ندوة حوارية في دائرة الإدارة العامة حول الحكم المحلي

ضمن سلسلة نشاطاتها لهذا الفصل، عقدت دائرة الإدارة العامة في كلية الحقوق والإدارة العامة ، يوم الأربعاء 21 أيار 2014، ندوة حوارية تحت عنوان: الإدارة المحلية والحكم المحلي في فلسطين، التحديات والحلول.

اشتملت الندوة على ثلاثة محاور، تناول المحور الأول موضوع اللامركزية وتحدياتها في الواقع الفلسطيني، وتحدث به وكيل وزارة الحكم المحلي المهندس مازن غنيم، مشيراً إلى ضرورة تبني خطة وطنية على مستوى الجامعات تشمل تدريس مساق له علاقة بالحكم المحلي، وذلك نظراً لأهمية قطاع الحكم المحلي على صعيد الحياة اليومية للمواطنين الذي يتلقون الخدمات الأساسية من الهيئات المحلية بشكل يومي ومتواصل، وأضاف أن: "موضوع المركزية واللامركزية هو من مواضيع الساعة التي تسستدي اهتمام الوزارة والجهات المانحة الذين يطالبون بدورهم بالمزيد من اللامركزية في قطاع الحكم المحلي.

في المحور الثاني للندوة والذي خصص لمناقشة موضوع المشاركة المجتمعية في الهيئات المحلية، تحدث المهندس موسى حديد رئيس بلدية رام الله عن العلاقة الجدلية بين المركزية وبين المشاركة المجتمعية مؤكداً أن المركزية المفرطة تلغي بدورها المشاركة المجتمعية. في مستهل حديثه استعرض المهندس حديد بإيجاز تطور الهيئات المحلية بدءاً من فترة الحكم العثماني وصولاً إلى الوقت الراهن، وأشار إلى المحطات الانتخابية المحلية القليلة التي خاضها قطاع الحكم المحلي والتي كانت أبرزها انتخابات عام 1976 والتي ارتبطت بأسماء مركزية منها: بسام الشكعة، كريم خلف، محمد ملحم، ابراهيم الطويل، فهد القواسمي وغيرهم. واضاف أنه وعلى مدار عقود خلت، قدمت الهيئات المحلية الخدمات الأساسية للمواطنين سواء في الظروف العادية أو حتى في أحلك الظروف وخاصة بعد الاجتياح الاسرائيلي لمناطق السلطة بين أعوام 2000-2002 والتي بقيت خلالها الهيئات المحلية المحطة الرئيسة لتقديم الخدمات.

وفيما يتعلق بالعلاقة بين المركزية والمشاركة المجتمعية أشار المهندس حديد أن نموذج اللامركزية الملائم للواقع الفلسطيني غير واضح المعالم وشدد أن لا يكون هذا النموذج نقلاً وتقليداً حرفياً لأنماط مطبقة في دول أخرى ولا يراعي خصوصية الحالة الفلسطينية، وفي نفس السياق أكد أن الهيئة المحلية هي الجهة التي تتعامل مع المواطنين بشكل دوري يومي ومباشر، ومن هنا ضرورة تبني اللامركزية والمشاركة المجتمعية في حين أن على الحكومة المركزية الاهتمام والتركيز على التخطيط الاستراتيجي.

تحدث المهندس حديد عن تجارب بلدية رام الله في تطبيق مفهوم المشاركة المجتمعية ومنها: عقد لقاءات مفتوحة مع المواطنين، لجان الأحياء، جلسات علانية مباشرة للمجلس البلدي، مجلس بلدي الأطفال، دراسة واستطلاع اراء ورضا المواطنين، وأضاف انه بالرغم من الجهود المبذولة من قبل البلدية لتعزيز المشاركة المجتمعية إلا ان استجابة المواطنين ظلت محدودة ولا ترقى للمستوى المطلوب بسبب عدم رغبة المواطنين بالمشاركة أو عدم قناعتهم بجدية المشاركة المجتمعية.

في المحور الثالث الذي تناول موضوع الانتقال من الدور الخدماتي إلى الدور التنموي للهيئات المحلية، تحدث مدير عام صندوق تطوير وإقراض البلديات المهندس عبد المغني نوفل، عن اهمية اللامركزية من أجل تحقيق أهداف التنمية المحلية بشكلها الحقيقي. واضاف أن الهيئات المحلية تلعب دوراً هاماً في بناء الدولة وفي استدامة التنمية الحقيقية، ومن اجل الوصول إلى هذا الهدف يجب ان تتم التنمية في ثلاثة مستويات: أولاً مستوى محلي متمثلاً بقطاع الحكم المحلي، ثانيا مستوى تعاوني من خلال العمل على تقديم خدمات معينة من قبل أكثر من هيئة محلية، وأخيراً المستوى التنظيمي العام من خلال دور الدولة المركزية في وضع الخطط المركزية وتشريع وسن القوانين والأنظمة واللوائح المنظمة للتنمية على جميع المستويات.

في ختام الندوة التي ادارها وعقب على مداخلاتها الدكتور محمد أبو زايد استاذ الإدارة العامة  في جامعة بيرزيت، تم فتح باب النقاش لجمهور الحاضرين من خلال توجيه مجموعة من الأسئلة للمتحدثين.