مشروعان لدائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت يحصدان المرتبة الأولى في جائزة حيفا للعمارة والتصميم

فاز مشروعان لطلبة وخريجي دائرة الهندسة المعمارية بجامعة بيرزيت في المرتبة الأولى عن مشروعين في برنامج جائزة حيفا الدولي، أحدهما حول إمكانيات إعادة إعمار بيروت، والآخر حول مخيم قلنديا.

فقد حصد مشروع "ما بعد الانفجار- بيروت المنتجة"، لخريجي دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت، آلاء أبو عوض وديالا أندونيا وميس بني عودة ومجد المالكي، المرتبة الأولى عالمياً في مسابقة Pheonix-2021، وهي جزء من برنامج جائزة حيفا الدولي الذي تنظمه مؤسسة IDAR-Jerusalem، التي تهدف إلى معالجة مساحات "المخاطر" في مناطق مختلفة من العالم كمحاولة لاستحضار تدخلات معمارية وحضرية مبتكرة لبحث إمكانيات إعادة إعمار هذه المناطق المنكوبة.

وتطرق موضوع المسابقة لهذا العام إلى الانفجار المأساوي الذي ضرب مدينة بيروت في الرابع من آب 2020، وأثره المدمر على مينائها البحري وفضائها العام. وشاركت بالمسابقة عدة فرق من دول مختلفة، وتأهل للمسابقة 13 مشروعاً.

ويسعى مشروع جامعة بيرزيت الفائز إلى إعادة بناء المدينة من خلال خلق حلقة من الإنتاج المعرفي والمادي مستندة على بقايا الانفجار لتكون بمثابة تذكار يومي ودائم يوثق ما حدث. وتعمل هذه الحلقة ضمن نظام ذاتي مستدام ينتج باستمرارية خلال فترة إعادة بناء المدينة، مرتكزاً على إنتاج المواد والمعرفة المهنية المكتسبة كمدخلات أساسية في تشغيل هذه الدورة، وبالتالي، تصبح المعرفة المجتمعية المهنية ركناً أساسياً للمدينة تخلق فرص عمل وإبداع جديدة مبنية على إعادة استخدام المواد الإنشائية التي خلفها الانفجار، بحيث تعتمد على المعرفة المحلية لتضمن استمرارية هذه الحلقة وتعزيز الاقتصاد المحلي. 

وقد تم تحديد منطقة الانفجار والصوامع كنقطة محورية ومركزية للمدينة الجديدة من خلال تعزيز وتدعيم الصوامع بهيكل وظيفي وإنشائي يعمل كجزء من الفضاء العام والسوق المحلية (سوق الصوامع)، بالإضافة إلى إنشاء مدرج كبير يحوي وظائف وأنشطة مختلفة تقف على مركز الانفجار، ما يجعل حقيقة ذكرى الانفجار جزءاً من الحياة اليومية للمواطنين.

كما فازت الطالبتان في دائرة الهندسة المعمارية إسراء عساف ورهام أبو خديجة، وبإشراف من أستاذة الهندسة المعمارية د. سمر الناظر، بالجائزة الأولى عن فئة "مشاريع التخرج في جائزة حيفا للعمارة والتصميم"، عن مشروعهما: "مخيم قلنديا: نظام اقتصادي دائري حضري". وتهدف الجائزة إلى عرض الأفكار المعمارية التي تسعى إلى تطوير القرى والمدن والأحياء الفلسطينية، لتعزيز الحضور المعماري الفلسطيني في العالمين العربي والأجنبي، والنهوض بأبحاث التخرج المعمارية الأصلية أو المفاهيم التي تستجيب للتحديات المحلية، وتحفيز المهندسين المعماريين على الابتكار.

ويحاول المشروع عرض رؤية مختلفة للمخيم وعكس مفهوم تراث اللاجئين في منظور عملي، تم عكسه في مخيم قلنديا للاجئين بعد إجراء دراسة أدبية وافية وتحليل معمق أُجريا لفهم تاريخ المخيم ووضعه الراهن في الجوانب الاجتماعية الاقتصادية والمورفولوجيا والطبوغرافيا، وذلك بهدف خلق نظام اقتصادي دائري حضري يحتوي على استقلالية ديناميكية يجمع ما بين جوانب الحياة المختلفة في المخيم لتقليل المُهدر من المواد والسلع، وإعادة تدوير النفايات وتكرير المياه العادمة للاستفادة منها قدر الإمكان لإنتاج هياكل زراعية منتشرة بالمخيم تقود المخيم نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات، بالإضافة إلى توريدها للأسواق الفلسطينية.

وشارك رئيس دائرة الهندسة المعمارية د. سالم ذوابة في لجنة التحكيم الخاصة بجائزة حيفا، والبروفيسور وسيم جابي، والمعماري أحمد صيام، والبروفيسور وينكا دبلدام، والبروفيسور نجلاء العاني، والبروفيسور وائل المصري، والدكتور تشارلز دروزنكسي، والبروفيسور علي الرؤوف، والمعماري باولو بيلوني، والبروفيسور فاني فافيلي تسينيكا، والبروفيسورة إبتسام فريد، والمعماري كريستوس باسس، والمعماري إدريس كتانة، والمعمارية مارتا تسيغاري، والمعماري عمري أرولات، والدكتور عبد الخالق بدران.

الجدير بالذكر أن بدران هو صاحب الفكرة والمبادر إلى تأسيس هذه الجوائز، وذلك لتشجيع الطلبة والخريجين على تأصيل وتعميم الرواية الفلسطينية وإيصال الصوت الفلسطيني عالمياً.

وبين د. ذوابة أنّ هذا الفوز يعكس تميز طلبة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت وخريجيها، وأن هذه المسابقة تساهم في منح فرصة للطلبة والمهنيين العرب والفلسطينيين للالتقاء وتبادل خبراتهم في مجال العمارة والتراث الثقافي، وحشد الجهود المتفرقة في توثيق الأعمال الميدانية أو العمارة والتراث الثقافي للقرى الفلسطينية المهجرة داخل فلسطين التاريخية.