دراسة جديدة لـ د. موسى سرور الإشكالية الإنسانية والاستعمارية في العلاقة بين فرنسا ومهاجري الحركة الصهيونية

نشر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة د. موسى سرور دراسة بعنوان: "الإشكالية الإنسانية والاستعمارية في العلاقة بين فرنسا ومهاجري الحركة الصهيونية إلى فلسطين العثمانية: دراسة في ضوء وثائق وزارة الخارجية الفرنسية"، وذلك في المجلة العربية للعلوم الإنسانية، وهي مجلة أكاديمية محكمة تصدر عن مجلس النشر العلمي جامعة الكويت، في عددها 166، في مجلد 42، والصادر في ربيع 2024،

Sroor, Musa: “The Problematic Humanitarian and Colonial Relationship between France and the Immigrants of the Zionist Movement to Ottoman Palestine: A Study in the Light of the French Ministry of Foreign Affairs Documents, Arab Journal for the Humanities: 166, Spring 2024, pp. 113-142 .

تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على الدوافع الحقيقية لحماية فرنسا لمهاجري الحركة الصهيونية إلى فلسطين العثمانية والكشف عن طبيعة هذه الحماية وحدودها كما تعكسه الوثائق الدبلوماسية السرية الفرنسية. وحاول البحث الإجابة عن إشكالية العلاقة بين فرنسا ومهاجري الحركة الصهيونية إلى فلسطين العثمانية سواء من فرنسا أم من مستعمراتها في شمال أفريقيا؛ وهل حماية فرنسا لهؤلاء المهاجرين تنبع من إيمان فرنسا العميق بحق هؤلاء المهاجرين "بالعودة إلى وطنهم الأصلي" وبدافع إنساني كما يشاع؟ أم أنهم كانوا مجرد أداة وظيفية تنفذ فرنسا من خلالهم على أرض فلسطين مشاريعها الاستعمارية في سياق تنافس استعماري؟

استخدمت الدراسة المنهج التحليلي والاستقصائي في قراءة وثائق أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية ذات العلاقة للإجابة عن الإشكالية. تتضمن هذه الوثائق مراسلات وتقارير سرية بين القنوات والأطر الدبلوماسية الفرنسية المختلفة في فرنسا، وفي إستانبول وفلسطين. ومن خلال هذه المراسلات الرسمية تم الوقوف على حقيقة الحماية الفرنسية لهؤلاء المهاجرين.

وخلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها: أنه لم تكن للدوافع الإنسانية في حماية فرنسا لمهاجري اليهود إلى فلسطين أي وجود؛ كما لم تظهر أي تصريحات للدبلوماسية الفرنسية تشير إلى حقوق اليهود الدينية أو التاريخية في أرض فلسطين؛ وبناء عليه لا ترى فرنسا ضرورة إعادة هذه الحقوق إلى أصحابها، بل على العكس تماما كان العامل الاقتصادي والتنافس الاستعماري هما الفيصل في حماية فرنسا لمهاجري اليهود إلى فلسطين؛ إذ تعاملت معهم بوصفهم أرقامًا وزبائن ليس أكثر وفق حسابات اقتصادية بحته تستخدمهم أدوات لتنفيذ سياساتها الاستعمارية في فلسطين في ضوء تكالب استعماري متعدد.