برنامج الدكتوراة ينظم مؤتمره الدولي الثاني بعنوان: " تَوجُهات نَقدية حول الاستعمار الاستيطاني: الفضاء، الذاكرة، والحياة اليومية"

نظم برنامج الدكتوراة في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، يومي الجمعة والسبت 20-21 كانون الثاني 2023، المؤتمر الدولي الثاني لطلبة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية، والذي جاء بعنوان: "تَوجُهات نَقدية حول الاستعمار الاستيطاني: الفضاء، الذاكرة، والحياة اليومية".

افتتح المؤتمر رئيس جامعة بيرزيت د. بشارة دوماني مؤكداً على أهمية المؤتمر في توفير حيز معرفي يجمع طلبة الدراسات العليا والباحثين في مرحلة ما بعد الدكتوراه والأكاديميين حديثي التخرج بهدف بناء شراكات أكاديمية والتفاعل وتبادل الخبرات بين المشاركين ضمن سياق الاهتمامات النظرية والمنهجية المشتركة على أمل أن يساهم ذلك في تعزيز المعرفة المتنوعة والوقوف على مشهد لواحد من آخر الأنظمة الاستعمارية المتبقية في العالم.

من جهته أكد عميد كلية الدراسات العليا والأبحاث د. عاصم خليل أن الكلية هي حاضنة للبرامج البينية التي تقوم هويتها على رفض التقسيمات التي تفرضها التخصصات على الحقول العلمية. وهي أيضاً تقوم على أهمية ربط البحث مع عملية التعلم والتعليم. الاهتمام الذي توليه الكلية للعملية وللمداخل وللتعددية يفوق بكثير ما قد ينتهي به المخاض إلى منتج، أو وظيفة، أو تخصص دقيق."

أشارت مديرة برنامج الدكتوراة في العلوم الاجتماعية د. ريما حمامي إلى أن المؤتمر يجمع طلبة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت مع زملائهم طلبة الدراسات العليا والباحثين من أماكن مختلفة من العالم، خاصة المنطقة العربية وجنوب العالم، وذلك بهدف تبادل خبرات بحثية نقدية وحوارات أكاديمية في جامعة بيرزيت.

وقدمت طالبة الدكتوراة نتالي سلامة كلمة عن لجنة المؤتمر وضحت فيها أن أحد أهم أهداف هذا المؤتمر هو ربط تجربة فلسطين بالتجارب العالمية المناهضة للاستعمار وبمفاهيم التحرر التي تتجاوز فلسطين، عبر التعلم عن تجارب استعمارية في مواقع عالمية مختلفة؛ في كشمير وتونس والجزائر والهند. كما ناقشت فيها ضرورة إعادة التفكير في الأطر المفاهيمية السائدة لتحليل السياق الفلسطيني الاستعماري، بما فيها نموذج الاستعمار الاستيطاني، مسلطةً الضوء على مجموعة من القضايا الفكرية التي مازالت تحتاج الى البحث من قبيل: أثر فاعلية ومقاومة السكان الأصلانيين في بنية المشروع الاستعماري الاستيطاني، والحاجة إلى التأكيد على وصف الاستعمار في فلسطين بالاستيطاني وبالإحلالي، وما إذا كانت فعلاً تؤثر سمات الاستعمار على موقفنا منه ونضالنا ضده، وأثر استدعاء مرجعيات معرفية ذات طابع كوني لمقاربة الحالة الاستعمارية الفلسطينية على فصل قضية فلسطين عن محيطها العربي وعلى تهميش فلسطيني الشتات.

انعقد اليوم الأول على ثلاث جلسات، الجلسة الأولى جاءت بعنوان: "التحولات الاستعمارية في البيئة والزراعة"، وترأستها د. رانية جواد، وقدم خلالها علاء قطيش ورقة بحثية بعنوان: "الحياة الاجتماعية والبيئية الفلسطينية في فلسطين/" إسرائيل" بعد عام 1948"، فيما شارك عبد الله موسوس بورقة بحثية بعنوان: ""تحول المستوطنين المعولم في الوقت الحقيقي: الآثار البيئية للاستعمار الرأسمالي المتقاطع لكشمير وفلسطين"، تلاه فائق مرعي بورقة بحثية بعنوان: "بين الرؤى والواقع: تعاونيات زراعية شبابية في الضفة الغربية"، واختتمت الجلسة بدراسة حالة عن البنية الزراعية وعلاقات الإنتاج في ريف ولاية بيهار: مقارنة في الفترة الاستعمارية، قدمها ناريندرا  كومار.       

تلا الجلسة الأولى مداخلة بحثية قام بها المتحدث الرئيسي الأول: د. جيلالي المستاري حول الرواية التاريخية الرسمية ورهانات الذاكرة المحلية: عناصر للنقاش حول سياسات الذاكرة في الجزائر اليوم"، يسرتها ياسمين قعدان، أما الجلسة الثانية فترأستها د. سامية بطمة وجاءت بعنوان: "اقتصادات سياسية استعمارية"، وقدمها فيها ثلاث أوراق بحثية الأولى حول " التحولات الطبقية والحضرية؛ بلدية وأرض بيرزيت" قدمها عمر قسيس،  أما المداخلة البحثية الثانية فجاءت بعنوان: "الاقتصاد السياسي للسكان الأصلانيين: نمو المهربيين الفلسطينيين" لوليد حباس، واختتمت الجلسة سمر الصالح بورقة بحثية بعنوان: "الهندسة الصهيونية لعمل السخرة: المعتقلات والمستعمرات الاستيطانية".

أما الجلسة الثالثة والأخيرة في اليوم الأول فجاءت بعنوان: "الموروثات الاستعمارية في الحاضر" ترأسها د. علاء العزة، وتناول بها د. أشرف بدر موضوع: "الأبوية الاستعمارية والفاعلية الفلسطينية تحت الحكم العسكري الإسرائيلي في مناطق 1967 (1967-1981)/ الزراعة كمدخل"، فيما قدم حسان الناصر ورقة بحثية بعنوان: "طيف استعماري: جينالوجيا شارع الجامعة بالخرطوم"، وتناول خالد طبابي موضوع "الحركات الاحتجاجية في سياقات انتقالية بالمدن المنجمية بالجنوب الغربي للبلاد التونسية"، واختتمت الجلسة بورقة بحثية بعنوان: " مساءلة النزعة الإنسانية لما يسمى بالمساعدة الإنسانية أثناء حرب الريف: المغرب (1921-1926) قدما مراد قاسمي.

وفي اليوم الثاني للمؤتمر، عقدت ثلاث جلسات، جاءت الجلسة الأولى بعنوان: " استعمار ونزع الاستعمار عن الفضاء والممارسات داخله" وترأسها د. منير فخرالدين، وشارك في الجلسة كل من: أفديش كومار بورقة بعنوان: " استعمار مساحة العمل والعاملين في العصر الرقمي: دراسة حالة الاستعانة الخارجية في الهند"، ونماء القضاة بورقة بعنوان: دراسة الحدود اليومية ومسارات الحركة التي لعبت دوراً في تشكيل فراغات مخيم الوحدات في الأردن، وفيرجينيا  دي باري بورقة بعنوان: "المسافات بين الواقع الافتراضي والواقع المادي. تطوير تصورات المستقبل من خلال تجارب غامرة"، و روهيل سيد بورقة بعنوان: الرفض المناهض للاستعمار، الفضاءات الثالثة ومنطق القضاء في كشمير"، و نورا صلاح الدين وحنا الطاهر بورقة بعنوان: "عبور الحدود -الجسر كحدود، الجسر كعبور".

وجاءت الجلسة الثانية بعنوان "تجارب جندرية -تحليلات نسوية " وترأستها د. رانية جواد، وقدمت خلالها سوكريتا لاهيري ورقة بحثية بعنوان: "نزع الاستعمار عن الصهيونية والهندوتفا: من منظور العلاقات الدولية النسوية"، فيما قدمت مرام ثيودوري ورقة بعنوان: "منشآت الإعاقة: نشاطية الأمومة والإعاقة في فلسطين"، واختتمت الجلسة بورقة بعنوان: "وسائل التواصل الاجتماعي وصوت المرأة الناشطة الفلسطينية: أداة للمقاومة وتشكيل الخطاب"، قدمتها عزيمة سليم.

وقدم د. نديم روحانا المتحدث الرئيسي في المؤتمر لليوم الثاني، بعنوان "الاستعمار الاستيطاني كعملية: تأملات في الفاعلية الفلسطينية وتحول الاستعمار الاستيطاني في فلسطين"،  يسرتها منتهى عابد. واختتمت أعمال المؤتمر بجلسة بعنوان: ممارسات الذاكرة المضادة - تأكيدات الهوية الثقافية، أدارتها د. رنا بركات، وتحدث فيها كل من: كريستوفر ريد بورقة بعنوان: "دولة المستوطنين التعليمية: فحص استعمار التعليم العام في كندا"، وسواتي سيمها، بورقة بعنوان: " المحاكاة والنظام الاجتماعي - سياسة "التوكيد الثقافي" في ولاية كارناتاكا، و جياكومو باتشي بورقة بعنوان: "الحفاظ على ذاكرة السكان الأصليين من خلال الفن: الحكايات الشعبية الفلسطينية وقصص ينابيع المياه في عمل جمانة إميل عبود"، و كايو بورتو بعنوان: "الطعام العربي في الحياة اليومية للشباب الفلسطيني في الشتات في البرازيل: حالة "شباب فلسطين- سنعود".