ندوة حوارية حول إدارة قطاع التعليم في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023

عقدت دائرة الإدارة العامة وبرنامج ماجستير الحكومة والحكم المحلي في كلية الحقوق والإدارة العامة يوم الثلاثاء 23 نيسان 2024  ندوة حوارية بعنوان: "إدارة قطاع التعليم في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023: استراتيجيات المواجهة". افتتح الندوة د. أيمن الزرو، مدير برنامج ماجستير الحكومة والحكم المحلي، مؤكداً على أهمية عقد ندوات حوارية بالتشارك مع الجهات المختصة لما لها من فائدة في تسليط الضوء على أهم القضايا التي تلامس الواقع الفلسطيني خاصة في ظل الأزمة الحالية التي تمر بها فلسطين. أدار الندوة د. فريد إرشيد، وتحدث فيها كل من الدكتور علاء العزة نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون المجتمعية، والدكتور أيوب عليان الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي، والأستاذ طارق الخضور الوكيل المساعد للشؤون الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي، والأستاذ منجد سليمان رئيس وحدة التخطيط والمشاريع في وزارة التربية والتعليم العالي.

استهل الدكتور العزة حديثه حول التعليم العالي والسيادة الشعبية: نحو تطبيق مفاهيم السيادة في مواجهة الإبادة الجماعية، وتناول القضايا المفاهيمية المجردة نحو التعلم وفهم السياسات لوزارة التربية والتعليم العالي، حيث أشار أن التساؤل المركزي لفهم نظرية السياسة والإدارة العامة لهذه النظريات يعود للتعامل مع الدولة على أنها شيء مجرد ومستقل عن المجتمع وسياسة "المؤسساتية". إلى جانب ذلك أشار إلى مبادرة جامعة بيرزيت "إعادة الأمل" لمؤازرة مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة، وبالتعاون مع جامعات عربية وعالمية بالاعتماد على التطور التكنولوجي والرقمي، وهذا عبر تدخلات تشمل: البنية التحتية والتعاضد المؤسسي، والتعليم الجامعي والبحث العلمي، والتي تهدف بشكل أساسي إلى أن نكون مساندين لمؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة وليس بديلا عنها لنعمل على بناء السيادة الشعبية.

وعلى صعيد آخر، وضح الدكتور عليان في بداية حديثه هيكلية وزارة التربية والتعليم العالي، ثم انتقل للحديث عن الواقع الحالي للتعليم لطلبة قطاع غزة، فعرض في هذا الصدد عدة مبادرات أقامتها الوزارة والتي كان منها التعليم الإلكتروني لطلبة قطاع غزة الذين انتقلوا الى دول خارج القطاع، واستمر قبول الطلبة في هذا النظام لغاية شهر 2، وتطور فيما بعد ذلك الى نظام المدارس المسائية ليفتتح فيها عام دراسي جديد، وكان هناك عدد من المتطوعين من المعلمين والمعلمات. ثم انتقل للحديث حول ماذا بعد الحرب؟ وأوضح أن هناك عدة سيناريوهات، لكن الخطة التي تم الموافقة عليها كانت كالتالي، أولاً عمل حصر لأعداد الطلبة ومواقعهم وللعاملين أيضاً، ثانياً عمل تفريغ نفسي للطلبة والعاملين، ثالثاً التفكير في بناء مدارس ميدانية وذلك حسب الإمكانيات المتاحة.

استكمل الحديث من بعده الدكتور الخضور، مشيراً إلى بعض الأمور والملاحظات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، منها الإشارة إلى التجارب السابقة حيث أن الأزمة الحالية ليست بالأزمة الأولى فمن الممكن الأخذ بمبادرات التجارب السابقة وتقليص عدد أيام العام الدراسي، وتعزيز التعليم الشعبي، والاستفادة من الإذاعة والتلفزيون، ولفت الانتباه الى عدة نقاط ومنها أن البنية التحتية ليست فقط الجدران بل التكنولوجيا أيضاً لذلك التعليم الإلكتروني يعد مستحيلاً في ظل البنية التحتية المدمرة.

واستعرض من بعد ذلك الدكتور سليمان عدة أمور منها معدلات الالتحاق العالية في التعليم العالي في القطاع والتميز المتواجد في البحث العلمي، والاستهداف المتعمد للنخبة والقامات العلمية من الأكاديميين وكذلك للمؤسسات التعليمية. وبخصوص المسارات المتعددة في مشروع إعادة الأمل بعد الحرب، أوضح أن المسار الأول يتلخص في الاستثمار فيما تبقى من البنية التحتية في قطاع غزة والعلاقة مع مؤسسات التعليم العالي داخل القطاع، والتأكيد على أن التعليم عن بعد ليس حلاً لجميع المشاكل، والمسار الثاني هو تمكين طلبة قطاع غزة من الالتحاق بمدارس الضفة الغربية بشكل مجاني، وفي المسار التالي أكد على حشد الدعم، وفي المسار الذي يليه أكد على الدعم والتعافي النفسي، هذا بالإضافة الى الدعم المادي، وتأهيل الكوادر البشرية.

اختتم د. أيمن الزرو من دائرة الإدارة العامة الندوة معقباً على المواضيع التي تم تناولها، وفتح باب النقاش أمام الحضور للاستفسار حول القضايا التي استدعت التوضيح.