جامعة بيرزيت تحيي فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي

أحيت حملة الحق في التعليم في جامعة بيرزيت فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، بالتعاون مع نادي BDS في الجامعة، وذلك بين الفترة 11-18 نيسان 2022، بالتزامن مع انطلاقها في المنطقة العربية.

وتتضمن الأسبوع في جامعة بيرزيت عدداً من النشاطات والفعاليات الوجاهية التي سلطت الضوء على دور المعرفة والثقافة والفنون في نضال الفلسطينيين ضد أشكال الاستعمار المختلفة، إلى جانب حواريات الكترونية تهدف إلى تقوية التواصل بين مجموعات طلابية تتشارك النضال التحرري ضد الاستعمار والقمع والتمييز.

وافتتحت الحملة الأسبوع بعرض فيلم بعنوان "ظل الغياب" للمخرج الفلسطيني نصري حجاج، والذي تحدث فيه عن هاجس مكان الدفن وحلم الفلسطيني بالعودة ولو ميتاً إلى أرض الوطن، وخاصة أولئك الذين تم اقتلاعهم من أرضهم وعاشوا في المنفى منذ النكبة عام 1948 وحتى تاريخ عرض الفيلم عام 2007. 

وتناولت الفعالية الثانية، بعنوان "جدلية التقاطع والاختلاف بين الإستعمار والابارتهايد"، التي تحدثت فيها كل من مديرة معهد الحقوق في جامعة بيرزيت ريم البطمة، والنائب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصالح حجازي، عن إشكاليات المقارنة ما بين المفهومين، حيث عالجت د. بطمة أوجه الشبه والاختلاف بين منظومة الاستعمار الإسرائيلي ونظام الابارتهايد من ناحية سياسية.

وعلى إثر إصدار منظمة العفو الدولية مؤخراً تقريراً يبين أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، فصّل حجازي أقسام التقرير، موضحاً أهمية إدانة المؤسسات الدولية لاحتلال ووسمه بنظام أبارتهايد على المستوى الدولي وعلى صعيد القانون الدولي، الذي يُمكن الفلسطينيين من البناء عليه لخدمة القضية الفلسطينية.

أما الفعالية الثالثة، التي نظمتها حملة الحق في التعليم بالتعاون مع كلية الفنون والموسيقى والتصميم، تضمنت حوار مع الفنان الفلسطيني وعضو الهيئة الأكاديمية في برنامج التصميم في الكلية حول "فن المقاومة والفن المقاومة"، التي تناولت الفن الفلسطيني كعمل سياسي يعبر عن الواقع الثوري المناهض للاستعمار. وتخلل الفعالية معرض ملصقات يناقش التحولات على التصورات المختلفة عن فلسطين، قُدّم في مؤتمر مواطن السنوي الخامس والعشرين حول "دمقرطة السياسة الفلسطينية كأساس لإعادة بناء المشروع الوطني". حاول قيم المعرض فارس الشوملي من خلال ملصقات سياسية فلسطينية فحص التحولات الحاصلة على المشروع الوطني الفلسطيني من خلال تتبع زمني ومفاهيمي لبعض الرموز والموضوعات المنعكسة في تلك الملصقات، مثل غصن الزيتون والبندقية، ومفاهيم التحرير والثورة، وتحول العلاقة من التضامن والنضال الأممي إلى الصداقة.

واختتمت الحملة الأسبوع بويبنار حول التقاطعية بين تجارب نضال الحركات الطلابية في فلسطين، وجنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث تحدث فيها بيدرو شربل، مسؤول المناصرة والعلاقات العامة في اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة BNC ومحمد أبراهاماس رئيس منتدى التضامن الفلسطيني في جامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا، وأدارت الجلسة د. غادة المدبوح-الأستاذ المساعد في دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.  وأكدّ المتحدثون على أهمية التضامن الأممي بين الشعوب التي تواجه الابارتهايد والتمييز والاضطهاد من أجل تحقيق العدالة.

وتناقش المتحدثون عن العسكرة الإسرائيلية في أمريكا اللاتينية أولاً، حيث قام شربل بتحليل السيطرة الإسرائيلية على البنية التحتية والحواجز العسكرية، وأبراج المراقبة وغيرها، إلى جانب تعزيز الرقابة الإلكترونية لحسابات النشطاء والطلبة في أمريكا اللاتينية. أما أبراهاماس فعرّف تاريخ نضال الحركة الطلابية في جنوب أفريقيا ضد الاستعمار والابارتهايد على الرغم من المحاولات الدائمة لإسكات النشاط الطلابي داخل الحرم الجامعي.

وفي نهاية الويبنار، أكدت د. المدبوح على ضرورة ربط نضالات الشعوب المستعمرة والتي تواجه أشكال الاضطهاد المختلفة من أجل بناء شبكات تضامن أقوى قادرة على إحداث التغيير.

وكانت حملة الحق في التعليم قد شاركت في أسبوع مقاومة الاستعمار والابارتهايد الذي عقد في إفريقيا بين الفترة آذار 12 ونيسان 4، في ويبنار ناقش دور شبكات التضامن، لاسيما الحركات الطلابية في دول الجنوب، في تحرير عقول الطلبة لإنتاج معرفة تحررية ضمن عملية من المقاومة المعلومة للاضطهاد والنضال.  وتم الاتفاق على بناء استراتيجية طويلة الأمد بين مجموعات طلابية في أفريقيا، وبين حملة الحق في التعليم لتنظيم فعاليات مشتركة تسلط الضوء على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.

أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي (IAW)، هو سلسلة عالمية من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى رفع الوعي بنظام الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني، حيث كان قد انطلقت فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد في آسيا، وأفريقيا، وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية في الفترة الواقعة ما بين 21 آذار و4 نيسان 2022.