محاضرة حول تفكيك الاستشراق

نظمت اللجنة الثقافية في كلية الآداب في جامعة بيرزيت، يوم الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2014، وضمن ثاني محاضرات برنامجها الثقافي، محاضرة بعنوان: "ادوارد سعيد و تفكيك الإستشراق, من النص إلى الصورة"،  قدمها أستاذ الإعلام في الجامعة د. وليد الشرفا.

فكك د. الشرفا نص ادوارد سعيد واعتبره منظرا وليس حالة تلمذة أو تثاقف, حيث إنه يملك القدرة على الإختلاف وشرعيته الخاصة, انه مركز ومنبر في تجربته. وأكد الشرفا على أن سعيد تصدى للمدارس والتيارات الكبرى, بالتركيز على اقامة حوار نقدي عميق و جذري مع كل من جاك دريدا وميشيل فوكو.

وفي سياق حديثه عن الإستشراق, أكد الشرفا على أن الفرضية التي انطلق منها سعيد تنفي المعرفة المجردة, بل هي معرفة مخطط لها, فالأشكال الإستشراقية هي توزيع للوعي الجغرافي والسياسي بمنطلق جماليته وعبثيته واقتصاديته واجتماعيته وتاريخيته ولغويته, فالعقل هنا فعل معرفي ظاهر, لكنه في الحقيقة فعل استحواذي الغائي, آليته المعرفة ووسائله الحجج والتخييل أحياناً, وكلها أصابع استشراقية لإدارة سياسته وتعزيز المقارنة والمواجهة، بحيث تستفيد من التاريخ وتصادر الواقع وتستشرف المستقبل وفق مركزيتها الخاصة, مركزية الغرب في مواجهة الشرق.

تاريخياُ, نوه الشرفا غلى أن الإستشراق بدأ رسميا حسب سعيد بصدور قرار مجمع كنسي عام 1312 بتأسيس عدد من كراسي الاستاذية في اللغات العربية والعبرية والسريالية في جامعات باريس, واكسفورد وغيرها من الجامعات الأوروبية. وبدأت هذه المراكز بنسخ شبكة من الإفتراضات والرؤى وصممت آليات لتجسيد هذه الرؤى والمواقف وفق خيار وحيد هو تجسيد وجهات النظر حول الشرق وتعميقها وتأكيدها من خلال التغلغل في مجتمعات الشرق وتفكيك نصوصه ونتاجه الثقافي في الاتجاه نفسه من خلال تثبيت صفات عامة للحركة الجمعية الشرقية عبر التاريخ.

يذكر أن د. وليد الشرفا حاصل على دكتوراه في تفكيك الإستشراق, وجاءت ورقته النقدية كجزء من مشروعه البحثي.وللشرفا أيضاً ثلاث روايات أدبية.