إطلاق مشروع الحديقة النباتية

ضمن فعالياتها لإحياء يوم الأرض، أطلقت جامعة بيرزيت، بالشراكة مع مؤسسة عبد المحسن القطان، اليوم السبت 30 آذار 2013، مشروع "الحديقة النباتية" الأولى في فلسطين، التي ستستخدم لتجميع النباتات الأصلية والمدخلة وحفظ المهدد منها بالانقراض، وذلك بحضور وزير الزراعة الفلسطيني د. وليد عسّاف، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية؛ رئيس الجامعة بالوكالة د. عدنان يحيى، وأعضاء مجلس الجامعة، والمدير التنفيذي لمؤسسة عبد المحسن القطان السيد زياد خلف، ومدير مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم/مركز القطان للبحث والتطوير التربوي د. نادر وهبة، وأعضاء لجنة الحديقة النباتية، وطلبة الجامعة.
وأثنى عسّاف على إنشاء "الحديقة النباتية"، مشيراً إلى أنها ستساهم في تمسك الإنسان الفلسطيني بأرضه، وزيادة وعي الإنسان الفلسطيني بأهمية النباتات والكائنات الحية ومدى ارتباطها بالتاريخ والمكان، وأهميتها في التراث والهوية الفلسطينيين، إضافة إلى الأهمية الاقتصادية والجمالية لمشروع كهذا.
وكان يحيى وافتتح حفل الإطلاق، مؤكداً على سعي الجامعة الدائم إلى الحفاظ على الموروث والبيئة الفلسطينية، مضيفاً: "جاءت فكرة الحديقة النباتية بعد نجاح فكرة الأرشيف الفلسطيني في الجامعة ليشكلا معاً جوانب متعددة لعمل يهدف إلى تعزيز إسهام الجامعة، على الرغم من كل التحديات، في حفظ التراث والتاريخ والبيئة الفلسطينية وصيانتها للأجيال القادمة وجعلها في متناول الجميع".
وأضاف: "ستشكل الحديقة مركزاً علمياً للباحثين في مجالات العلوم النباتية والزراعية والبيئية والطبية بما ستقدمه وحداتها من موارد ومصادر معرفية وتعليمية، لتكون وجهة التنوع الحيوي النباتي لفلسطين بكل ما يحمله ذلك من جوانب ترفيهية وجمالية واقتصادية وإبداعية، بالشراكة والتعاون مع حدائق نباتية في العالم".
بدوره، أعرب خلف عن سعادة المؤسسة بالتعاون الدائم مع جامعة بيرزيت، مؤكداً على أن مشروع إنشاء الحديقة النباتية في جامعة بيرزيت يتكامل ورؤية المؤسسة في الاستفادة من المصادر البشرية والمعرفية والمادية المتوفرة في المجتمع والبيئة، واستغلالها في دعم الثقافة العلمية في المجتمع وفي تعليم العلوم، وتفعيل دور المعلمين والطلبة كمساهمين في إنتاج الأفكار العلمية المستمدة من هذه المصادر وربطها مع باقي الحقول.
وتحدث مسؤول "الحديقة النباتية" ورئيس دائرة الأحياء والكيمياء الحيوية د. جميل حرب عن الحديقة، مؤكداً أنها ستشمل أقساماً عدة أهمها المقاطع النباتية (الحدائق) المتخصصة والمعشبة، ووحدة حفظ النباتات النادرة أو المهددة بالانقراض، إضافة إلى المرافق التي تربط الفن بعلم النبات والكائنات الحية ومرافق ترفيهية وفنية مرتبطة بهما.
وأضاف: "الحديقة النباتية ستكون فريدة من نوعها، حيث ستكون الأولى في فلسطين، وستعبر عن الشخصية الفلسطينية، وسيكون لها بعد حضاري عميق يعبر عن تمسكنا بهذا الوطن والحفاظ على تراثه. إلى جانب ذلك، ستعمل الحديقة على تعميق معرفة الجيل الشاب بالتنوع الحيوي لبلاده ولمنطقة البحر المتوسط، وأهميتها في الحفاظ على النظام الحيوي والبيئي وبشكل تكاملي، كما تسعى إلى تعريفه بالتنوع النباتي والمناخي في العالم، وستكون الحديقة متاحة لوصول المواطنين الفلسطينيين، بما في ذلك طلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي".
من جهته، قال وهبة: "إن أهداف الحديقة يجب ألا تقتصر على الجانب الجمالي والعلمي البحت فقط، بل أن تركز أيضاً على الجانب الثقافي التربوي في خدمة التعليم، وبخاصة تعليم العلوم في فلسطين، وذلك عبر ربط الحديقة بالمدارس والمجتمع التربوي بشكل عام، والاستفادة من التنوع النباتي فيها لتعليم العلوم وبشكل تكاملي، وذلك عبر برامج تربوية وتثقيفية معدة خصيصاً لذلك".
وأضاف: "من الضروري ربط الحديقة وموضوع النباتات بالحقول الأخرى مثل الفن، والشعر، والقصص، وذلك عبر وجود محطات فنية من منحوتات، وقصص، وأشعار وقصائد لها علاقة بالنباتات، وتظهر العلائقية مع الإنسان الفلسطيني تاريخاً وثقافة".