اختتام احتفالات تخريج الفوج 38

اختتمت جامعة بيرزيت اليوم الأحد 16 حزيران 2013، احتفالاتها بتخريج الفوج الـ (38) من طلبتها، بتخريج طلبة كليات تكنولوجيا المعلومات، والأعمال والاقتصاد، والتمريض والصيدلة والمهن الصحية، والحقوق والإدارة العامة، والهندسة.
وقال نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. عدنان يحيى: "أن الإنسان هو ثروة فلسطين الحقيقية، وأن الاستثمار في الإنسان يجب أن يكون على رأس الأولويات، وإن التعليم ربما بعد الصحة والرعاية الإجتماعية، هو خير ما يرتقي بالإنسان ويرتفع بمستوى حياته، لكن الممارسة لا تتوافق مع ذلك، الأمر الذي يؤكده ما مرت به جامعة بيرزيت خلال هذا العام، وما تعانيه الجامعة باستمرار من ضائقة مالية تحد من قدرتها على الوفاء بالتزاماتِها وتَضطرُّها إلى رفع الأقساط الدراسية، ولا تسمح لها بالتخطيط طويل الأَمد، وتلقي بالعبء على الطلبة وأهلهم، وكأننا نتناسى أن مخرجات التعليمِ هي مدخلات سوقِ العمل، وأن المسؤوليةَ الاجتماعية تقتضي أن تتضافر الجهود الرسميةُ وجهود القطاع الخاص، مع جهود الطلبةِ وذويهِم، لتأمين تعليم نوعي لكل قادر أكاديمياً دون نظر إلى وضعه المالي."
وأضاف: إن التعليم العالِي، بما فيه البحث العلمي نشاط مكلف، لذا فإِن العمل على دعم التعلِيم العالي، والارتقاء به هي مهمة وطنية بامتياز، الفشل في هذه المهمة له انعكاسات هائلة على مستقبَل الوطن والشعبِ، وإن ترك أمر التعليم العالي للجامعات لتتدبر أَمرها منفردة، لا يتوافق مع العقد الإجتماعِي الذي يرى في التعليم ركناً أَساسيا في تكوين الإنسان وتنظيم إِسهامه في بناء الوطن وتقدمه."
وأضاف: إن إيجادَ حل طويل الأمد، وفوراً، لما يواجههُ التعليم العالي، هي مهمةٌ أساسٌ نتوقع ونأمل أن تكون في مقدمة أولويات الحكومة، حفاظا على ما ميز فلسطين على مدى العقود، ودرءا لخطر هجرة الباحثين عن علم أو عمل.
واستعرض جانبا من نجاحات الجامعة خلال العام الدراسي الأخير، وشملت افتتاح مبنى كلية تكنولوجيا المعلومات، وانتقال الكلية إلى مبناها الجديد، واعتماد برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية، الاول في فلسطين، نأمل أن يبدأ العمل به فور توفر الموارد المالية اللازمة، التي تليق بالمخرجات المتوقعة".
ونوه إلى بدء العمل بتخصصِ علاجِ النطق والسمعِ،  وتقدِيم برامج للإعتماد في مجالات  الدراسات الإسرائيلية، لا زال العمل جار علَى غيرها. 
وأشار إلى أن لدى الجامعة الكثير لتحقيقه خلال العام المقبل، مثل العمل لرفع مستوى الدعم للتعليم العالي والبحث العلمي، ضمن آلية تشجع التميز وحسن الآداء، إضافة إلى زيادة الدعم للطلَبة المتفوقين خاصة غير القادرين منهم مادِيا، وتعزيز التواصل مع الخريجين وأوْلِياء أمور الطلاب لتعزيز روح التعاون.
من جهته قال وزير التربية والتعليم العالي د. علي زيدان أبو زهري: إن قطاع التعليم العالي في فلسطين يواجه تحديات كبيرة، أهمها الوضع المالي والاحتلال الإسرائيلي، لكن عظمة هذا الشعب تتجلى في تحدي كافة الصعاب، فرغم أن الجامعات لا زالت تعمل تحت الاحتلال، إلا أنها تقوم بدورها الطليعي في تخريج طلبة أكفاء، ومميزين، أثبتوا حضورهم محليا ودوليا.
وقال في كلمة له: هناك دور تكاملي واضح بين الوزارة والجامعات، حيث تقبل الجامعات والكليات 35 ألف طالب سنويا، إضافة إلى التنسيق بين الجامعات، والهيئة الوطنية للاعتماد والجودة لفتح برامج أكاديمية حسب حاجة سوق العمل، حيث يوجد في الجامعات والكليات في فلسطين ما معدله 1300 تخصص مسجل فيها حوالي 220 ألف طالب.
وذكر أن الجامعات تحرص على تقديم خدماتها التعليمية بأقل كلفة على الطالب، فالرسوم الدراسية قد لا تغط في بعض الجامعات 75% من المصاريف التشغيلية للجامعة.
واستعرض جانبا من جهود الوزارة والحكومة في خدمة قطاع التعليم العالي، منوها إلى الدعم السنوي الحكومي المقدم للجامعات، وصندوق اقراض الطالب، ويستفيد منه سنويا نحو 45 ألف طالب بمبالغ تتراوح بين 10-20 مليون دينار سنويا.
وبين أن الحكومة تخصص أيضا نحو مليون دولار لتغطية أقساط عام دراسي واحد، لمئات الطلبة الجدد ممن تزيد معدلاتهم في الثانوية العامة عن 95%.
وتابع: تعكف الوزارة على استغلال علاقاتها مع المؤسسات الدولية، فلقد تم دعم مؤسسات التعليم العالي بـ 45 مشروعا تطويريا خلال الأعوام القليلة الماضية، عبر برنامج "كيو.أي.أف"، زاد سقفها المالي عن 15 مليون دولار، إضافة إلى 10 مشاريع أخرى بكلفة تزيد عن تسعة ملايين يورو عبر برنامج "تمبوس" الأوروبي.
ونوه إلى قيام الوزارة بتفعيل مجلس البحث العلمي، ومساهمتها في حصول الجامعات على 18 مشروعا من أحد البرامج الأوروبية بكلفة 7٫2 مليون يورو، علاوة على إنشائها الشبكة البحثية الداخلية بين الجامعات، وتسديد نفقات ربطها مع الشبكة الأوروبية للبحث العلمي.
وفي كلمة الخريجين، أكدت الخريجة سلمى صبيحات، أن حفل التخريج يمثل حدثا استثنائيا في حياة الطلبة، وإن كانوا يشعرون ببعض الحزن لفراقهم جامعتهم التي قضوا سنوات فيها ينهلون العلم والمعرفة.
ودعت زملاءها الخريجين إلى أن يكونوا عند مستوى الآمال المعقودة عليهم، وألا يتوانوا عن بذل قصارى جهودهم في سبيل رفعة وطنهم.
وكان تخلل الحفل، الإعلان عن جوائز التميز، حيث تم منح درع الجامعة الخاص للعام 2012 -2013، لمدير مكتب رئيس الجامعة عيسى مصرية، الذي استذكر بدء علاقته بـ "بير زيت" العام 1968، عندما درس فيها وكانت حينها كلية، قبل أن يعمل فيها العام 1977، اثر حصوله على درجة الماجستير من جامعة أميركية.
كما تم منح جائزة "الموظف المتميز" لمسؤولة العمل التعاوني في عمادة شؤون الطلبة غادة العمري، التي عبرت عن فخرها بالحصول على الجائزة، بينما ذهبت جائزة "المدرس المتميز" للمحاضرة في كلية الأعمال والاقتصاد د. غريس خوري، التي أشادت بالجامعة وهيئتيها الإدارية والتدريسية.
وتم منح جائزة "غابي برامكي للتميز" -وتقدم للمرة الأولى-، للطالبة مي غسان عباس، التي أبدت فخرها لكونها أول من يحصل على الجائزة، التي تقرر أن تصبح تقليدا سنويا، تعبيرا عن التقدير للأكاديمي الراحل برامكي، الذي عمل سنوات طويلة في الجامعة.
وتخلل الحفل، فقرة فنية قدمتها فرقة سنابل الجامعة. وفي نهايته، تم توزيع الشهادات على خريجي الكليات المختلفة، وذلك بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.