ندوة بعنوان: "الترجمة والخطاب الإبداعي الفلسطيني"

 نظمت عمادة شؤون الطلبة اليوم الأربعاء 11 أيار 2016 وضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب، والذي تنظمه وزارة الثقافة ندوة بعنوان  "الترجمة والخطاب الإبداعي الفلسطيني" شارك بها الشاعر والمترجم الفلسطيني مازن معروف، وأدارها أستاذ اللغة العربية في الجامعة د. إبراهيم أبو هشهش، بحضور ممثلة وزارة الثقافة الأستاذة  آيات نزال. وقال الشاعر معروف بأن عائلته هربت من مخيم تل الزعتر إلى مخيم شاتيلا، وفيه كانت أولى إحتكاكاته مع قوات الإحتلال الإسرائيلي وكان في وقتها في الرابعة من عمره، فكان لتلك الأحداث أثر كبير على حياته الثقافية، فأن تكون فلسطيني في بيروت يعني أن تحمل ذاكره غير مسؤول عنها، خاصة مع خروج منظمة التحرير من لبنان حيث أصبح الفلسطيني محاصر بين حالة الشفقة والنقمة من الشعب اللبناني، فعاش الفلسطيني ممزقا وإنتقل إلى مرحلة جديدة وأكثر صعوبة من الغربة. وأوضح أن ضرورة إطلاعه على هويته قادته إلى قرأه أول كتاب في حياته وكان عن التجربة الفلسطينية في لبنان، دخل بعدها عالم الكتب والثقافة، قبل أن يغادر بيروت عام 2011 إلى أيسلندا " ككاتب ضيف". وبيّن أن الشعب الأيسلندي مثقف لدرجة كبيرة ويمتلئ بالكتاب والشعراء، فكان أمام واجب أخلاقي يحتم عليه ترجمة هذه الثقافة إلى العربية، خاصة وأن اللغة وتطويرها موضوع أساسي في حياة الأيسلنديين، وصراعهم الأول ثقافي وليس سياسي كباقي دول العالم. وأضاف بأن المجازفة كانت كبيرة بنقل أدب مغاير تماما عن عن الأدب العربي يناقش مواضيع الطقس والبيئة وما إلى ذلك، ولكن الروايات التي ترجمها إلى العربية وجدت صدا كبيرا بين المثقفين العرب. وأوضح أنه لم يتصور يوما أن الأدب سوف ينقل حالته الشخصية من لاجئ محاصر إلى مواطن أوروبي، ومن المفارقة أن ذلك فقط من سمح له بدخول فلسطين لأول مرة في حياته. وأكد ان العزلة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني تفرض عليهم مسؤولية مضاعفة تجاه الأدب، وشدد على أهمية الخروج من الهيمنة الكلاسيكية على الأدب الفلسطيني. وشكر جامعة بيرزيت على إستضافتها له، وأكد أنها تُشكل مصدرا أساسي لتصدير وصناعة المثقفين الفلسطينيين. من جهته قال د. أبو هشهش أن التاريخ الفلسطيني مليئ بالمترجمين ويعود الفضل بذلك إلى المدارس والكليات الفلسطينية القديمة، وأوضح أن الترجمة قديما لم تكن معاصرة وعلمية مما سمح لبعض المترجمين بالتصرف بالكتب المترجمة ونسبها لهم في بعض الأحيان. وبيّن بأن إتصال فلسطين بثقافات العالم المختلفة ساهم بشكل كبير بإزدياد أعداد المترجمين والكتب المترجمة.وكان من المفترض أن يشارك الكاتب والمترجم الفلسطيني  صالح علماني في هذه الندوة، إلا ان سلطات الإحتلال الإسرائيلي منعته من دخول الأراض الفلسطينية قادما من إسبانيا.