الأخصائي النفسي الخواجا: الأمراض النفسية هي الأكثر إنتشارا عالميا

قال الأخصائي النفسي د. محمد الخواجا أن الأمراض النفسية تعتبر واحدة من أكثر الأمراض إنتشارا حول العالم، وأوضح أن قائمة أكثر عشرة أمراض إنتشارا شهدت تواجد أربعة أمراض نفسية، وذلك خلال محاضرة عامة ألقاها بالجامعة بتنظيم من مكتب الإرشاد النفسي بعمادة شؤون الطلبة يوم الخميس 3 آذار 2017، بحضور الأستاذ المساعد في دائرة العلوم الإجتماعية والسلوكية د. سعيد شحادة وعددا من طلبة وأساتذة الكلية.

وأوضح د. خواجا أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول الطب النفسي محليا، وذلك بسبب رغبة بعض الأشخاص بالحكم مسبقا على الأمور وتقديم بعض " الفتاوي " دون الإرتكاز على أي علم أو معرفة حقيقية، وكشف أن المسلمين كانوا أول من وضع الأسس العلمية للعلاج النفسي، وأشار إلى أن العالم اليوم يتجه لدمج الأقسام النفسية مع باقي الأقسام في المستشفيات العامة وذلك لمعاملة المرضى النفسيين تماما كباقي المرضى، وأشار إلى أن هذا النموذج طبقه العباسيين في مشفى بغداد قبل مئات السنوات.

وبيّن أن عدم الإعتراف بوجود المرض النفسي لدى الإنسان يعتبر مشكلة كبيرة لا بد من التخلص منها، وشدد على أهمية التمييز بين الطب النفسي وعلم النفس، وقال أن الأفلام ساهمت بشكل كبير بنشر بعض المفاهيم الخاطئة حول علم النفس وطرق العلاج التي يتَبعُها، وأشار إلى أن علم النفس يعتبر من العلوم الحديثة التي يسعى لفهم نفسية ومشاعر الإنسان.

وأوضح د. الخواجا أن مرض الإكتئاب يعتبر واحدا من أكثر الأمراض النفسية إنتشارا وكشف أنه يصيب 10% من الذكور حول العالم، وبين أن بعض الدول في العالم أوكلت مهمة تشخيص الإكتئاب للطبيب العام وليس النفسي وذلك بسبب الإنتشار الكبير لحالات الإكتئاب حول العالم.

وأضاف أن الإكتئاب قد يصل لمرحلة قتل النفس، ويؤدي لعجز في الإنتاجية لدى الفرد المصاب، بالإضافة لإرتفاع نسبة إحتمالية الإنتكاسة وعودة المرض فور توقف العلاج، وأكد أن التشخيص المبكر للمرض يساهم بشكل كبير على المساعدة في علاجه.

وأشار إلى أن الأدوية النفسية لا تختلف عن باقي الأدوية التي يتناولها الإنسان، ولا تحمل أي مواد مخدرة ولا تؤدي للإدمان عليها، وكشف ان عملية العلاج تأخذ بالعادة وقتا طويلا، وفي حالة عدم وجود الوقت الكافي أمام المريض فإن الطب يلجأ للصدمات الكهربائية، وأكد أنها تعتبر واحدة من أسرع وأنجح العلاجات التي لا تؤذي الإنسان ولا تعذبه لأنه بالعادة يكون مخدرا قبل تلقيه لها.

 من جانبه أوضح د. شحادة أن الضغط النفسي يرتبط إرتباطا قويا مع باقي أعضاء الجسم وقد يؤثر سلبا على عملها، وكشف أن العلم يركز الأن على إكتشاف كافة أجزاء الدماغ والتعرف على مسؤوليتها وطبيعة عملها، وأكد ان ذلك يساعد الطب النفسي على التقدم والتطور، وشدد على أهمية إستشارة المختصين عند الحاجة بدلا من الإعتماد على نصائح عامة الشعب.