يوم البيئة العالمي

لجنة البيئة والاستدامة في جامعة بيرزيت

يحتفل العالم بيوم البيئة العالمي في 5 حزيران من كل عام، وذلك منذ العام 1973 بقيادة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ويعد هذا اليوم أكبر منصة عالمية للتوعية بقضايا البيئة حيث يحتفل به ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ويشكل وقفة لكي تعيد المجتمعات النظر في كيفية استهلاك الموارد الطبيعية المحدودة، والشركات والمصانع للانتقال إلى الاقتصادات الخضراء، والمزارعون للإنتاج المستدام، والحكومات لكي تستثمر في المشاريع البيئية، والمعلمون لتوجيه وارشاد الطلاب للعمل وبناء مستقبل أكثر مراعاةً للبيئة.

في كل عام، تستضيف دولة مختلفة الاحتفالات المخصصة ليوم البيئة العالمي حيث تقام الاحتفالات الرسمية، وفي هذا العام تستضيف السويد احتفالات يوم البيئة العالمي لعام 2022، حيث سيتم الاحتفال به تحت شعار "أرض واحدة فقط" للدلالة على أهمية الحفاظ على بيئة الأرض التي نعيش عليها لتمكين العيش في تناغم مع الطبيعة بصورة أكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة. "أرض واحدة فقط" كان شعار مؤتمر ستوكهولم لعام 1972، الذي شهد إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وبعد مرور خمسين عاماً، تفاقم الازمات البيئية الرئيسية وهي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي واستمرار تعرض الأرض للخطر من جراء التلوث والنفايات، أصبح الشعار ملائما أكثر من أي وقت مضى.

ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، فمن أجل الإبقاء على الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية في هذا القرن، يجب خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030، وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه القضايا الملحة، سوف يزداد التعرض لتلوث الهواء بما يتجاوز الإرشادات الآمنة بنسبة 50 في المائة خلال العقد، وستتضاعف النفايات البلاستيكية التي تتدفق إلى النظم البيئية المائية ثلاث مرات تقريبًا بحلول عام 2040، نحن بحاجة إلى العيش بشكل مستدام متناغما مع الطبيعة أكثر من أي وقت مضى، لذلك يجب أن تكون الخيارات التحويلية نحو الاستدامة متاحة وميسورة التكلفة وجذابة للناس لاتخاذ قرارات يومية أفضل. تشمل المجالات الرئيسية للتحول كيف نبني ونعيش في منازلنا ومدننا وأماكن عملنا، وكيف وأين يتم استثمار أموالنا. وهناك مجالات أخرى ذات أهمية أكبر تشمل: الطاقة، والتجارة العالمية وأنظمة النقل، وأنظمة الإنتاج، وحماية التنوع البيولوجي. تلك المجالات لا يمكن تنفيذها إلا بواسطة كيانات كبيرة، كالحكومات، والمؤسسات المالية، والشركات، والمنظمات الدولية، والمنظمات الأخرى التي لديها القدرة على إعادة صياغة القواعد وتأطير طموحنا وفتح آفاق جديدة.

وفي كلمتها في مؤتمر ستوكهولم +50‏  المنعقد في ستوكهولم، مملكة السويد، بيّنت رئيسة سلطة جودة البيئة نسرين التميمي،  أننا كنا في دولة فلسطين سباقين الى اعتماد أجندة 2030 للتنمية المستدامة، واتخاذ ‏الترتيبات القانونية والمؤسسية لتنفيذها. لقد قامت دولة فلسطين باتخاذ خطوات لتحسين واقع البيئة وادارة ما ‏يتاح من الموارد الطبيعية بشكل مستدام يخدم الأجيال المستقبلية، حيث تم ‏اعتماد العديد من الاستراتيجيات وخطط العمل كاستراتيجية البيئة عبر القطاعية، واستراتيجية التنوع الحيوي، ‏واستراتيجية إدارة النفايات الصلبة، ‏وخطط العمل الخاصة بالمناخ، وتقارير المساهمات المحددة وطنيا، ‏إلا أن وجود الاحتلال الاسرائيلي يفاقم من المهددات والمخاطر التي تواجهنا في تحقيق أهدافنا البيئية ‏والنهوض بالواقع البيئي الفلسطيني وتنفيذ الخطط والسياسات البيئية، من خلال سيطرته على مصادر المياه ‏والموارد الطبيعية ومصادرة الاراضي وتجريفها واقامة المعسكرات ‏والمستوطنات غير الشرعية ووضع اليد على المحميات الطبيعية وغيره، كل ذلك يعيق التقدم نحو تحقيق ‏الأهداف البيئية، أننا مطالبون بإيجاد كافة السبل والوسائل للمضي ‏قدما في تحقيق التنمية المستدامة وحماية مواردنا ومقدراتنا.‏