بيرزيت .. سمفونية نعزفها أينما حللنا

مدونة كتبتها الطالبة الخريجة غدير بركات –  تخصص علوم مالية ومصرفية فرعي ادارة أعمال ضمن حملة #بيرزيت_حكايتي
 

دخلت بيرزيت بنصف رغبة بالدراسة فيها، ولم أكن أعرف أن هناك أيام مميزة تنتظرني، كل ما فيها يستحق أن يُعاش بشغف اللحظة، اخترت التخصص الذي أريده ومضيتُ قدماً.

لم تكن الشهادة الأكاديمية التي سوف نحصل عليها في النهاية على أهميتها وقيمتها هي كل شيء، كانت بيرزيت بكل حدث فيها وبكل موقف وطني ثابت تعطيك شهادة في الحياة، تُعلّمك أشياء كثيرة..

في بيرزيت كبرت روح التكافل والمحبة بيننا، من فادي طبخنا تعلّمنا قيمة الأمل ومعنى التحدّي، ومن محمد أبو غنّام تعلّمنا أن نكون صفّ الوطن الأوّل، بيرزيت تكرّس النضال بالمعرفة، بالقلم، بالفعل وبالارادة.

من الصعب أن نتقبل فكرة نهاية أربع سنوات مُضيئة ومشرقة في حياتنا، لكن لكل مرحلة بداياتها ونهاياتها، نُغادر بيرزيت ونحن نحمل معنا ذكريات كثيرة وتفاصيل كبيرة، وفضل كبير لكل دكتور آمن بي يوماً عندما ضعف شغفي للدراسة، لكل أستاذ يحفّز الطلاب ويثق بهم، ويعطيهم من حكمته قبل علمه، لكل مخلص في عمله ويؤدي رسالته الأكاديمية بأمانة علمية، لكل صديق كان صديقاً حقيقياً وقاسمني أوقاتي ولحظاتي الجميلة، لنسكافية العم أبو أحمد، وابتسامته التي هي خير بداية للصباح، لكل لحظة أمضيناها في ساحات الجامعة وكانت خير تجربة في الحياة، لكل وقفة وقفناها كطلاب وأساتذة ونقابة في جامعة بيرزيت لأي حدث مهم.

غدير بركات – خريجة تخصص علوم مالية ومصرفية فرعي ادارة أعمال

للذين لم يتخرجوا بعد أقول لكم كل لحظة في بيرزيت لها قيمتها فاستمتعوا بها، لا تتحصّنوا بالكليات والأزقة وإنما اخرجوا لساحات الجامعة وعيشوا كل تجربة فيها،

لا تخافوا الاندماج بالمجموعات الشبابية والألوان والثقافات، فالمساحة التي تعطينا إياها بيرزيت هي التي تخلق روح بيرزيت المميزة والمختلفة.

لآخر قلم كتبت فيه في آخر امتحان لي في الجامعة، لآخر مرة يوضعُ اسمي على لائحة الشرف، لآخر التفاتة لكلية الأعمال والاقتصاد التي اعتدت أنها أكثر من بيتي، وللأماكن التي اعتدت الجلوس فيها، وصلت نهاية كوني طالبة في بيرزيت لكني أؤمن اليوم أن بيرزيت ليست مكان، بيرزيت حالة، لا نتركها خلفنا ونمضي، وإنما نحملها معنا حيثما ذهبنا..كسمفونية نعزفها أينما حللنا.