع الشتات الفلسطيني من خلال مؤسسة واحدة تعنى بإنتاج المعرفة والمعرفة التحررية. ويستقدم المركز أيضا الباحثين من حملة الجنسيات الأمريكية كمحاولة للتأثير أيضا في الأكاديميات هناك وبناء جسور للتبادل المعرفي.

وقد جاء على لسان المدبوح:"إن روح بارك والهدف من وجودها في فلسطين له أوجه متعددة تجعل بارك مركز أبحاث متميز على أكثر من صعيد. فبجانب روح الفريق الذي تعمل فيه بارك وبشكل دائم، فإن لدى المؤسسة مرونة في التعاطي مع واقع الأبحاث المتجدد والواقع المعاش فلسطينياً تحت الاستعمار. فالنقاشات حول شكل المنحة ومعاييرها ومحدداتها وهدفها ومنهجيتها هو حوار مفتوح متجدد ودائم، لم يتوقف طوال سنين تواجدي مع المؤسسة. هذه الحوارات تمت بالشراكة مع الزملاء والزميلات الذين انتفعوا من المنحة سواء عن طريق اللجان الأكاديمية المختلفة الخاصة في تقييم المنحة أو المجلس الاستشاري أو لجان أخرى. ولقد كان لأصدقاء بارك وللأكاديميين المتطوعين لخدمتها سواء في الاستشارات أو في النشاطات أو في أي مجال احتجنا له، دوراً أساسياً في رواج سمعة بارك وثباتها كمؤسسة بحثية وطنية أساسية للأكاديميين الفلسطينيين وعن فلسطين محلياً وعالمياً.

وقد أكد المؤتمر في توصياته على التفكير بشكل أعمق في مفهوم الحياة العامة والخاصة تحت الاستعمار ومعنى الحياة العادية و"اللاعادية". كما وقد ثمن الحضور على التحضير المتميز للمؤتمر والتنسيق العالي في الجلسات وتسلسلها. وبدورها، ثمّن بارك هذا التعاون بين المركز وجامعة بيرزيت ومؤسسة الدراسات الفلسطينية كمؤسسات وطنية فاعلة في مجال إنتاج المعرفة.