شيرين أبو عاقلة... سفيرة الحق الفلسطيني

هذا يوم حزن وغضب، هذا يوم كئيب ننعى فيه الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.  

لم تكن شيرين مجرد مراسلة للجزيرة من فلسطين، لقد كانت سفيرة الحق الفلسطيني والحقيقة الفلسطينية إلى العالم أجمع. 

باسم مركز تطوير الإعلام ودائرة الإعلام وجامعة بيرزيت بكافة مكوناتها نعزي أسرة الشهيدة وعائلتها الصحفية الكبيرة في الجزيرة وخارجها، كما نعزي محبي شيرين في كل مكان.  

اليوم نستذكر شيرين الإنسانة المتواضعة المحبة الودودة والزميلة المهنية الجريئة، والمقدسية الوطنية الشجاعة، والمدرسة المتفانية والدارسة المجتهدة في جامعة بيرزيت، قبل أن نودعها شهيدة بطلة برصاص البطش الإسرائيلي. 

شخصيا كان لي شرف العمل مع شيرين في العام 1995 في إذاعة صوت فلسطين بدء من أريحا ثم رام الله، لقد كانت من أكثر الزملاء والزميلات تعاونا واتقانا للعمل، كانت تعد وتقدم نشرات الأخبار، وتحرص على تنويع فقرات برنامجها الأسبوعي "سهرة خميس" فاكتسبت إلى جانب الخبرة احترام كل الزملاء ومحبة الجمهور.

شيرين لم تكن تتوقف عند حد، وكانت تؤمن دائما بأن التعلم يجب ان يستمر مدى الحياة ومن هنا كان انتسابها لدبلوم الإذاعة الذي كان ينظمه الأساتذة نبيل الخطيب ووليد العمري وعارف حجاوي في مركز تطوير الاعلام بجامعة بيرزيت عام 1997، فكانت من أكثر الدارسين اجتهادا، وكان من الطبيعي ان تنتقل شيرين إلى مجالات أوسع مع افتتاح قناة الجزيرة لتكون المراسلة الأجرأ والأكثر موضوعية ولتعمل في ظروف بالغة الخطورة. 

في مركز تطوير الاعلام ودائرة الاعلام بجامعة بيرزيت وفيما يعتصرنا الألم باستشهاد العزيزة شيرين، سنظل نتذكر مشاركتها في الطاقم التدريسي وقيامها بتدريب طلبة الإعلام على انتاج التقارير التلفزيونية. وسنظل نتذكرها أيضا كواحدة من أوائل الملتحقات ببرنامج دبلوم الاعلام الرقمي في مركز تطوير الاعلام عام 2020، وكعادتها حيثما حضرت كانت الأبرز، فأختارها زملائها بالإجماع لإلقاء كلمة المتخرجين.  

جريمة الاحتلال البشعة ليست الأولى، فلقد سبقتها جرائم كثيرة ضد المدنيين وضد الصحفيين، وللأسف فإن كثيراُ من هذه الجرائم لا توثق لدى الهيئات الدولية كما ينبغي، نتيجة لنقص الأدلة وتضارب الروايات، وهذا ما بدأه جيش الاحتلال منذ لحظة ارتكاب جريمته، علينا أن نوثق هذه الجريمة بكافة تفاصيلها وأن نوصلها الى العالم اجمع بكافة اللغات، حتى لا يفلت الجاني من العقاب مرة أخرى، وعلينا ان نثأر لشيرين بان يكون من بين طلبتنا العشرات من الصحفيين القادرين على نقل معاناة وهموم ورسالة وامل شعبهم بمنتهى الإخلاص والمهنية .  

رحم الله الشهيدة شيرين أبو عاقلة صوت الحق والحقيقة الفلسطينية وندعو الله بالشفاء العاجل للزميل علي السمودي الذي أصيب بالرصاص خلال استهداف قوات الاحتلال للصحفيين في محيط مخيم جنين صبيحة هذا اليوم.  

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.