ندوة حول إدارة القطاع الصحي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر

عقدت دائرة الإدارة العامة وبرنامج ماجستير الحكومة والحكم المحلي في كلية الحقوق والإدارة العامة يوم الأربعاء 24 نيسان 2024، ندوة حوارية بعنوان: "إدارة القطاع الصحي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ 2023".

 افتتح الندوة د. أيمن الزرو، مدير برنامج ماجستير الحكومة والحكم المحلي، مؤكداً على أهمية عقد ندوات حوارية بالتشارك مع الجهات المختصة لما لها من فائدة في تسليط الضوء على أهم القضايا التي تلامس الواقع الفلسطيني خاصة في ظل الأزمة الحالية التي تمر بها فلسطين، أدار الندوة د. محمد أبو زايد، وتحدث فيها كل من الدكتور ليث حنبلي باحث وكاتب في معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت، والدكتور عبد الله القواسمي رئيس وحدة التعليم الصحي والبحث العلمي في وزارة الصحة، والدكتور مهدي راشد مدير عام لوحدة شراء الخدمة في وزارة الصحة، والدكتور عبد اللطيف الحسيني أستاذ الصحة العامة في معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت.

استهل الدكتور حنبلي حديثه عن الواقع الصحي في غزة، وأشار إلى اختلاف القطاع الصحي عما كان عليه قبل شهور، حيث تطور من قطاع صحي مشابه للدول النامية الى قطاع صحي متقدم، وبهذا الصدد أكد على نية الاحتلال خلق أكاذيب كذريعة تهدف الى تدمير القطاع بعدة آليات منها الحصار، والتوغل، والتي هدفت جميعها إلى إخراج المستشفيات، والقطاع الصحي عن الخدمة.

من جانبة أكد الدكتور القواسمي على أن الحرب الحالية على غزة تعد من أسوء الحروب التي مرت على فلسطين، حيث أوضحت وكشفت أقنعة العديد من الدول وأظهرت المخططات والشركاء. وأضاف أن وزارة الصحة تعمل على أربعة مستويات المستوى القانوني، المستوى الصحي، المستوى الطبي، والمستوى الاجتماعي، وأنه يتواجد في وزارة الصحة في غزة عدة مؤسسات تعمل وتكشف عن كمية الدمار في المؤسسات الصحية، واحتياج الطاقم الصحي للمواد الطبية. كما يتم العمل على إصدار تقارير  يومية ومفصلة حول عدد الشهداء والجرحى، ونسبه الدمار، والعجز في المستلزمات الطبية، واختتم حديثه على ضرورة التعاضد المجتمعي لنقل الصورة للإعلام، وتوعية العالم عما يحدث في غزة على جميع الأصعدة، وفي جميع القطاعات.

وعلى صعيد آخر، وضح الدكتور راشد أنه بالوضع الطبيعي في غزة لا يوجد بعض الخدمات الصحية بالرغم من وجود 34 مستشفى، وأشار إلى توقف خدمة التحويلات الطبية في وزارة الصحة عبر المعابر لمدة شهرين إلى حين تم التواصل مع مسؤوليين داخل القطاع لتحويل ملفات المرضى إلا أنها كانت قليلة ومبعثرة، وتم الاستناد الى آليات محددة لتحري الدقة قدر الإمكان بما يخص تحويل المرضى والجرحى كلاً حسب وضعه الصحي، حيث أن الأعداد كانت قليلة وتصل من 42 إلى 50 شخص فقط، كما أن خروج المرضى لا يعد المشكلة الوحيدة في القطاع، حيث يجب تأمين العلاج لبعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والكلى والسرطان، وعليه يمكن القول أن التحويلات تعتبر جزءا من الحل وليست الحل النهائي، فالوضع يعتبر كارثيا جداً، والإمكانيات محدودة، ويجب توفير العلاج داخل القطاع للجميع بدلاً من نقل عدد قليل م نالمرضى والمصابين للعلاج بالخارج.

وأكد الدكتور الحسيني على خطورة الوضع الحالي، حيث أصبح الوضع مأساويا، وما ستؤول اليه الأمور بعد الحرب على الصحة العامة هو إبادة بحد ذاتها على القطاع الصحة، حيث مفهوم الصحة يعد أشمل من القطاع الصحي، فوضع الصحة العامة في غزة كارثي حيث عانى وما زال يعاني من قصف وتجويع وأمراض ونقصٍ بالمعدات واستهداف كامل للخدمات الصحية وجميع البيئة القابلة للحياة، حيث القصة لم تبدأ من 7 أكتوبر وإنما من وعد بلفور 1917، فنحن نعاني منذ 75 عاماً، وفي نهاية حديثة أعطى بريق أمل لإعادة البناء والإعمار التي من الممكن أن تكون بطيئة ومكلفة وذلك من خلال عرضه لعدد من التوصيات ومنها توفير مقومات الحياة في غزة، وأن تكون الأولوية العليا هي وقف الحرب على غزة وانسحاب الاحتلال، ووجوب إرسال المساعدات وتوفير حياة نظيفة وإدخال غير مقيد للغذاء، وإنشاء مخزون استراتيجي لا مركزي، ووجوب عودة المزارعين الى أراضيهم المدمرة، وتوفير حرية التنقل لسكان غزة وخاصة الجرحى منهم، وإدخال غير مشروط ومقيد للأدوية.

اختتم د. أيمن الزرو من دائرة الإدارة العامة الندوة معقباً على المواضيع التي تم تناولها، وفتح باب النقاش أمام الحضور للاستفسار حول القضايا التي استدعت التوضيح.