دراسة للدكتور عمار الدويك حول مستقبل الخدمات العامة الأساسية في الضفة الغربية وقطاع غزة

نشر مركز جارنيجي للشرق الأوسط دراسة للدكتور عمار الدويك، أستاذ الإدارة العامة في جامعة بيرزيت، حول مستقبل الخدمات العامة الأساسية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

استعرضت الدراسة باستفاضة أهم الخدمات العامة المقدمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والجهات التي تقوم بتقديمها وانماط هذه الخدمات، وذكرت ان وضع هذه الخدمات في المجمل والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية المنبثقة عنها، مثل نسب الالتحاق بالتعليم ومعدلات الأعمار ومعدلات وفيات الأطفال والربط بشبكات المياه والكهرباء والنفاذ إلى الخدمات الصحية الأساسية، يعتبر جيدا جداً مقارنة مع الدول متوسطة الدخل ودول المنطقة.

وقد خلصت الدراسة، والمنشورة باللغة الانجليزية، إلى أن الخدمات العامة من صحة وتعليم ومساعدات اجتماعية إضافة إلى الخدمات الأساسية التي تقدم على المستوى المحلي من خدمات ماء وكهرباء وجمع نفايات، قد أظهرت مستوى عال من الاستمرارية وصمدت في مواجهة ظروف سياسية وأمنية معقدة  من احتلال وانتفاضات وانقسام وحصار، وأن هذا الصمود من المرجح أن يستمر في المستقبل حتى في حال انهيار السلطة الفلسطينية أو تآكل مؤسساتها. وقد ارجعت الدراسة سبب هذه صمود واستمرار الخدمات إلى أن اللاعبين الأساسيين (الفلسطينيين، الاحتلال الاسرائيلي، والمجتمع الدولي والعربي) من مصلحتهم لاعتبارات خاصة بكل طرف استمرار الخدمات وعدم انهيارها أو تعطلها بشكل قد يخلق أزمة انسانية.

وقدّمت الدراسة عدة سيناريوها محتملة لكيفية إدارة وتمويل الخدمات العامة في حال انهيار السلطة الفلسطينية، منها تحول بعض المؤسسات العامة إلى مؤسسات شبه رسمية أو أهلية كما كانت عليه قبل قدوم السلطة (مثل مجلس التعليم العالي) أو خلق آلية دولية معينة لاستمرار تقديم الدعم للمؤسسات أو توسيع نطاق عمل وكالة الغوث ليشمل تقديم خدمات لغير اللاجئين، أو تقديم غطاء تنظيمي ومؤسساتي من الأردن لكن تحت ظروف وشروط سياسية خاصة، أو  مزيج من هذه السيناريوهات. وقد استبعدت الدراسة عودة الادارة المدنية الاسرائيلية إلا في ظروف خاصة ولمدة قصيرة جدا لحين عمل ترتيبات وفق السيناريوها المحتملة.

لكن لم تستبعد الدارسة بالمطلق توقف الخدمات العامة وخلق ازمة انسانية وسياسية، وذلك في حال قررت القيادة الفلسطينية، بشكل واع ومدروس اللجوء إلى اتخاذ خيارات متطرفة من خلال التخلي عن تقديم الخدمات ومنع أي طرف آخر من التدخل لملء الفراغ، وذلك كشكل من اشكال الاحتجاج السلمي على استمرار الاحتلال.

الدراسة متوفرة على الرابط التالي:

http://carnegie-mec.org/2014/09/17/future-of-public-and-basic-services-in-west-bank-and-gaza