الجامعة تحتفل بتخريج الفوج الـ 39 من طلبتها

احتفلت جامعة بيرزيت يوم الخميس 26 حزيران 2014، بتخريج فوج جديد من طلبتها من كليات: الدراسات العليا، والأعمال والاقتصاد، والعلوم، والتمريض والصيدلة والمهن الصحية المساندة، وذلك بحضور رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، ورئيس مجلس أمناء الجامعة د. حنا ناصر، ورئيس الجامعة د. خليل هندي، وأعضاء مجلس الأمناء والجامعة والهيئة التدريسية وعدد من الشخصيات الفلسطينية، بالإضافة إلى الطلبة الخريجين وأهاليهم.

وعبر د. هندي عن سعادته وفخره بالخريجين، وأكد أن الجامعة لم تكن لتبلغ هذه المرتبة العظيمة لولا تضافر جهود المئات من الأساتذة والموظفين الذين قضى كثيرون منهم جل حياتهم في خدمة الجامعة وطلبتها، خاصًّا بالذكر والتقدير عددًا ممن أصبحوا "في حضرة الغياب"، بعد أن وافتهم المنيّة.

وأضاف: "يشرفني أن أذكرَ بأسى شهيدَنا الشاب الطالب ساجي درويش الذي اغتالته بدم بارد قوات الاحتلال المجرمة وهو في رَيْعانِ الشباب، وكذلك فقيدَنا الغالي الطالب مصطفى نهاد عبد المجيد البرغوثي الذي كان قد أثبت بالعمل يومًا إثرَ يوم أنّ الإعاقةَ الشديدةَ لا تعني أن يكون الطموحُ محدودًا إن توفرت الإرادة".

ودعا د. هندي الخريجين إلى التحلي والتمسك بفضيلتين رئيسيتين في حياتهم: الفضيلةُ الأولى هي فضيلة العناد، حيث لا بد للمرء من أن يطرق باب النجاح بعناد وإصرار المرّة تلو المرة، إلى أن تدمى منه مفاصل الأصابع، قبل أن يفتح الباب على مصراعيه. أما الفضيلة الثانية، فهي إطلاق العنان للخيال، فلا علم ولا أدب ولا فن ولا اختراع ولا ابتكار ولا حلول خلاقة للمشاكل والمسائل دون الخيال، وعلى الصعيد الوطني، لا بد من إطلاق العنان للمخيلة الجمعية كي نستطيع، حتى في أحلك الأوقات وأصعب الظروف، أن نتصور مستقبلاً لبلادنا مشرقًا.

وحول اعتداء الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا على الجامعة، قال د. هندي: "قبل تسعة أيام، انتهك الجيش الإسرائيلي بعدته وعتاده حرمة هذا الحرم الجامعي ليخرج بغنيمة من الأعلام والرايات والطبول تبعث على الشفقة. وإننا لنشعر بعظمِ الإهانة التي مثلها هذا العمل الصلف الأخرق. لكننا بدعمكم وتأييدكم وبإخلاص وولاء خريجينا، بمن فيهم خريجو اليوم، واثقون من أن جامعتكم، جامعة بيرزيت، ستظل صامدة شامخة متحدية".

من جهته، ثمن الحمد الله، الدور المهم الذي تلعبه جامعات فلسطين، كونها تحمل رسالة وطنية في بناء المهارات والسلوكيات في مواجهة التحديات والصعاب، والحاضنة التي يتشكل فيها رأس المال البشري، ويسمو إلى آفاق جديدة، ليساهم في تطوير وتنمية المجتمع الفلسطيني وبناء الدولة.

وأضاف: "تتمحور رسالة الحكومة الآن في استنهاض العملية التعليمية وتطوير نوعية التعليم، وما يتطلبه ذلك من مواصلة تطوير الموارد البشرية التي هي الاستثمار الأساسي، وهو ما يتطلب العمل الجاد والمشترك لتمكين الطلبة وتوجيه مهاراتهم، وتحفيز طاقاتهم وإبداعاتهم، فالحكومة تسعى إلى تعزيز استقلال الجامعات الوطنية ماليًّا وإداريًّا وأكاديميًّا لتنمية التنافسية فيما بينها، ورفع مستوى الأداء".

وقدم فقرة التكريم رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت د. حنا ناصر، حيث منحت الجامعة الدكتوراة الفخرية لهذا العام لرجل الأعمال الفلسطيني سميح دروزة، لتميزه في التنمية المجتمعية والاقتصادية في الوطن العربي، ولعطائه السخي لجامعة بيرزيت، وهو عضو مجلس أمناء الجامعة منذ ثلاث سنوات، وخلال تلك الفترة القصيرة، دعم إنشاء معهد سميح دروزة للصناعات الدوائية. ولم يشمل الدعم عملية البناء فقط، بل شمل أيضًا التجهيزات الحديثة. وسيركز المعهد على عمل الأبحاث الدوائية بما يرفد عملية صناعة الأدوية في فلسطين.

وأضاف د. ناصر أن دعم السيد سميح لم يقتصر على المعهد وتجهيزه، بل قام بالتبرع السخي لموازنة الجامعة العامة –وهو أمر قلما يقوم به المتبرعون– أي التبرع للنفقات العامة. ولكن سميح لبى النداء لمعرفته بالصعوبات المالية التي تجابه الجامعة حاليًّا.    

وقدمت الجامعة درعها الخاص للمحامي كريم العجلوني وزوجته الراحلة سهيلة، تثمينًا لعملهم الوطني في الولايات المتحدة ولمساندتهم لجامعة بيرزيت. والعجلوني هو فلسطيني من مدينة رام الله نزح إلى الولايات المتحدة الأميركية ودرس المحاماة هناك، وعمل في هذا المجال، وبشكل خاص ساعد الجاليات العربية عامة والفلسطينية خاصة في الأمور المتعلقة بإقامتهم في الولايات المتحدة، وفي نهاية الثمانينيات، طلبت الجامعة من الأستاذ كريم تسجيل جمعية خاصة لدعم جامعة بيرزيت، وقد قام بذلك بكفاءة عالية.

وألقى الطالب معاذ النتشة كلمة خريجي البكالوريوس، وأكد فيها فخر طلبة بيرزيت بجامعتهم وانتماءهم العالي لها، موجهًا تحية طلبة أبناء جامعة بيرزيت للأسرى البواسل في سجون الاحتلال. فيما قدمت الطالبة سميرة العواودة كلمة خريجي الماجستير، مؤكدة على المهارات والمعارف التي اكتسبتها من جامعة بيرزيت خلال سنوات الدراسة، كما عبرت عن سعادتها وزملائها بهذا النجاح، وحزنهم في ذات الوقت لفراق هذا الصرح العلمي الشامخ.

وتخللت الحفل فقرة فنية قدمتها فرقة سنابل التابعة للجامعة. وفي نهايته، تم توزيع الشهادات على خريجي الكليات المختلفة، وذلك بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.

يذكر أنه سيتم غدًا الجمعة 27 حزيران 2014، تخريج طلبة كليات: تكنولوجيا المعلومات، والهندسة، والآداب، والتربية، والحقوق والإدارة العامة.