الخطة الإستراتيجية

ضمن سعي جامعة بيرزيت المستمر منذ التأسيس إلى التطوير ومواكبة المستجدات العالمية ومواءمتها مع السياقين المحلي والإقليمي، وضمن المراكمة على مسار خطط التطوير المستمرة والمستندة إلى المبادئ التي نشأت عليها الجامعة منذ تأسيسها كمدرسة في العام 1924 لتوفير أفضل فرص التعليم العالي للشعب الفلسطيني في جوّ من الحرية الأكاديمية والليبرالية الفكرية، وتحقيق التميز الأكاديمي، والعمل على خدمة المجتمع والمساهمة في العمل الوطني؛ تأتي هذه الخطة الإستراتيجية الجديدة للأعوام 2022-2027 تحت شعار:

"تعزيز الجودة والهوية"

جاءت عملية تطوير هذه الخطة بتوجهاتها الإستراتيجية الرئيسية بالتزامن مع مرور 50 عاماً على إعلان قرار إدارة كلية بيرزيت تطوير الكلية إلى أربع سنوات جامعية تؤدي إلى درجة البكالوريوس، وقرار البدء ببناء حرم جامعي جديد. وجاءت أيضاً بالتزامن مع الظروف المستجدة والمرحلة الخاصة بعد جائحة كوفيد-19 "كورونا" التي أحدثت تغييرات على مناحي الحياة المختلفة، وتغييرات على خطط وعمل كافة المؤسسات، ومنها مؤسسات التعليم العالي في المنطقة وفي العالم.

واستناداً إلى الظروف والتحولات التي تزامنت مع عملية تطوير الخطة، وتقييم مسار تطور الجامعة عبر الـ50 عاماً منذ البدء بالصف الجامعي الأول، والدروس المستفادة من مرحلة كورونا، والتغير الذي حدث على دور وطبيعة الجامعات محليّاً وإقليميّاً وعالميّاً، والتفكير الذي بدأ حول مستقبل الجامعات ودورها بما يتلاءم مع الجيل الجديد من الطلبة وطالبي التعليم العالي في ظل التطور التكنولوجي الهائل والرقمنة، والتحول الرقمي الذي ينمو بشكل متسارع في كل لحظة، وفي إطار كل هذه التحولات، كان لا بد من العمل وتبني توجهات إستراتيجية تراعي التحول الحاصل، والعمل على تبني مبادرات للإنتاج الفكري والمعرفي تراعي الظروف المحلية والإقليمية ضمن رؤية وطنية نابعة من هوية الجامعة ومرتبطة بالتوجهات العالمية.

إن أهداف هذه الخطة الإستراتيجية، وأولوياتها والتدخلات التي تم تبنيها واعتمادها، والتي جاءت نتاج العمل الجماعي والحوار الداخلي، أضفت إلى تطوير وتحديد سلم الأولويات من توجهات ومبادرات جديدة وأخرى مستجدة مع المحافظة على الأساسيات الموجودة، والذي تم تطويره بمشاركة ومساهمة جميع مكونات الجامعة من عاملين من الكادر الأكاديمي والإداري والمساند والطلبة، وبالإستناد إلى تحليل التحديات القائمة والفرص المتاحة، والاستفادة من فرص التشبيك الداخلي والخارجي والاستثمار فيها. هذا وتأتي أهداف هذه الخطة وأولوياتها أيضاً بالتركيز على جودة التعليم والتعلم، والتميز الأكاديمي والبحثي، والمشاركة المجتمعية، وتعزيز إنتاج المعرفة الفكرية التحررية، والمساهمة في معالجة قضايا مجتمعية ضمن إطار وطني وأخلاقي ملتزم.