عمادة شؤون الطلبة تعرض فيلم "روشميا"

عرضت عمادة شؤون الطلبة يوم الاثنين 28 آذار 2016،  فيلم "روشميا"،  بحضور مخرجه سليم أبو جبل، ويحاكي الفيلم الوثائقي في 70 دقيقة قصة الوجود الفلسطيني والاصرار على البقاء في ظل العنصرية الإسرائيلية.

"روشميا" هو الوادي المنسي في أطراف مدينة حيفا ومن الصعب أن يعرفه أحد أو أن يراه – وفق تصريح المخرج - لأن المدخل إليه من جهة البحر والوصول إليه ليس سهلاً، لكن سليم أبو جبل وصل إليه وتضامن مع شخصياته أبو العبد وزوجته أم سليمان، وكان ضمن حملة إعلامية شارك فيها لأجل المساندة في حل مشكلتهما وتسليط الضوء عليها، لكنه لم يكتفِ بهذا الدور أو بالتقرير الصحفي الذي كتبه عن مأزقهما، فقد ظلّ على تواصله معهما إنسانياً عن طريق التواجد بشكل يومي هناك لمعايشة ظروفهما ومعرفة أدق تفاصيل حياتهما اليومية وما يصير بينهما من جدل أو نقاش أو سخرية، تماماً مثلما تحمّل بصبر، يُحسد عليه، لحظات الصمت الطويلة المثقلة في انتظار ردود أفعالهم المتباينة والتي نادراً ما تحمل جديداً. 

 يرصد الشريط حياة يوسف حسان - أبو العبد - الشخصية الرئيسية في الفيلم، البالغ من العمر 80 عاماً، الذي يعيش في براكية – أي بيت من الصفيح - منذ عام 1956 بعد لجوئه من حي وادي الصليب إثر نكبة عام 1948 مع زوجته آمنة اللاجئة هي أيضًا من قرية ياسور. هناك تسير الحياة، التي تبدو وكأنها متأخرة مائة عام عن الزمن الحاضر، بشكل شبه طبيعي في الوادي رغم أن بلدية حيفا لا تقدم لسكانها أية خدمات، فيعيشان من دون ماء أو كهرباء أو شبكة هاتف وكأن البلدية لا تعترف بهما. بيت الرجل وزوجته يحيط به جدران الوادي من الجهتين وكأن هذه البراكية القابعة في قعر الوادي تحمل دلالة رمزية موجعة وكأنها قعر العالم الذي أصبح المكان والمأوى الوحيد للفقراء. 

تظل الأمور سائرة على منوالها في الوادي المهجور منذ بداية ثمانينات القرن الماضي حيث كان وادي روشميا منطقة مأهولة حتى ذلك الحين إلى أن هجره الجميع باستثناء يوسف حسان وزوجته اللذان أصرّا على البقاء ورفضا الخروج رغم انعدام سبل المعيشة، مفضلِّين مواصلة الحياة في تلك البقعة المعزولة عن الحضارة الحديثة وكأن الخروج منها هو معادل معنوي للموت. ويستمر الحال إلى أن تُقرِّر بلدية حيفا إقامة نفق يمر عبر وادى روشميا لكي يربط أحياء البحر الأبيض المتوسط بأحياء "جبل الكرمل"، وهو الأمر الذي يعنى هدم كوخ أبو عبد وزوجته بالقوة، ومن ثم كان عليهما البحث عن منزل جديد يأويهما.