فاروق الشامي

"العلم، الأخلاق، الجد والمثابرة"، هكذا لخص فاروق الشامي أسس النجاح التي ارتكز عليها في نجاحه، والتي يتوجب على الطلبة الإعتماد عليها للوصول لأعلى المراتب، جاء ذلك خلال محاضرة عامة قدمها الشامي اليوم الإثنين 24 كانون الاول 2013، بعنوان: "النجاح والعالمية لا تأتي صدفة... هي علم واجتهاد وقلب فلسطيني"، وذلك ضمن سلسلة محاضرات "الريادة والرواد"، وبحضور رئيس الجامعة د. خليل هندي وحشد كبير من الهيئة التدريسية والطلبة في الجامعة.

وشارك الشامي الطلبة بالحديث عن تجربته في الصعود والوصول إلى النجاح، متحدثا عن التحديات التي يواجهها المرء والعقبات التي قد تحول دون الوصول إلى النجاح. وأعلن إلى الطلبة عن نيته التبرع بإنشاء كلية تجميل في جامعة بيرزيت.

وتحدث الشامي في المحاضرة عن وصوله الى الولايات المتحدة للدراسة فيها قادماً من فلسطين، قائلاً: "قدمت إلى الولايات المتحدة بمبلغ 71 دولارا، واليوم تعتبر شركتي فاروق سيستم FAROUK SYSTEMS إحدى أكبر الشركات الأميركية التي تدعم الاقتصاد وتوظف آلاف العاملين من مدينة هيوستن في ولاية تكساس، بالإضافة الى قيامه باختراع 13 منتجاً في مجال التجميل".

ﻭأضاف: "ﻗﺮﺭت ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺼفيف ﺍﻟﺸﻌﺮ للنساء وﻋﺩت ﺍﻟﻰ ﺭﺍﻡ ﺍﷲ ﻭافتتحت ﺻﺎﻟﻮﻧﺎ ﻧﺴﺎﺋﻴﺎ ﻟﺘﺼﻔﻴﻒ ﺍﻟﺸﻌﺮ، وتبين لي اﻓﺘﻘﺎﺭ فلسطين ﻟﻠﺘﺼﻨﻴﻊ فأنتجت ﺍﻟﺸﺎﻣﺒﻮﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ، ﻭﺭﺍﻓﻖ ذلك ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﺍﻟﺸﺨصية للكيمياء، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1967 ﻭﺑالتحديد ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ، وهذا ساعدني ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ، ﻻﻧﻨﻲ ﻭضعت هدفاً ﺍﻣﺎﻣﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﺻﺒﺢ رقم واحد ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، كنت ارغب بالبقاء في فلسطين إلا وأﻧﻪ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ، وخوفي من الاعتقال، ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍلمتحدة ﺍﻻﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وافتتحت ﺻﺎﻟﻮﻧﺎ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻥ ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺷﺮﻛﺔ ﻓﺎﺭﻭﻕ SYSTEM.

وحول اختراعه صبغات الشعر الطبيعية قال الشامي: "ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1985 ﺍﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﻧﻴﺎ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، وكانت أكثر لحظة ﺣﺮﺟﺔ ﻋﺎﻳﺸﺘﻬﺎ، ﻭﺍﺣﺘرت في ﺫﻟﻚ ﻻﻥ ﻣﻬﻨﺘﻲ ﻫﻲ ﻫﻮﺍﻳﺘﻲ فلم أعد قادرا ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻤﻠﻲ ففكرت ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻤﻨﺘﻮﺟﺎﺕ ﺍﻓﻀﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﻱ ﺿﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻛﺎﻥ التحدي في استخدام البديل ﻭﺑالأخص ﻣﻮﺍﺩ ﺗﻔﺘﻴﺢ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ الرغم ﻣﻦ أﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﺧﺒﺮﻭﻧﻲ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻳﺠﺎﺩ بديل ﻋﻦ ﺍﻻﻣﻮﻧﻴﺎ. فبدأت أفكر ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ الشمس ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ، وذلك أن الشمس تعكس عدة ألوان، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻔﺘﺤﻪ ﺑأﻟﻮﺍﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻫﻨﺎ جاءت فكرة ﺍﻟﻠﻴﺰﺭ وبدأت بإجراء ﺍﺑﺤﺎﺛﻲ ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭاستطعت ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ إلى الضوء الذي ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺸﻌﺮ.

من جهتها رحبت إدارة جامعة بيرزيت بشكل كبير بالضيف، وقال نائب رئيس الجامعة لشؤون التنمية والاتصال د. غسان الخطيب في تقديمه للمحاضرة، "نلتقي اليوم ريادياً فلسطينياً من كبار رواد العالم، لنستمع الى تجربة فلسطينية وصلت العالمية، لنستفيد منها وناخذ العبر". وأضاف تأتي المحاضرة ضمن سلسلة الريادة والرواد والتي تهدف الى استضافة قادة الشركات والقطاعات والمهن المختلفة لتقديم وتبادل خبراتهم ونجاحاتهم، ومناقشة فلسفتهم وأساليبهم وآرائهم الفردية في الريادة والقيادة."

يذكر أن الشامي ولد في قرية بيت عور التحتا عام 1942، لعائلة دفعت ثمن الاحتلال والتهجير باستشهاد ثلاثة من أبنائها، واستمد الشامي قصة نجاحه من معاناة شعبه ضد الاحتلال وموهبته في مهنة التصفيف والتجميل، ولنظرته الإقتصادية الثاقبة والرافضة للاستسلام، ومن خلال مسيرة استمرت لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً وصل بها للعالمية، من خلال ثلاثة عشر براءة اختراع مسجلة، خلقت ثورة في عالم وصناعة التجميل وبالتعاون مع وكالة ناسا الفضائية.