مساق "دفاتر السجن" يعقد ندوة بعنوان "كتابة الحرية: قول الفعل الفلسطيني"

عقد مساق "دفاتر السجن: الحركة الفلسطينية الأسيرة" في جامعة بيرزيت، يوم الخميس 20/10/2016، ندوة بعنوان "كتابة الحرية: قول الفعل الفلسطيني"، تحدث فيه الأسرى المحررون: الروائي وليد الهودلي مدير مؤسسة بيت المقدس، والروائي وسام رفيدي أستاذ علم الاجتماع بجامعة بيت لحم، والشاعر محمد عياد من وزارة الثقافة؛ عن تجاربهم في سجون الاحتلال الصهيوني.

وهذه الندوة هي الثالثة ضمن سلسلة ندوات الحرية التي نظمها المساق الذي تطرحه دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية، بالاشتراك مع برنامج الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة.

وفي شهادته، أكد الهودلي أن "الأسير لا يتخيل أن دوره النضالي ينتهي بدخول السجن، ولكنه يتحول من شكل لآخر، فتراه يبدع مثبتا تغلبه على سجانه بإنجازه الثقافي".

وتابع الهودلي أن الأسير كان يظل قلقًا من مصادرة السجّانين لما يكتبه، لكن رغم ذلك، أوجدنا حالة ثقافية عالية تحدت الظروف، فلولا إصرار الأسرى على صناعة ذاتهم، لانهارت كثير من الأمور داخل ذات الأسير الفلسطيني. لذلك، كان من مهام كل تنظيم اللجنة الثقافية في السجن، وقد جعلت حالة التحدي تلك والانتساب للقضية كثيرين يحققون داخل السجن أكثر مما قاموا به خارجه على الصعيد الأدبي والثقافي.

فيما روى رفيدي ما جرى لإحدى رواياته داخل السجن، إذ صادرها السجّان منه بعد كتابتها في سجن النقب عام 1993، لتظهر بعد أربع سنوات عام 1997 في سجن نفحة، حيث كان أسيرا حينها، "وهي حادثة لا تحصل أبدا، فما يُصادر في سجون الاحتلال لا يعاود الظهور، لكن رحلة الرواية كانت عجيبة، فقد وقعت الرواية بيد شاب أسير من غزة قرأها وأعجبته وقرر أن يعمل نسخة منها ويحتفظ بها، ومن هناك نشرت في أنحاء السجن ليتم بعدها ارسالها موزعة على 54 كبسولة".

وأضاف رفيدي أن "رحلة الأسر لم تكن تنتهي بتحرير الأسير الفلسطيني، فمن الأسرى من كان يكمل معاناته خارج أسوار المعتقل مطاردًا من قوات الاحتلال، وهو ما كانت لي تجربة شخصية فيه، وهي مفصّلة في كتابي عن التخفي خارج الأسر".

وتابع رفيدي: "رغم كل ما كتبه أسرانا في أدب السجون، إلا أنني أجده ناقصا إلى يومنا، فالحياة الانسانية بتفاصيلها، والمواقف اليومية، والحياة الجمعية داخل المعتقلات، لم يكتب عنها بعد؛ فنحن نحتاج لذكر انعدام التفاصيل الخاصة للأسير، ففي غرفة تتسع لأربعة، كان يوضع 18 أسيرا لتنتفي تفاصيلك، ومع ذلك استطاع الأسرى خلق جو فيه نوع من الحيوية اليومية ودفعات حياة كانت كفيلة بإخراجنا لحظيا من قلب الأسر والزنازين".

وقدم عياد مجموعة من القراءات الشعرية لأعمال كان قد كتبها خلال سنوات أسره، ويذكر عيّاد أن زياراته العائلية من خلف الزجاج كانت تدوم نصف ساعة، أي أقل من باقي الأسرى بـ 15 دقيقة، كونه كان معتقلا إدرايا. وكانت إحدى قصائده التي قدمها مكتوبة عقب زيارة لأسرته ظل فيها أصغر أطفاله عُمر صامتا، وفي الدقيقة الثلاثين، اختطف سماعة الهاتف سائلاً: "بابا، متى راجع للبيت؟"، ومن هنا خرجت قصيدته لتروي بذلك جزئية من معاناته في الأسر.