72 عاماً على النكبة، نواصل رسالتنا الأكاديمية والوطنية في جامعة بيرزيت

كنتُ ما أزال في القسم الداخليّ في كلّيّة بيرزيت، ولم أدرك أنّ عطلة عيد الميلاد سنةَ 1947 ستكون آخر عطلةٍ نقضيها في القدس، وأنّ العطلة التي كنّا ننتظرها لنشعر بالراحة بعد فصل دراسيّ منهِك ستُكلَّل بمقتل 11 شخصًا من عائلتيْ لورنزو وأبو صوّان على يد جماعة الهاغاناه الإرهابيّة بتفجير فندق السميراميس في حيّ القطمون في القدس.   سامية خوري- عضو مؤسس لمجلس أمناء الجامعة وشاهدة على نهضة الجامعة

اليوم نستذكر كلمات خوري وعبارات وشهادات أخرى لجيل النكبة قبل رحلة اللجوء، حيث تمر ذكرى الـ 72 علينا، فتنكأ جرحًا لم يبرأ بعد، وما زال طريًّا مؤلمًا، كأن الزمن ملح يزيد الوجع والإحساس بالخسارة.

في كل عام، نتذكر الأجداد الذين طردوا من ديارهم، وحملوا مفاتيح بيوتهم وكواشين أراضيهم، على أمل عودة لم تتحقق، ولكن أبناءهم وأحفادهم لم يفقدوا الأمل، وما زالت يافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا، وطننا، الذي لن تستطع السياسة وشروطها أن تنزعه من صدورهم.

لولا الأمل لما صمدنا كلَّ هذه السنوات، ولما أنشأنا مؤسّساتٍ علميّةً وصحّيّةً وثقافيّةً واجتماعيّةً ساهمتْ في صمود شعبنا، وفي جامعة بيرزيت، نؤمن أن دورنا المحافظة على روايتنا ونقلها من جيل إلى جيل، ونطرح في الجامعة مساقات وبرامج، وننظم ندوات ومحاضرات فعاليات، بشكل مستمر، تحيي الذكرى، لا باعتبارها احتفالاً، بل لتجديد العهد وبث الهمة في عقول الطلبة وقلوبهم، بأن التأخر في الوصول إلى الهدف لا يعني التوقف عن السعي إليه، مهما كانت المعيقات والعقبات.

لقد كانت جامعة بيرزيت ولم تزل جزءًا من المعركة التي تلت وعد بلفور المشؤوم، معركة الرواية، ومعركة التوثيق والتأصيل لتاريخنا الشفوي ولقرانا المهجرة عبر عدة برامج نفذتها مراكز الجامعة ومعاهدها وكلياتها، وهي تدرك أن دورها الوطني لا يقل أهمية عن دورها الأكاديمي، بل هما مساران يصبّان في هدف واحد: إعداد جيل متعلم واعٍ مدرك لحقيقة الصراع، يعرف حدود فلسطين التاريخية، ويعرف خارطتها، ويعلقها تميمة على صدره.