محاضرة للمنظر الاجتماعي والجغرافي ديفيد هارفي

نظمت دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت، وبالتعاون مع الأكاديمية الدولية للفنون المعاصرة– فلسطين، اليوم الثلاثاء 15 أيلول 2015، محاضرة بعنوان: "قلقنا أساس للتوسع الحضري"، قدمها المنظر الاجتماعي والجغرافي ديفيد هارفي.

وقال هارفي خلال المحاضرة أن المناطق المدينية اكتسبت أهمية أكبر بكثير بالنسبة للتنظيم الرأسمالي وزيادة الاستثمارات في الأراضي والأملاك والعقارات وحتى في بناء مدن كاملة في مناطق التطوير والتنمية الحقيقية أو المتخيلة- من أوروبا وروسيا والولايات المتحدة وشمال إفريقية مروراً بالإمارات العربية المتحدة والصين والهند وماليزيا وانتهاء بفيتنام أو كمبوديا.  وأصبح التنافس بين المدن جانبا واضحا من جوانب عمل رأس المال، وبالتالي  ازدادت أهمية المدن بالنسبة للطريقة التي تعمل بها الاقتصاديات.

وأضاف: "ترتب على ذلك  تجدد وتوسع على المستوى المديني- الحضري والبنية التحتية،  منتجاً مفهوم "المراكمة من خلال المصادرة"،  حيث أن سياسة الاقتصاد هذه في الفضاء، أو الحيز المتاح، أو في المدينة ليست بالأمر الجديد. ولكن الجديد في الأمر هو المقدار والأبعاد والمدى المالي لاستثمارات رؤوس الأموال وتجاهلها وقسوتها وعدم مراعاتها لقاطني المدن وحقهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية وفي ديمقراطية تتخذ صيغة الشفافية والمشاركة السياسية في اتخاذ القرارات الخاصة بالتخطيط. أحياء بحالها يتمّ تدميرها وسكان يتمّ ترحليهم أو حتى طردهم باستخدام الجرافات والشرطة من أجل خلق مكان لأبراج مكتبية وخدماتية ومشاريع بنى تحتية ومراكز تجارية وحيز سكني مرتفع الثمن، وجتى أيضاً مرافق ثقافية كما المتاحف أو دور الأوبرا. ويبدو أن الأزمات الاقتصادية والتقلبات الحاصلة في أسواق رؤوس الأموال لم توقف هذا الانتعاش- بل الأرجح أن النقيض هو الحاصل، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، أن العقارات لا تزال تشكل حتى الآن استثماراً جيداً وآمناً لرؤوس الأموال.

 

يذكر أن ديفيد هارفي هو منظر اجتماعي وجغرافي ماركسي من أصل بريطاني وأستاذ لعلم الإنسان بمركز الدراسات العليا لجامعة مدينة نيويورك وأحد أهم الجغرافيين في العالم. بجانب كتاباته الجغرافية والأثنروبولوجية يتناول هارفي مواضيع متنوعة كالعدالة الاجتماعية ومنطق الرأسمالية داخل إطار البيئة العمرانية، وانتقاد الليبرالية الجديدة بشكل عام.