"ما بين عيبال وجرزيم": أعمال فنية منتشرة في البلدة القديمة في نابلس - إضاءات

ضمن
المشروع السنوي الذي ينتجه متحف جامعة بيرزيت، وفي محاولة لإعادة استكشاف ثراء
التاريخ الاجتماعي للمدن الفلسطينية، ومقارنة ذلك بالواقع المعاصر وما استتبعه من
تغيرات في الممارسات الاجتماعية والاقتصادية والمكانية، حلت مدينة نابلس ضيفة
للنسخة الثالثة،  من معرض "المدن"
لهذا العام تحت عنوان "ما بين عيبال وجرزيم".

يأخذ المعرض زائريه في جولة داخل أزقة
وحارات البلدة القديمة في مدينة نابلس بالضفة الغربية لمشاهدة ثلاثة عشر عملاً فنياً
متنوعا لفنانين فلسطينيين وأجانب موزعة على تسعة مواقع تاريخية في البلدة القديمة ومحيطها،
ويأتي المعرض كثمرة تعاون ما بين متحف جامعة بيرزيت وبلدية نابلس ومنتدى الفنون
المعاصرة، يشرف عليه القيمون الفنيون
أ. فيرا تماري ود. يزيد عناني.

 ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على العلاقات المختلفة
بين الإنسان، والمكان، والزّمان على مرّ التاريخ، آخذاً بعين الاعتبار الميزات التي
تختص بها كل مدينة على حدة. وتتجاوز الفكرة مجرد العرض النمطي أو الحنين إلى الماضي
لتوضيح الفروقات ما بين الماضي والحاضر من خلال الدلالات الثقافية والمرئية المعاصرة،
وليس فقط لتوضيح الخصائص التي تنفرد بها كل مدينة ولكن من أجل مساءلة التاريخ، والذاكرة
والهوية والتحوّل.

 تم افتتاح الفعاليات يوم السبت 12 تشرين ثاني
2011 في مصبنة عرفات في البلدة القديمة من نابلس، وحضره كل من: نائب رئيس الجامعة
للشؤون المجتمعية د. منير قزاز، رئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش، ونائبة محافظ
نابلس عنان الأتيرة، مديرة متحف جامعة بيرزيت ايناس ياسين، رئيس
اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطاالله حنا، رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس
عمر هاشم، وحشد من الفنانين والمثقفين والمعنين بالشأن الثقافي والفني، ومجموعة من
طلبة  الجامعة خاصة طلبة الهندسة
المعمارية.

وأكدت ياسين خلال كلمتها الافتتاحية
 أن المعرض يعزز دور الفن بالخروج إلى الأماكن
العامة، وبناء علاقة متجددة مع المكان في المدن الفلسطينية، مشيرة الى أن هذا المعرض
سبق وأن تم تنظيمه حول مدينة القدس في متحف جامعة بيرزيت بعنوان "القدس بيتنا"
عام 2009، وحول مدينة رام الله عام 2010 بعنوان "رام الله الأكثر فتنة"،
وسيتوجه معرض المدن إلى مدينة أخرى في العام 2012.

من جانبه رأى د. قزاز أن ما يميز
جامعة بيرزيت عن غيرها من الجامعات الأخرى هو علاقتها مع المجتمع الفلسطيني والتواصل
المجتمعي مع مؤسسات المجتمع المدني لرفع مقدرات الشعب الفلسطيني، مبينا أن هذه المعارض
هي طريقة اخرى للحديث عن فلسطين. وقدم شكر الجامعة لكل الجهات الداعمة والراعية لإقامة
هذا المعرض، كما شكر جميع الفنانين المشاركين بأعمالهم الفنية.

ورحب المهندس يعيش بالحضور والمشاركين
في افتتاح المعرض، وقال أن هذا المعرض هو ثمرة الجهود المشتركة والتعاون بين بلدية
نابلس ومتحف جامعة بيرزيت نحو الترويج للإرث الثقافي والحضاري العريق للمدينة، ويهدف
الى تسليط الضوء على عدد من المحطات التاريخية الهامة بأسلوب فني فريد. وبين المهندس
يعيش أن بلدية نابلس تولي أهمية قصوى للبلدة القديمة بنابلس التي تعتبر من أقدم المدن
المأهولة في العالم، وتشكل إرثا حضاريا غنيا يتوجب على جميع الأطراف المعنية العمل
على الحفاظ على مختلف معالمه التي قلما يوجد لها نظير.

وعبر المهندس يعيش عن شكره لجامعة بيرزيت
ومتحفها على الجهود التي تبذلها في هذا الصعيد.

فيما تحدثت الأتيرة عن التدمير الذي
تعرضت له البلدة القديمة بفعل الاستهداف الاسرائيلي لها خلال السنوات الماضية، مبينة
أن أعمال الترميم وإعادة البناء التي شهدتها البلدة القديمة حافظت على التراث المعماري
للبلدة.

وقدمت نسرين عرفات من مؤسسة عمرو عرفات
الخيرية التي تستضيف المعرض، نبذة عن المؤسسة ودورها الثقافي. أما د. عناني والفنانة
تماري، فقد أشارا إلى أن الاختيار وقع هذا العام على مدينة نابلس لكونها كنزاً حضارياً
وتاريخياً كبيراً على المستويين الوطني و العالمي، وأوضحا في الوقت ذاته أن هذا العمل الفني يسلط الضوء
على التغيرات الحضارية السريعة في المدن الفلسطينية، ويعمل على إعادة إحياء بعض المعالم
التاريخية الهامة التي اندثرت أو في طريقها للاندثار بأسلوب فني فردي ومشوق.

 

ويستمر المعرض
حتى السابع عشر من الشهر الجاري
ويشارك فيه كل من الفنانين: سليمان منصور، اميلي جاسر، نبيل عناني، سميرة بدران، ناصر
سومي، انجيليكا بويك، خوان لغادو، توم بوغارت، بشار الحروب، ايناس ياسين، باتريزيو
اسبوسيتو، سحر قواسمي، اياد عيسى، بياتريس كتانزارو.