صدور كتاب جديد للمحاضر في دائرة العلوم السياسية سميح حمّودة

صدر عن دار الفكر برام الله كتاب للمحاضر في دائرة العلوم السياسية بجامعة بيرزيت  سميح حمّودة بعنوان "صوتٌ من القدس: المجاهد داوود الحسيني من خلال مذكراته وأوراقه،" ويقع الكتاب في 556 صفحة من القطع العادي، والكتاب فاتحةَ سلسلةٍ من الدراسات الوثائقية حول مجموعةٍ من شخصيات النخبة الفلسطينية، تشمل كلاً من مصطفى ارشيد، اسحق درويش، حنّا خلف، يحيى حمّودة، درويش المقدادي، طاهر الفتياني، رشاد الشوا، رشدي الشوا، عمر الصالح البرغوثي، عبد الرحمن الحاج إبراهيم، بسّام الشكعة، حمدي الحسيني، سعيد الناشف، عبد الكريم العلمي، سالم الزعرور، وعزيز شاهين.  وهي سلسلة تمتاز باعتمادها الأساسي على أوراق ووثائق غير منشورة تعود لهذه الشخصيات، وقد استغرق جمعها زمناً طويلاً وجهداً كبيراً من الباحث. 

يعرض الكتاب للحياة السياسية والجهادية للدكتور داوود ’محمد صالح‘ ’محمد أمين‘ عبد اللطيف الحسيني (أبو المنذر)، معتمداً بشكلٍ أساسي على نوعين من أوراقه الشخصية: الأول مجموعة من التسجيلات اليومية والمذكرات والتقارير والرسائل والسجلات الحكومية تعود لفترتي الانتداب البريطاني والحكم الأردني؛ والثاني ذكريات عن حياته وجهاده دوّنها بنفسه سنة 1986م بهدف نشرها في عمّان، لكنّها لم تجد طريقها للنشر.  والنوعان يشكِّلان، مع تفاوتٍ بينهما، مصدراً فريداً وبالغ الأهمية لدراسة التاريخ السياسي الفلسطيني، وذلك بسبب دوره وموقعه في الحركة الوطنية الفلسطينية.

و يتكوَّن القسم الأول من ثلاثة فصول، يناقش الأول منها، وهو الفصل التحليلي، مفهوم "النخبة،" ويتناول النخبة الفلسطينية في عهدي الانتداب البريطاني والعهد الأردني، ويناقش محاور أساسية تتعلق بها وببنيتها.  أما الفصل الثاني فيستعرض حياة الدكتور داوود، ونشاطاته السياسية وجهاده ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية، ونشاطه خلال العهد الأردني، ثم جهاده وكفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي قبل إبعاده، وأخيراً حياته في منفاه في عمان إلى أن توفي فيها سنة 1993م.  ويضم الفصل الثالث والأخير ستة مباحث: يقدِّم الأول منها تحليلاً للفكر السياسي والاجتماعي لداوود الحسيني؛ ويعرض الثاني لأهمية مذكرات الحسيني حول الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939م؛ ويناقش الثالث الاتهام الذي وجِّه إليه بالضلوع في الاغتيالات التي جرت في السنتين الأخيرتين من الثورة؛ ويبحث الرابع في الاتهام الذي وجِّه لداوود وأخيه توفيق بالاشتراك في اغتيال الملك عبد الله؛ أمّا الخامس فيعرض لعددٍ من خطابات داوود ونقاشاته في المجلس النيابي الأردني بين السنوات 1956-1963م، ثمَّ يقدِّم السادس موجزاً لدور داوود في الحركة الرياضية الفلسطينية. 

يضمُّ القسم الثاني من الكتاب مجموعة نصوص مختارة كتبها الدكتور داوود الحسيني في فترات مختلفة من حياته، وهي تشمل: مذكرات حول نشاطه ودوره في الثورة العربية الكبرى في فلسطين 1936-1939م، وهي مذكرات كتبت على الأرجح سنة 1946م؛ مجموعة مراسلات متبادلة بينه وبين الحاج محمد أمين الحسيني، رئيس الهيئة العربية العليا، ترجع للفترة بين العامين 1946م و1947م؛ مجموعة مختارة من الوثائق التاريخية، والتي تم انتقاؤها من أوراقه، وهي تعود لفترة الانتداب البريطاني، وللعهد الأردني، وتضم مراسلات وخطابات وبيانات انتخابية، ويوميات كتبها أثناء اعتقاله في سجن الجفر الصحراوي خلال الفترة 1963-1964م.

أمّا القسم الثالث من الكتاب فيضم ذكرياته التي بدأ بكتابتها سنة 1983م وأنهاها سنة 1986م حول حياته ونشاطاته، وهي نص طويل، ولكنه مهم للغاية للتفاصيل التي يذكرها فيه، وعلى الرغم من أن هذه الذكريات دوّنها الحسيني بعد أن جاوز الثمانين من عمره، وتفتقد بالتالي لدرجة الثقة الكبيرة التي يمكن إيلاؤها للنصوص المعاصرة للأحداث، إلاّ أنّ بها تفاصيل مهمة حول حياته ونشاطه وعلاقاته وأفكاره السياسية، وقد أخضعها الباحث للفحص والنقد التاريخي من خلال مقارنتها بمصادر عديدة أخرى تتناول مضامينها وترجع لنفس فترتها الزمنية.

ويحوي الكتاب في آخره عدداً من الصور المتعلقة بالحسيني وعائلته.