مبادرة كرامة تعقد ندوتها الثالثة

عقدت مبادرة "وندسور بيرزيت للكرامة"  يوم السبت 16 آذار ندوتها الثالثة ضمن سلسلة الموائد المستديرة التي تهدف إلى تعزيز النقاش الأكاديمي متداخل الحقول حول موضوعات شتى تهم العالم العربي من خلال عدسة مفهوم الكرامة. وتناولت المبادرة في هذه الندوة موضوع الكرامة والهجرة القسرية، بمداخلتين قدمهما عميد كلية الحقوق والإدارة العامة د.عاصم خليل وأستاذة التاريخ د. رنا بركات.تناول د. خليل في مداخلته التي حملت عنوان: "الكرامة كمدخل لتعزيز مكانة اللاجئين وحمايتهم في القانون الدولي" قضايا ارتباط مفهوم للكرامة الوثيق بالمساواة وعدم التمييز بين جميع البشر، بخلاف أصله التاريخي. وقال: "بهذا المعنى تقدم الكرامة الإنسانية على أنها مدخل لتعزيز مكانة اللاجئين وحمايتهم في القانون الدولي، في الوقت الذي ساهمت المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، ومنها القانون الدولي للاجئين، في تعزيز التمييز بين الأفراد انطلاقاً من وضعهم القانوني، والتي ارتبطت بالأساس بولاية الدول الإقليمية." ورأى د. خليل أن مفهم الكرامة هوتحد جدي لأي منظومة قانونية، وطنية ودولية، لحماية حقوق الإنسان وحرياته يكون أساسها التمييز بين المواطنين، وبينهم وبين الأجانب، وبين الأجانب أنفسهم. المداخلة الثانية قدمتها د. رنا بركات بعنوان" النكبة والكرامة"، تطرقت فيها إلى أثر النكبة على صوغ الرواية التاريخية الفلسطينية، وعلاقة ذلك بفاعلية النضال الفلسطيني. وأضافت: " لقد أصبح التاريخ الفلسطيني، اليوم، يُعْرَفُ ويعرَّفُ بمفردة واحدة، هي: النكبة. فبوصفها مأساة فلسطين الكبرى والمستمرة استعمارياً، كان على المؤرخين مواجهة التناقض بين العمل على تذكُّر تلك اللحظة وتسجيلها على المستويين الفردي والجمعي، والذي كان مقصوداً لمحو فلسطين سياسياً واجتماعياً وثقافياً. ستعمل هذه المداخلة على سبر فحوى الرواية الفلسطينية، وتبيان كيف كانت رواية الضحية الساعية لإيجاد موقع فاعليٍّ لها، ولنيل كرامتها، عبر سعيها للتحوُّل من ضحية صامتة إلى ضحية باحثة عن دورها السياسي والتاريخي في تدشين صوتها ومكانها في السجل التاريخي الإنساني عبر النضال كفواعل من أجل التحرر والنصر بدلاً من البقاء كموضوعات للقهر والهزيمة."