محاضرة حول التقنية والصناعات الأمنية في إسرائيل

نظم برنامج الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، يوم الإثنين 16 أيار 2016، محاضرة بعنوان "التقنية والصناعات الأمنية في إسرائيل: الأبعاد الإقتصادية والدبلوماسية"، ألقاها المحاضر في تخصص الدراسات الإسرائيلية د. مطانس شحادة. وأوضح شحادة أن إسرائيل تستخدم "دبلوماسية السلاح" للتأثير على سياسات الدول وكسبهم لصفها، حيث بيّن " إن اسرائيل، ومن خلال صناعاتها العسكرية، تسعى للتأثير على تصرفات بعض الدول المركزية، لاسيما الدول الصاعدة كالصين والهند، بالإضافة إلى استهدافها للشركات الدولية التي لا تقل أهميتها عن أهمية الدول العظمى في الإسهام من خلال دعمها لإسرائيل بالتأثير على القرار السياسي العالمي، وترجيح ميزان القوى لصالح الجانب الإسرائيلي. وقال شحادة إن فكرة تطوير الصناعات العسكرية الإسرائيلية بدأت تلوح بالأفق بعد عام 1967 حين حُظرت إسرائيل من شراء السلاح بحيث كانت الصناعات العسكرية في ذلك الوقت لا تكف لسد حاجة الجيش الإسرائيلي، وبالتالي ازدادت الحاجة لخلق تفوق نوعي على الجيوش العربية، وهذا ما أدى إلى رفع حصة الصناعات العسكرية من مجمل الصناعات الإسرائيلية من 6% فقط في عام 1967 إلى حوال 25% عام 1985. وكشف شحادة أن هذه النسب تراجعت بشكل ملحوظ في بداية التسعينيات لعدة أسباب أهمها الحاجة الماسة على التركيز على الصناعات المدنية للمحافظة على الحياة، وتراجع سوق الأسلحة العالمي بعد إنتهاء الحرب الباردة، مما أدى إلى تراجع حصة الصناعات العسكرية إلى حوالي 3% في السنوات العشر الأخيرة. وبيّن أن هذا التراجع لا يعني التقليل من أهمية الصناعات العسكرية بالنسبة لإسرائيل، ولكن التحولات العالمية والإقتصادية أدت إلى ذلك، مع الحفاظ على الدور المهم التي تلعبه هذه الصناعات سواء على الجانب العسكري أو الإقتصادي وحتى الجغرافي. يُذكر أن مطانس شحادة هو مدير الأبحاث في مركز مدى الكرمل، وهو باحث مختص في الدراسات الإسرائيلية في الداخل المحتل.