معهد مواطن يطلق مشروعه البحثي "حقوق إنسان تحررية"

في يوم الأسير، السابع عشر من نيسان 2024، عقد معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان بالتعاون مع جامعة أنتويرب في بلجيكا، ندوة بمناسبة انطلاق المشروع البحثي "حقوق إنسان تحررية".

يهدف المشروع إلى دراسة سُبل ضمان استخدام حقوق الإنسان للأهداف التحررية دون غيرها، وفحص إمكانيات تحصين حقوق الإنسان من الاستخدامات الكولونيالية. ويشمل البحث إلى جانب التطوير المفاهيمي، إعداد أوراق حول قضايا ذات علاقة تناقش أثر الظرف الاستعماري على حالة حقوق الإنسان في فلسطين.

افتتح الندوة، نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون المجتمعي د. علاء العزة، بكلمة ترحيبية، واستعرض كل من الدكتور كوين دي فيتر، عضو الهيئة الأكاديمية في القانون الدولي والمتحدث الرسمي باسم فريق البحث المعني بالقانون والتنمية في جامعة أنتويرب، ومدير معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت د. مضر قسيس، أهمية المشروع البحثي وسياقه وارتباطه بالأجندتين البحثيتين لمعهد مواطن وللفريق البحثي في أنتويرب، وأكدا على ضرورة صوغ حقوق الإنسان محلياً دون التخلي عن عالميتها، وأن الشباب الفلسطيني هم المكون المركزي في عملية صوغ هذه الحقوق من منظور حاجات المجتمع الفلسطيني.

في الجلسة الأولى، بعنوان "مكانة القضية الفلسطينية في ظل التحديات المتنامية لحقوق الإنسان" والتي ترأسها الدكتور جورج جقمان، عضو الهيئة الأكاديمية في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية، قدم المداخلة الأولى الدكتور كوين دي فيتر تحت عنوان "القانون الدولي وقطاع غزة"، وتحدث فيها عن مبادرات عدد من الدول، لمساءلة دولة الاحتلال على جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتحدث كذلك عن محدودية القانون الدولي في إطار السياسة. وقدم المداخلة الثانية الدكتور مضر قسيس بعنوان "القضية الفلسطينية في السياق الدولي الراهن"، وتناول موضوع متطلبات تحرر الشعب الفلسطيني وممارسته لتقرير المصير، مشددا على أن الحق لا يمكن أن يخضع لشروط، وأن إخضاعه لشروط يعني إخضاعه لإرادة خارجية، وهذا يتناقض مع مبدأي الحرية وتقرير المصير. كما أشار إلى أهمية إعادة المنظور الأخلاقي لممارسة القانون الدولي إذا أراد العالم أن يحافظ على وجود مستقبل.

ترأس الجلسة الثانية بعنوان "إطلالات على محاور المشروع البحثي"، الأستاذ جميل سالم، نائب الرئيس المساعد للشؤون المجتمعية، ومدير سابق لمعهد مواطن، وعضو الهيئة الأكاديمية، وتخللها ثلاث مداخلات؛ قدمت الأولى الأستاذة مها عبد الله، مساعدة تدريس وطالبة دكتوراه في كلية الحقوق في جامعة أنتويرب، بعنوان "تزاوج العنف والعنصرية في فلسطين: تجليات جندرية خلال العدوان على غزة"، ناقشت خلالها دور أعمال العنف القائمة على النوع الاجتماعي في تعظيم الأثر المدمر على الفلسطينيين في قطاع غزة على وجه الخصوص. أما المداخلة الثانية، فقدمتها الأستاذة دانا فراج، باحثة مساعدة في معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان وطالبة دكتوراه في برنامج القانون الدولي في جامعة بورغندي في فرنسا، تحت عنوان "التعليم الشعبي التحرري في ظل الظرف الاستعماري"، ركزت خلالها على أهمية التفكير في ظل الظروف الاستثنائية؛ كحالة الاستعمار، ووجود سلطات مهيمنة، بأدوات التعليم غير الرسمية، كالتعليم الشعبي التحرري، وناقشت أشكاله المختلفة. قدمت المداخلة الثالثة والأخيرة لهذه الجلسة الأستاذة سحر فرنسيس، المدير العام لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ومحامية مختصة في قضايا حقوق الإنسان، وكان عنوانها "النهج المبني على حقوق الإنسان في السياق الاستعماري"، ناقشت خلالها أهمية إنتاج المعرفة في مجال حقوق الإنسان وتوظيفها في مشروع التحرر الفلسطيني إلى جانب الآليات الأخرى المتاحة في ظل القانون الدولي.

اختتمت الندوة بطاولة مستديرة، يسّرها الأستاذ أحمد أبو زياد، حول المبادرات الشبابية. كانت المداخلة الأولى بعنوان "صنع في بيرزيت – فكر عضوي" قدمتها أسيل حسين، طالبة في برنامج الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت ومساعدة بحث في مبادرة كرامة، والمداخلة الثانية قدمها العزيز عاطف، طالب في برنامج ماجستير الدراسات الثقافية النقدية في جامعة بيرزيت، بعنوان "تجربتي في المجموعات الشبابية: مبادرتَي نحت وأمل دنقل"، والمداخلة الثالثة قدمتها سلام البطمة، طالبة في برنامج الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت، بعنوان " آفاق العمل في معمل حقوق الإنسان"، والمداخلة الأخيرة بعنوان "التوجهات الشبابية للانخراط في عملية التغيير" قدمتها ياسمين الجعبة، طالبة في برنامج الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت، ومساعدة بحث في معهد مواطن. تناولت مواضيع الطاولة المستديرة نقاش حول مبادرة "معمل الأفكار" السابقة، وتجارب الطلاب في مبادرات معهد مواطن، بالإضافة إلى التعريف بمبادرة "معمل حقوق الإنسان"، والشباب كقوة فاعلة في عملية التغيير المجتمعي، وكيفية تشكل إرادتهم للانخراط في عمل التغيير.