ورشة عمل حول دمج الطلبة ذوي الإعاقة في الجامعات الفلسطينية

  أوصى المشاركون بضرورة وضع استراتيجيات يتم من خلالها الكشف عن واقع ذوي الإعاقة ومواجهة تحدياتهم، فهي مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق الجميع وليست مقتصرة على جهة محددة، فاحترام الإنسان هو عنوان الالتزام باحترام حقوقه وغاياته المنشودة ، وهذا العمل يتطلب جهداً واستمرارية في العمل من أجل تحقيق الرؤية والفلسفة المنشودة.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي عقدها قسم الإرشاد في عمادة شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت يوم الثلاثاء 8 شباط 2011، بعنوان: "نحو رؤية مستقبلية معاصرة لدمج الطلبة ذوي الإعاقة في الجامعات الفلسطينية: واقعها وتحدياتها".

وافتتح الورشة  القائم بأعمال عميد شؤون الطلبة أ. محمد الأحمد الذي أكد على ضرورة تذليل العقبات أمام الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ليكونوا متساوون كغيرهم من الطلبة، وليكملوا دروبهم العلمية التي طالما طمحوا لها هم وذويهم.

وقدمت خلال الورشة أ. سما دواني من دارة علم النفس ورقة سلطت الضوء على مفاهيم يتم الخلط بينها غالباً، وهي : الإصابة والعجز والإعاقة، إضافة إلى توضيح مفهوم ذوي الإحتياجات الخاصة. وركزت دواني على دور البيئة في خلق العقبات المادية والاجتماعية والنفسية لدى الأفراد وخاصة المتعلمين. وأشارت إلى أن الإعاقة ليست قصراً على الإفراد ذوي الإصابة أو ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، وإنما قد يواجه الإعاقة أي فرد في ظل بيئة لا تستجيب للإختلاف والتعددية. واقترحت دواني الكيفية التي يمكن بها استخدام المفاهيم والمسميات بأسلوب يركز على الإنسان والفرد قبل أي شيء آخر، إذ أن التسميات التي نستخدمها تعكس الإتجاهات التي نحملها، كما تطرقت إلى مفهومي الدمج والتضمين الأكاديمي مع توضيح الفروقات بينهما.

من جانبها أشارت المرشدة الإجتماعية في عمادة شؤون الطلبة أ. منى المحتسب أن الجامعة توفر فرصاً متكافئة للتفاعل في الحياة الأكاديمية لجميع الطلبة، ومنهم ذوو الإعاقة، وبذلك يسعى قسم الإرشاد إلى توفير الخدمات المساندة لهم، إضافة إلى تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والأكاديمي، مع تعزيز مهارات الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية والعمل على مساندتهم في عملية الدمج والمشاركة المتكاملة بين الطلبة من ذوي الإعاقة والكوادر الأكاديمية، من خلال التقبل غير المشروط والاحترام المتبادل، مما يساعدهم على التكيف والتوافق الإجتماعي بشكل إيجابي.

وقال رئيس لجنة ذوي الإحتياجات الخاصة د. عازم عساف أن جامعة بيرزيت واكبت المتغيرات وقامت بما من شأنه مراعاة مصالح ذوي الاحتياجات الخاصة والارتقاء بمستوى أبناء هذه الفئة وخاصة أصحاب الإعاقة البصرية والحركية، بحيث يتسنى لهم الانخراط في الحياة الأكاديمية بما يساوي أو يقارب ما هو متوفر لأقرانهم من المبصرين، وعليه فقد أنشأت الجامعة لجنة لذوي الاحتياجات الخاصة كي تعنى بشؤون هذه الفئة من زوايا مختلفة. واستعرض د. عساف التحديات التي واجهت اللجنة وأهدافها ووسائل تحقيقها.

وأكد أن اللجنة استطاعت توفير طابعة برايل وطباعة مواد مساقات الطلبة بهذه الطريقة، وتكبير مواد المساقات للطلبة ضعاف البصر، وتوفير برنامج ناطق باللغة العربية (نظام إبصار)، إضافة إلى توفير 3 غرف في المكتبة إحداهما للمصادر وغرفتين للتسجيل والاستخدام الفردي، وتوفير جهاز حاسوب ثابت في إحدى غرف المكتبة لتسجيل المواد والملاحظات الدراسية على اقراص مدمجة بحيث تشكل هذه الأقراص نواة لمكتبة ناطقة، وتوفير برامج للمسح الضوئي باللغتين العربية والانجليزية واستخدامها في إدخال الكتب والملخصات إلى الحاسوب وذلك تمهيداً لطباعتها بطريقة برايل، وتوفير جهازين للتسجيل وقراءة الملفات الالكترونية.

وعكست أ. شذى أبو سرور من مركز دراسات التنمية في ورقتها العلاقة بين النموذج الذي يتبناه أو يرتكز إليه أي مجتمع في التعاطي مع الاشخاص ذوي الاعاقة، واللغة التي يستخدمها أفراده لدى الحديث عنهم، كما أشارت إلى انعكاس كل من اللغة والنموذج بشكل مباشر أو غير مباشر على السياسات والآليات والبرامج المرتبطة بهذه الفئة.

واستعرضت أبو سرور أربعة نماذج تتلخص من خلالها توجهات وسياسات المجتمع افراداً ومؤسسات في التعاطي مع قضية الإعاقة وموضوع دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي النموذج الفردي والاجتماعي والحقوقي. موصية بضرورة تبني الجامعة للنموذج الحقوقي في سياساتها وبرامجها وممارساتها، لخلق بيئة تفاعلية إيجابية لجميع الطلبة ومن ضمنهم الطلبة ذوي الإعاقة، وبضرورة النظر لقضية الطلبة ذوي الاعاقة أثناء معالجة القضايا المرتبطة بهم على أنها لا تقل أهمية عن أي قضية تنموية حقوقية.