إطلاق فعاليات برنامج بناء قدرات معلمي العلوم والرياضيات

أجمع ممثلون رسميون عن  وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين وجامعة بيرزيت، وباديكو القابضة، على أهمية رفع مستوى مخرجات التعليم في فلسطين لتهيئة الأجيال الناشئة لمتطلبات وحاجات سوق العمل وتمكينهم  من المنافسة محلياً وعالمياً والرقي بالاقتصاد الفلسطيني – لا المساهمة في رفع مستوى البطالة وحسب.

جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات برنامج بناء قدرات معلمي العلوم والرياضيات في مدارس محافظة أريحا الذي يجري تنفيذه بالتعاون  بين جامعة بيرزيت – مركز التعليم المستمر وباديكو القابضة، وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث - تحت عنوان" توظيف لبنات التعلم في إثراء العملية التعلمية".

وجرى افتتاح البرنامج في قاعة مركز إسعاد الطفل في أريحا، بحضور ممثلين رسميين عن الجهات المنفذة والمستفيدة من هذا البرنامج النوعي  الذي يهدف إلى تمكين معلمي العلوم والرياضيات في  المدارس  الحكومية والوكالة والخاصة في المحافظة، في مجال استخدام لبنات التعلم في السياق الصفي بمشاركة قرابة 25 معلماً ومعلمة تخصص علوم ورياضيات للصفين الثامن والتاسع الأساسيين.

من جانبه أكد مدير مركز التعليم المستمر – جامعة بيرزيت، مروان ترزي، على حرص جامعة بيرزيت التي لعبت دوراً بارزاً في تطوير التعليم في فلسطين، على بناء قدرات المؤسسات التعليمية منذ سنوات طويلة، مشدداً على أن المركز قد عمل منذ عام 2003 ومن خلال وحدة الإبداع في التعلم على تطوير واختبار ونشر نماذج تربوية تعلمية ومنهجيات إبداعية مختلفة مصممة لتلائم بعض التحديات الصعبة التي يواجهها نظام التعليم الفلسطيني، وتعتبر لبنات التعلم من أحدث المنهجيات التي تم تطويرها من قبل المركز.

وأشار ترزي  إلى أن أهمية لبنات التعلم تكمن في قدرتها على العمل ضمن نظام  التعليم الحالي دون الحاجة إلى حصص إضافية، أو الخروج عن متطلبات المنهاج الفلسطيني الرسمي وعلى قدرتها في استنهاض طاقات الطالب والمعلم الإبداعية، ومساندة المعلمين في تعليم دروس باستراتيجيات متنوعة.

من ناحيته أكد  الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة، سمير حليله، حرص القطاع الخاص على دعم وإسناد قطاع التعليم في فلسطين من أجل تحسين مخرجات التعليم  التي باتت تواجه تحديات كبيرة  خاصة في ظل التطور الهائل على المستوى العالمي الذي يستوجب التخطيط الجيد  للتعليم بما يعزز القدرة التنافسية على المستوى  الإقليمي والدولي.

وأشار  حليله إلى التطورات والتغييرات الهائلة التي يحدثها التطور العلمي والتكنولوجي على مستوى العالم وعلى مستوى الأجيال في منطقتنا العربية خاصة أن الأطفال الآن يتمتعون بقدرات هائلة في التعامل مع وسائل التواصل والتكنولوجيا بصورة تجعلهم يتفوقون على المعلمين والآباء في مجالات كثيرة منها قدرتهم للوصول للمعلومات والتعلم الفعال من خلال الوسائط غير التقليدية. وأكد حليله على الضرورة الملحة لتضافر الجهود بين القطاع الخاص وقطاع التعليم وغيرهم لرفع مستوى مخرجات التعليم بما يمكن طلبتنا من مواكبة التطورات السريعة والملحة من حولهم.

وقال حليله:" إن شركات القطاع الخاص تبحث عن توظيف القادة ممن لديهم طموح ومبادرات وقدرات إبداعية ومهارات فكرية وتحليلية وقدرات  تنافسية عالية"، مؤكداً على أن تلك المهارات تتبلور وتتعزز في مراحل مبكرة من تطور الطفل ويصبح اكتسابها أصعب بكثير في مراحل لاحقة من حياة الفرد.

من جانبه أكد ممثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وحيد جبران، على أهمية تعميق الإبداع وتعزيز المبادرات الخلاقة في العملية التعليمية ومواصلة عملية التطوير للكوادر والخبرات التعليمية في المدارس وقال:" الإبداع لا يتم بالحصول على فرصة عمل بل يكمن في إبداع الطالب على خلق  الوظيفة"، مشيراً إلى النتائج المهمة التي تحققت في مجال المشاريع الصغيرة.

وأضاف:" إن الصف النشط  هو من أهم الوسائل في تطوير العملية التعليمية  وتطوير القدرات في المجالات التطبيقية  وقد أكد أن السر في عمل صف نشط لا يكمن في توفر المصادر، وإنما في إبداع المعلم وقدرته على تحفيز الطلبة للبحث والسؤال والتفكير والنقض والتحليل باستخدام المصادر المتوفرة أياً كانت. وأكد أنه من الضروري توفير المتطلبات الأساسية في إنجاح عملية التعلم النشط من أجل أن نحدث فرقاً جوهرياً في عملية التعليم وهذا هو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه جميعا".

وأكد مدير مديرية التربية والتعليم في محافظة  أريحا، محمد الحواش، على دعم الوزارة للتوجهات والسياسات والخطط الرامية إلى تطوير قطاع التعليم في فلسطين، معبراً عن شكره لمركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت وشركة باديكو القابضة على دعم تنفيذ مثل هذه البرامج النوعية في محافظة أريحا.

وشدد الحواش على ضرورة مواصلة عملية التطوير للقطاع التعليمي الفلسطيني على أكثر من مستوى بما في ذلك تطوير قدرات المعلمين والمعلمات وتطوير المناهج التربوية والتعليمية بما يُعظّم مخرجات التعليم بما يلبي احتياجات المجتمع المحلي من جانب ويعزز من قدرة الخريجين الفلسطينيين على المنافسة الخارجية من جانب آخر.

و أشار الحواش إلى حرص  وزارة التربية والتعليم على الاستجابة لكل المبادرات الخلاقة التي تساهم في تحقيق رسالة الوزارة  في تطوير هذا القطاع الحيوي، مؤكداً ضرورة الاهتمام بتطوير كل مكونات العملية التربوية والتعليمية في فلسطين.

 واختتم الافتتاح وائل كشك من وحدة الإبداع في التعلم في مركز التعليم المستمر حيث قدم شرحاً موجزاً عن لبنات التعلم وعن كونها مجموعة من الأنشطة والمصادر المرتبة بطريقة تحقق تعلماً ذا معنى، وتتوافق هذه اللبنات مع الكتاب الرسمي من حيث الهدف والمحتوى، بحيث تغني الكتاب ولا تلغيه. وهي مبنية على سياقات واقعية وديناميكية، وتستحضر أنشطة البرنامج مستويات تفكير عليا كالتفكير الناقد بكافة مستوياته. كما أن المصادر فيها متنوعة فمن أفلام على اليوتيوب إلى مقال في كتاب إلى صورة إلى لعبة إلى  رسالة، الخ.  وفي كل الأحوال يكون الطالب فيها هو الفاعل و المحور فهو: يعمل، يبحث، يستقصي، يتحاور، يكتب، يسجل، يقابل،..وغير ذلك.

وأضاف كشك بأن من أهم نتائج استخدام منحى لبنات التعلم أثرها الايجابي على ممارسات المعلمين الصفية، ويعود ذلك إلى كون البرنامج التمكيني الذي يخوضه المعلمون وقبل الشروع في استخدام اللبنات في صفوفهم يركز على استراتيجيات تعلم حديثة، وبما أن لبنات التعلم وفق بنيتها وتركيبتها على مستوى الأنشطة والمصادر والاستراتيجيات لا تعتمد على سرد وتلقين الحقائق العلمية للطلبة، فإن المعلمين الذين ينخرطون في جلسات تدريبية يكتسبون مهارات تدريس تتناسب مع بنية اللبنة الديناميكية وبعيداً عن نمط الحشو والتلقين الأمر الذي له أثر كبير في  تعميق  تعلم  الطلبة.  و أكد كشك أن البرنامج الذي تم إطلاقه اليوم مبني على تلك الرؤيا ويهدف إلى بناء قدرات المشاركين وفق تلك المنهجية.