فنتينا شولي.. 1000 ساعة عمل تعاوني ومقعد دائم في لوحة الشرف

منذ فصلها الدراسي الأول وحتى سنتها الجامعية الرابعة، لم تتوقف الطالبة فنتينا شولي، عن المشاركة في أنشطة العمل التعاوني، حتى بعد أن تجاوزت الحد المطلوب منها للتخرج، الذي أنهته في السنة الأولى.

وراكمت طالبة الإذاعة والتلفزة في جامعة بيرزيت 1055 ساعة عمل تعاوني حتى الآن، مع بقاء سنة دراسية أخرى، يمكنها أن ترفع فيها من رصيدها في ساعات العمل التعاوني، كما تنوي ان تفعل.

 

رسالة إنسانية

تقول شولي: "لم يكن هدفي أن أحصل على شهادة عمل تعاوني برقم مرتفع، ولم أفكر في هذا الأمر مطلقاً. كان هدفي أن أقدم خدمة لمجتمعي، وبعض الفئات المهمشة تحديداً، وأن أحصل على خبرات عملية من خلال تعرفي على أشخاص أكثر وأماكن أكثر، لذلك، لم أكن أترك عملاً تعاونياً متاحاً إلا شاركت فيه دون تردد، إذا كنت متأكدة أنه سيضيف لي شيئاً جديداً. حبي للتطوع هو ما دفعني إلى ذلك".

وتضيف ابنة قرية عصيرة الشمالية بنابلس: "انطلقت منذ البداية من قناعة داخلية تقول إن حب الإنسان لوطنه وانتماءه له ولقضيته ولكل مكان يتواجد فيه كالجامعة، يجب أن يحتوي على تقديم شيء له، وأن يشمل أيضاً الاستمتاع أثناء القيام بهذا الأمر، أعتقد أن هذا له علاقة بالتواجد في المجتمع والرغبة في ترك بصمة مختلفة".

وتستطرد: "جامعة بيرزيت كانت بالنسبة لي المكان الأكثر راحة، أمضي فيها في معظم الأوقات يوميًّا، ولم أكن لآتي إلى بيرزيت لو لم أشعر بذلك فيها، كما أعتقد أنه لم يكن من الممكن أن أقوم بما أقوم به لو كنت في مكان آخر غير بيرزيت، فالفرص التي حصلت عليها هنا لم أحصل عليها في أي مكان آخر".

 

رأي منسقة العمل التعاوني

وأكدت شولي أن كثرة أنشطتها التعاونية وطدت علاقتها مع غادة العمري منسقة العمل التعاوني، ما دفع الأخيرة إلى تبليغها في كثير من الأحيان عن الأعمال التعاونية القادمة، لما لمسته فيها من حب للعمل، حيث تقول: "فنتينا نموذج للطالبة المميزة في كل شيء، ما يميزها هو الروح التي تتمتع بها، فهي روح مشتاقة إلى التطوع وإلى معرفة كل جديد، وإلى إيمان عميق بأهمية نشاطها في جامعتها وخارجها".

وتضيف العمري: "ربما مر علي في سنوات سابقة طلبةٌ وصلوا إلى أرقام مماثلة لهذا الرقم، ولكنهم معدودون على الأصابع، غير أن الأمر لا يتعلق بالرقم، إنه يتعلق بحب الشخص لوطنه ولقضيته وإيمانه بالمسؤولية المجتمعية، وهذا الأمر الجيد لدى فنتينا".

 

تجارب مميزة

وتلخص شولي تجربتها قائلةً: "من أكثر الأعمال التطوعية التي شاركت فيها تأثيراً علي، كان نشاطاً للأطفال ذوي احتياجات خاصة في مركز جبل النجمة على مدار يومين، كانا أجمل يومين في حياتي، وذلك لأني أحب الأطفال، ولأنني كنت في اختبار لمقدرتي على خلق نشاطاتٍ وألعاب جديدة لأطفال صغار، وقد نجحت في ذلك، كما كانت قيادتي لفريق المتطوعين في مهرجان ليالي بيرزيت من النشاطات التي لا أنساها من بين 1055 ساعة".

وبالإضافة إلى ذلك، تؤكد شولي أن فائدة القيام بالأعمال التطوعية لا ينحصر فقط على من يتم تقديم الخدمات له، فهي تعتبر نفسها مستفيدةً بشكل كبير، وتشرح ذلك بالقول إن نشاطاتها ساهمت في بناءِ شخصيتها وتعليمها الكثير من التجارب، وجعلتها اجتماعيةً أكثر، ووضعتها في مواقف تختبر فيها نفسها، وتتعرف إلى ذاتها أكثر فأكثر.

 

تميز في كل المستويات

تميز فنتينا لم يكن فقط في النشاطات اللامنهجية، فهي طالبةٌ حصلت على منحة لوحة الشرف في جميع الفصول الدراسية التي درستها بتراكمي بلغ 89.1، كما حققت علامة 97.8 في الثانوية العامة في الفرع العلمي، إلا أن ذلك لم يمنعها من ممارسة النشاطات في ساحة الجامعة.

وحول ذلك تقول: "أقوم بتنظيم وقتي بشكل جيد، أدرس أولاً بأول، ولا أقوم بتأجيل ما هو مطلوب مني، وفي أوقات فراغي بالجامعة أمارس نشاطاتي والعمل التطوعي، وأستطيع الفصل بينهما بحيث لا يؤثر أحدهما سلباً على الآخر".