عمادة شؤون الطلبة تنظم حوارية حول التطهير العرقي في قرية الطنطورة

نظم مكتب النشاطات الجامعية في عمادة شؤون الطلبة في ذكرى النكبة وبعد مرور 75 عاما على تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه حوارية بعنوان: "قرية الطنطورة، شهادةٌ على التطهيرِ العرقيِ في فلسطين."

 قدم أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. صالح عبد الجواد، مداخلة معرفية حول النكبة الفلسطينية ومجزرة قرية الطنطورة كشهادة على التطهير العرقي الذي مارسته اسرائيل عام 1948، حين ادعت بأن هذه الارض ارض بلا شعب لشعب بلا أرض، مبيناً أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمارس النكبة حتى اليوم، وأن وجودنا اليوم على هذه الارض واحدة من أهم أدوات النضال وواحدة من الكثير من دلائل الوجود الهازم لهذا الادعاء بأن الأرض بلا شعب.

وتم عرض فيلم الطنطورة كشهادة من أفواه قادة المحتل على ما اقترفوه من جرائم، ورغم أن الفيلم وثيقة مهمة يجب أن توجه للشعب الاسرائيلي الذي نتحداه ان يعرض هذا الفيلم في جامعاته ومدارسه ويعترف بحقيقة ما اقترفه في هذه الأرض التي سرقت من أصحابها.

 بل أنه على العكس قامت دولة الاحتلال التي تدعي الديمقراطية بمحي البحث الأكاديمي القائم عليه هذا الفيلم، وملاحقة الباحث، وشيطنته، ومحاولة طرده من الجامعة ثم للوصول بالضغط عليه كي يتخلى عن الأمانة العلمية، ويدعوه بالمختل العقلي كما تجري العادة.  وهذا ما نراه في الفيلم اضافة الى شهادات حية لعدد من جنود وضباط وحدات اسكندروني لما فعلوه من قتل حوالي 300 فلسطيني فقط في قرية الطنطورة وحدها عزلا وبدم بارد.

 وقدم الدكتور صالح انتقادات عديدة للفيلم أنه فصل الزمان عن استمرارية الفعل، وكأن ما حدث في مكان ما (الطنطورة هنا) لم يعد يحدث. وبذلك يكون هذا الفيلم وكأنه محاولة توبة وغسل ضمائر من صانعه، بانه قدم شيء من الحقيقة التي مضت ولم يلتفت الى استمرارية الفظائع التي تزور يوميا امام الاعلام العالمي وتظهر ديمقراطية اسرائيل بانها دولة ديمقراطية.

 فِلمٌ لم يربط ما حدث في الماضي بما يحدث الان على ارض الواقع، لم نرَ مشاهد لبطش وغطرسة الالة الاسرائيلية المستمرة بالمجازر لم يكشف انه هذه الدولة التي قامت بهذه المجزرة انها دولة ابارتهايد وفصل عنصري، وما زالت تقتل بنفس الاسلوب وبدم بارد ويعيش الشعب الاسرائيلي على دماء شعب اخر مازال يقاوم الالة الاستعمارية أكثر من 75 عاما.

كما اضاف عبد الجواد ان هذا الفيلم استمرار لرواية المؤرخين الجدد الذين يبدأون بتزمين الاحداث من قرار التقسيم عام 1947 وليس من بداية الغزو والصهيوني الممنهج لتطهير البلاد مكن اصحابها باي شكل كان. واضاف لم نسمع في الفيلم صوت المؤرخ الفلسطيني، فلم نراه، مع انه استشهد بمؤرخين إسرائيليين، وهناك الكثير ممن كتب في الطنطورة ومجزرتها والتطهير العرقي فيها. ومن بين 135 دقيقة اعطى الفيلم 5 دقائق للضحايا فقط.  

تلا هذا العرض الذي حضره جمع غفير من الطلية التي لم تكفه المقاعد فجلس الطلبة ارضا مؤكدين على حقهم في العودة الى قراهم ومدنهم التي هجروا منها، ثم تلا العرض نقاش موسع حول التطهير العرقي وسياسات اسرائيلي في ذلك، وكيف يمكننا كطلبة بما نتعلمه ان نوثق الرواية الفلسطينية ونحافظ عليها عبر الاجيال. مؤكدين ان الصغار لم ينسوا ولن ينسوا وان مات الكبار كما ادعت جولدمئير رئيسة وزراء سابقة لإسرائيل حول ان هذا الفعل سيسقط بالتقادم وبنسيان الجيل لما حدث.