ورشة تحليلية لدائرة الهندسة المعمارية ضمن مشروع تعزيز الحرف التقليدية في الخليل

عقدت دائرة الهندسة المعمارية يوم الأحد 7 أيلول 2014،  ورشة العمل التحليلية، بحضور محافظ الخليل كامل حميد وأصحاب مشاغل ومصانع الحرف التقليدية وعدد من ممثلي الهيئات المحلية والوطنية في محافظة الخليل، وذلك استكمالا لمراحل العمل ضمن مشروع ( الشبكة الثقافية لمنطقة حوض البحر الابيض المتوسط لتعزيز الابداع في مجالات الفنون والحرف والتصميم الابداعي بهدف تجديد مجتمعات المدن التاريخية) .

افتتحت الورشة بكلمة للدكتور محمد عبد الهادي، مدير الاتصالات في المشروع ورئيس دائرة الهندسة المعمارية، حيث رحب بمحافظ الخليل وممثلي البلديات والهيئات المحلية والحضور، وتحدث عن قطاع الحرف ودوره في تطوير الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص العمل، إلى جانب مساهمته في تحريك عجلة السياحة والثقافة والاقتصاد وعمليات الاستيراد والتصدير. 

وأضاف عبد الهادي: “يعتبر قطاع الحرف عاملاً هاماً في رفع مستوى الإنتاج، وإنماء قطاع السياحة الداخلية، وجذب السياح لزيارة المنطقة، والإستثمار، الأمر الذي يساهم في توفير فرص العمل وايجاد تنمية متوازنة تحقق تنوعاً اقتصادياً وثقافياً ينعكس على الحياة الاجتماعية”.

بدوره تحدث محافظ الخليل السيد كمال حميد، عن دور المحافظة في استضافة مثل هذه الورش في مبنى المحافظة، التي تسعى دائما الى تطوير التنمية في المدينة، كما شكر حميد القائمين على الورشة والشركاء المحليين والدوليين، لافتاً إلى دور الورشة في تطوير عملية الثقافة والتراث والحفاظ على الهوية والارض، وتطوير العلاقات مع العالم الخارجي.

ودعا حميد إلى الكف عن تهميش قطاعات الحرف التقليدية المهددة بالاندثار، طالباً من القائمين على الورشة القيام بتوزيع نتائج الورشة ونتائج المسح الميداني وكافة الدراسات والاستنتاجات على المؤسسات المحلية المعنية من أجل دراسة سبل تطوير قطاع الحرف التقليدية. 

من جانبها تحدثت قائدة المشروع في جامعة أثينا الوطنية التقنية، البروفسور صوفيا كولونيا، في كلمة مسجلة لها عن تفاصيل المشروع، وابتكار مبادرات تطويرية هادفة، تساهم في تطوير الاقتصاديات المحلية، مشيرة إلى دور الحضارات المتوسطية في تطوير القيم الانسانية والحضارية المستدامة، وان تنوع هذه الحضارات يوفر موروثا حضايريا زاخراً تحتل المدن المشاركة في المشروع مكانة بارزة في اطاره.

وقدم الدكتور شادي غضبان مدير المشروع، ملخصاً عاماً حيث أكد أن المشروع يقوم على إطار من التقارب والتعاون والصداقة والتعاون العلمي، وفق روح التآلف المتوسطي، وبين أن الهدف العام للمشروع يمثل في تعزيز الحوار الثقافي عبر الحدود، والتعاون بين اصحاب الحرف التقليدية كوسيلة لتجديد المجتمعات التي تقطن في المدن التاريخية لمنطقة حوض البحر المتوسط،إضافة إلى زيادة القدرة التنافسية للابداع المعاصر والارتقاء بالحوار الثقافي بين أصحاب الحرفة الواحدة.

وقدم الغضبان موجزاً لباقي الورشات التحليلية في عدد من مدن الحوض الأبيض المتوسط المشاركة في المشروع، مثل تونس وبيروت واثينا وفالنسيا وأشار الى أن النتائج المتوقعة للمشروع تتمحور في وضع استراتيجيات  حضارية مستدامة ومشاريع رائدة لتنشيط وضع المدن التاريخية الاجتماعي والاقتصادي، بما في ذلك برامج تجديد الحرف والفنون والتصاميم الابداعية، وصياغة أشكال دائمة جديدة للتعاون الثقافي والاقتصادي عبر الحدود.

وتلا ذلك عرض لنتائج المسح الميداني الذي أجراه فريق المشروع، قدمته منسقة المشروع عندليب العطاونية، حيث بينت النتائج أن الاجراءات الاحتلالية المشددة على المعابر والحدود، تعتبر أهم المشاكل التي يعاني منها قطاع الحرف التقليدية  في مدينة الخليل، الأمر الذي يحد كثيرا من مرور المواد الخام، وتصدير البضائع، بالإضافة الى عدم ملائمة الاماكن المستخدمة لبعض الحرف كونها تحتاج الى مساحات واسعة، اضافة الى المخلفات والدخان الناجم عن تصنيعها، وعدم امتلاك بعض الحرفيين التقنيات الحديثة التي تساعد في زيادة التنوع وكمية الانتاج، وان معظم الحرفيين يستخدمون الاساليب التقليدية في العمل في حين ان 37.5 ٪ منهم فقط يستخدمون التكنولوجيا جنبا الى جنب مع الاساليب التقليدية.  

وقدم المهندس باهر ادكيدك عرضاً حول الابداع والابتكار في الصناعات التقليدية ، والطرق المبتكرة في تطوير الصناعات التقليدية لعمل تصميمات جذب المستهلك باسعار وجودة مناسبة.

وفي ختام الجلسة اتفق الطاقم على تقديم ما توصل له المشروع من نتائج وتحليلات الى المؤسسات المحلية والرسمية المعنية، للمساهمة في تطوير قطاع الحرف، ودعمه لمواجهة التحديات خصوصاً في مدينة الخليل التي تعاني من سياسات الاحتلال من تهجير ودثر لهذه المهن والحرف من اصحابها .