دائرة العلوم السياسية تناقش تداعيات الهبة الوطنية والعدوان على القطاع

عقدت دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، يوم الأربعاء 26 أيار 2021، ندوة رقمية حول تداعيات الهبة الأخيرة والعدوان على القطاع، تحدث فيها كل من أمين عام المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. باسم الزبيدي، بحضور أكثر من 160 أكاديميا وطالبا ومهتما.

في بداية اللقاء، أشار رئيس الدائرة د. هاني موسى إلى أهمية هذه الندوة في التوقيت الذي يفرض أسئلة ملحة حول قدرة الحقل السياسي الفلسطيني على استثمار مخرجات الفعل الميداني وحالة الانصهار الوطني غير المسبوقة التي شهدتها الهبة الأخيرة، مشدداً على أن هذه الهبة خلقت حالة وطنية فريدة يجب البناء عليها وإنقاذ القضية الفلسطينية من أزمتها وحالة الانسداد التي كانت تشهدها قبل أيار.

من جانبه، استعرض د. مصطفى البرغوثي الواقع الإنساني ونتائج العدوان على قطاع غزة، والذي عاينه ميدانياً، معتبراً أن إسرائيل عمدت إلى استهداف المدنيين وممتلكاتهم والبنية التحتية بشكل مكثف ولافت واستخدمت أسلحة تدميرية تركت دماراً واسعاً ومنها ما ترك حفراً بعمق وصل إلى 15 متراً. واعتبر البرغوثي أن ما حدث انتفاضة مكتملة التوصيف وليست طريقاً الى انتفاضة أو هبة، لكنها ممتدة على موجات ومستمرة منذ العام 2015 بأدوات وسبل مواجهة مختلفة عما اعتدنا عليه.

وأشار البرغوثي إلى أن هذه الهبة شهدت اختراقات وسجلت نقاطاً مهمة لصالح الفلسطيني، أولها تعرية نظام الأبارتهايد الإسرائيلي بشكل أكبر خاصة مع دخول الفلسطينيين في الداخل المواجهة وإسقاطهم لمنظومة الأسرلة الممنهجة. وهذا ما انعكس إيجاباً من خلال اتساع نطاق حملة المقاطعة الدولية واتساع رقعة التضامن الشعبي الدولي مع القضية الفلسطينية. واعتبر البرغوثي أن هذه المعطيات تلح على الجميع من أجل استعادة الوحدة الوطنية عبر قيادة وطنية موحدة واستراتيجية وطنية واحدة تقوم على مرتكزات المقاومة وعزل إسرائيل وتوسيع مقاطعتها وترسيخ الوحدة وانهاء الحصار على قطاع غزة وتقديم نموذج بناء وطني شامل. ونوه البرغوثي إلى أنه من الضروري عدم اعتبار أي قيادة وطنية موحدة بديلاً على الانتخابات التي هي حق للمواطن والشعب الفلسطيني، معتبراً أن ما حدث من تأجيل الانتخابات خطأ كبير وأن التذرع بالقدس ليس مبرراً في ظل وجود خطط كانت من الممكن ان تحول العملية الانتخابية الى حالة اشتباك مع الاحتلال يفضح جرائمه.

من جانبه، اعتبر د. باسم الزبيدي أن الهبة الأخيرة حققت اختراقات هامة على مستوى اسقاط وهم "الفلسطيني الجديد" الذي حاولت منظومة الاحتلال وبرامج الدعم الدولي انتاجه كفلسطيني منغمس في همه اليومي غارق في اقتصاد السوق يولي الاقتصاد والرفاه أولوية على مشروع التحرر، كما أسهمت في إظهار أن الفلسطينيين أصحاب مشروع تحرري واحد يواجه حالة غير مسبوقة من الفصل العنصري.

واعتبر الزبيدي أن حالة الترهل والانقسام في منظومة القيادة الفلسطينية، السياسية الرسمية والفصائلية، لا توحي بالقدرة على إحداث التغيير الجذري المنشود، لكن الفعل الميداني والفعل الشاب المفاجئ والمبشر يوحي بتغييرات على مستويات أدوات المواجهة وطبيعتها.  

وختم الزبيدي مداخلته بوضع ثلاث سناريوهات في اجابته على سؤال الندوة الرئيسي "ما المستجد في الوضع الفلسطيني بعد العدوان على قطاع غزة؟"، وذلك على النحو التالي: أولاً، اتساع الفجوة ما بين حركتي فتح وحماس. ثانياً، اتساع الفجوة بين حركتي فتح وحماس من جهة والمقاومة الشعبية من جهة ثانية. أما السناريو الثالث، إسرائيل ستلجأ إلى تعميق الفجوة والانقسام بين الفلسطينيين.

وفي الختام، شكر موسى، الذي أدار اللقاء المتحدثان والضيوف، مشيراً إلى أن هذه الندوة هي الأخيرة لهذا العام الدراسي الذي شهد عقد سلسلة ندوات متخصصة مع ضيوف عرب ومحليين مختصين.