كلية الآداب تنظم محاضرة عامة بعنوان" الحالة الإسرائيلية بعد الانتخابات"

نظمت اللجنة الثقافية في كلية الآداب يوم الثلاثاء 28 نيسان 2015 محاضرة بعنوان "الحالة الإسرائيلية بعد الانتخابات" ألقاها الباحث والخبير في الشؤون الإسرائيلية البروفيسور د.أمل جمّال، وأدارها أستاذ الإعلام د.وليد الشرفا.

وقال د.جمّال خلال مداخلته إن المحفز الأساسي لهذه المحاضرة هي نتائج الإنتخابات الإسرائيلية التي أجريت في شهر آذار الماضي، مؤكداً أن هناك دلائل واضحة تشير إلى أن المرشح لتشكيل الإتلاف الحكومي "بنيامين نتياهو" سينجح في تشكيل الحكومة خلال الأيام القليلة القادمة.

وأضاف د.جمّال أن الإنتخابات الأخيرة جرت قبل موعدها الطبيعي بحوالي سنتين، والسبب وراء عقد الإنتخابات الإسرائيلية قبل موعدها هو خلاف بين حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو وحزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجة الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" الأمر الذي أدى إلى فض التحالف بين الحزبين وبالتالي أصبحت حصة حزب "الليكود" (الحزب الحاكم) في الكنيست الإسرائيلي أقل من أن تسمح  له بالإستمرار في الحكومة.

وتابع د.جمّال أن الخلافات بين "نتنياهو" ووزير المالية في الحكومة الإسرائيلية السابقة "يائير لابيد" التي بدأت منذ إفصاحه عن نيته الوصول إلى رئاسة الوزراء، وبالتالي فإن الخلاف بينهما كان خلافا شخصيا تمحور حول عدة قضايا منها: محاولة "لابيد" اصدار قرار من الكنيست بمنع إصدار صحيفة إسرائيل اليوم اليمينية، بالإضافة إلى محاولة وزير المالية "لابيد" اصدار قانون لإعفاء سوق الشقق السكنية من الضرائب وذلك لحل مشكلة السكن في اسرائيل الأمر الذي عارضه "نتياهو".

وأضاف د.جمّال أن الخلاف حول قانون أساس "إسرائيل البيت القومي للشعب اليهودي" الذي يحد من صلاحيات المحكمة الإسرائيلية من التدخل في السياسة الإسرائيلية وتدعيم الوجه اليهودي للدولة، هذا القانون الذي انطلق من وعد بلفور وقرار التقسيم لعام 1949 يهدف بشكل أساسي إلى جعل إسرائيل دولة لليهود فقط وليس دولة لكافة مواطنيها.

وقال د.جمّال أن التوجهات الإسرائيلية اليوم لتشكيل حكومة يمينية محافظة لتحقيق الرؤيا الأيديولوجية للحكومة، الإمر الذي يضعف أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة في ظل هذه الحكومة.

وأكد د.جمّال أن هناك عدة عوامل تلعب دورا في توجيه السياسة الإسرائيلة أهم هذه العوامل هو العامل الأمني السيكولوجي الذي يتركز على فكرة التهديد الوجودي لإسرائيل والتهديدات الخارجية مثل التهديد الإيراني، والعامل الآخر من ضمن العوامل هو العامل الإثني حيث أن المجتمع الإسرائيلي أشبه ما يكون بالمجتمع القبلي المقسم إلى أربع اجزاء أو قبائل وهي الفلسطينين، واليهود الحريديم، واليهود الشرقين، واليهود الأوروبين، والعامل الثالث المهم هو العامل المادي، أي أن المجتمع الإسرائيلي مقسم على أساس قومي طبقي.

 من جانبه قال د.وليد الشرفا خلال كلمته الإفتتاحية أن هذه المحاضرة تبحث في ما يحدث داخل إسرائيل، وتقوم بتحليل لسلوكيات المجتمع الإسرائيلي وعلاقاته الداخلية والخارجية.

يذكر أن د.جمّال يشغل منصب مدير فرع الإتصال السياسي في قسم العلوم السياسية في جامعة تل أبيب. تخرَّج من جامعة برلين الحرة في ألمانيا سنة 1996. تتمحور إهتماماته البحثية بالنظرية السياسية والإتصالاتية المقارنة والفكر السياسي وعمليات الدمقرطة والمجتمع المدني. له عدة كتب وأبحاث نُشِرَت في لغات ودول مختلفة منها كتابه حول "سياسات الإعلام والديمقراطية في فلسطين" الذي نُشِرَ في دار النشر "سوسكس" في بريطانيا.