جامعة بيرزيت تستضيف الفنانة سامية حلبي

استضافت جامعة بيرزيت الفنانة الفلسطينية العالمية والباحثة في مجال الفن الفلسطيني سامية حلبي، في حواريتين منفصلتين، الحوارية الأولى جاءت بعنوان: "تعليم الفنون في فلسطين" وعقدت يوم الثلاثاء 25 تموز 2023، ونظمتها كلية الفنون والموسيقى والتصميم، أما الحوارية الثانية فجاءت بعنوان: "لماذا هي حوارية؟ رحلة بين الماضي والحاضر عبر الفن في / عن فلسطين"، ونظمها متحف الجامعة يوم الخميس 27 تموز 2023.

تحدثت حلبي في الحوارية الأولى عن واقع تعليم الفنون في فلسطين، وقالت إن "النظر في الفن العربي هو بمثابة عملية تحليلية ومدروسة. وذلك الانطباع هو بمثابة اختبار للغة بصرية تعكس التجانس في تطور الطبيعة".

كما تحدثت حلبي عن طبيعة أعمالها معتبرة أنها تبحث بشكل علمي قبل الشروع بالرسم قائلة "من وجهة نظري الرسم هو عدة تخصصات وهناك عدة توجهات، كما أن اللوحة الفنية ليست فقط بالرسم، بل هناك أوجه أخرى مثل الفسيفساء كالتصوير بالكاميرا وشكل ترتيب الرخام وغيرها. "

انخرطت حلبي خلال مسيرتها الفنية على فهم التجريد وكيف يمكن تجسيد الواقع عبر الشكل، وهو ما تقول عنه: "تتعامل اللوحة التجريدية مع العامّ، وهو ما ينطوي على وهم المبادئ الطبيعية والحركة الفيزيائية وأنماط التوزيع وظروف الإضاءة والمنظومات الاجتماعية". تخلق حلبي عوالمها التجريدية في أعمالها من خلال التجريب في خامات وأساليب متنوعة مثل الرسم والطباعة الفنية والفن الحركيّ المنفَّذ بالكمبيوتر واللوحات غير مشدودة على إطار.

وأضافت "كفلسطينية أحس أن لدي حرية أن أبحث عن أشياء جديدة ولدي طموح لأن أقدم الأفضل. أحب فلسطين، والقضية الفلسطينية جزء مركزي من حياتي ونشاطي، مع ذلك لا أستطيع بالتجريد وحده أن أرسم عن فلسطين. إن كنت أرسم شيئا عن السياسة التي أومن فيها فلن أقوم برسمة انطباعية بل أقوم بشيء واضح جدًا ومن دون إخفاء.

وأشارت حلبي إلى أنها منفتحة على أعمال فنية من مناطق مختلفة كان لها تأثير عليها مثل أعمال من أفريقيا وأميركا الجنوبيّة.

وفي الحوارية الثانية تحدثت حلبي عن هويتها الفلسطينية، فتقول إنّها تحاول أن تحرز توازناً بين ذلك ودورها الأكبر كفنانة تحاول أن تعيش في تدفق تاريخ الفن العالمي. “هناك الكثير من النقاش والكلام حول الهوية ويحاول معظمها أن يفصلنا عن غيرنا ويضعنا في صناديق مغلقة مختلفة، يخدم ذلك فكر العنصرية والكره إلى حدّ ما… كما يضع في القمّة كلّ من يُعتبر عرقه مقبولاً أكثر من غيره. إذا اعتبرتُ نفسي فلسطينية فقط وحصرت نفسي بكوني فلسطينية، فسأدمر نفسي بنفسي. سأكون فعلياً وكأني أغمض عينيّ وأذنيّ أمام العالم.”

تعتقد الحلبي أنّ الحركات الاجتماعية والسياسية قادت العديد من التبدلات الأسلوبية الكبيرة والتطورات في الفن، بما فيها حركة البنائيين الروسيين الذين أتوا من الثورة الروسية، والانطباعيين الفرنسيين الذين ثاروا ضد القوانين الرصينة التي كانت سائدة في المؤسسة الفنية حينها. وينبع تركيزها على الفنّ المجرّد من اعتقادها بأنّ الفن المجرد هو بطريقة ما لغة النشاط الفعّال.

ركزّت حلبي أيضاً في بعض الأحيان في عملها على القيام بملصقات للمظاهرات ورسومات مجازية كنوع من التوثيق التاريخي. أنتجت كتاباً من الرسومات يرتكز على مذبحة كفر قاسم التي وقعت في العام 1956. ونفذت تلك الرسوم بعدما أجرت مقابلات مع ناجين من المجزرة وأقرباء الذين قتلوا فيها.

يُنظر إلى سامية حلبي باعتبارها رسامة تجريدية طليعية وباحثة مرموقة في مجال الفن الفلسطيني، وتتواجد حلبي في الجامعة ضمن احتفالات الجامعة السنوي بتخريج الفوج الـ 48 من طلبتها، حيث سيتم تسليمها شهادة الدكتوراة الفخرية بالفنون. وتُعتبر حلبي من الشخصيات الفنية الرائدة في تيار التجريد العربي المعاصر، وُلدت حلبي في القدس عام 1936، وتم طردها مع عائلتها من يافا عام 1948 إبان تأسيس دولة الاحتلال، هاجرت العائلة إلى بيروت ومن ثم إلى الولايات المتحدة عام 1951، والتحقت الفنانة بجامعة سينسيناتي لتحصل على شهادة في التصميم، ثم تخرجّت من جامعة إنديانا بعد نيل درجة الماجستير في الفنون الجميلة عام 1963. بعد ذلك بفترة قصيرة، بدأت التدريس الجامعيّ، وتشتهر بإدماج برنامجها الرائد لفن الاستوديو في المرحلة الجامعية الأولى في الكليات الأمريكية. كما تعتبر حلبي أول امرأة تشغل منصب أستاذ مشارِك في كلية ييل للفنون.

نالت عام 1966 منحة أكاديمية لدراسة الثقافة البصرية والعمارة الإسلامية والتجريد الهندسي في العالَم العربي. وأعمالها مقتناة ضمن مجموعات مؤسسات دولية منها متحف غوغنهايم للفنون، وغاليري جامعة ييل، والدار الوطنية للفنون، واشنطن العاصمة، ومعهد شيكاغو للفن، ومتحف كليفلاند للفنون، ومعهد العالَم العربي، ومعهد ديترويت للفنون، ومتحف سينسيناتي للفنون، ومتحف إنديانابوليس للفنون، والمتحف الوطني للمرأة في الفنون، ومتحف ميد للفنون، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، والمتحف البريطاني.