سارة قضماني.. خريجة بيرزيت التي تدير مشروع "خرز" للأعمال اليدوية

تخرجت سارة قضماني في جامعة بيرزيت عام 2011 بتخصص لغة فرنسية ودبلوم تربية، لكنها تعتبر الفن عالمها وملاذها الخاص، وهو ما أوصلها إلى صناعة الأعمال اليدوية بالخرز، على الرغم من عملها في السابق بتخصصها الذي تعتبره أيضاً شغفها، ولكن من الناحية الأكاديمية.

نمت موهبتها منذ نعومة أظفارها، وذلك أثناء حصة الفن في المدرسة التي كانت تعتبرها المتنفس الوحيد، وكانت تستطع أن تطلق العنان لإبداعها في شتى أنواع الفنون، وهو ما انعكس عليها أثناء الجامعة، حيث وجدت في ساعات العمل التطوعي الخاصة بالأمور الفنية وجهة أخرى لتنمية موهبتها، أما الآن، فهي تستمد إلهامها في "خرز" من أطفالها وزوجها الذين ترى فيهم روح الإصرار على الإبداع.

وجدت قضماني من عائلتها وعائلة زوجها التشجيع لتنمية موهبتها، وأصبحوا من أكبر الداعمين لها. و"خرز" هو مشروع مشترك بينها وبين زوجها نزار طه يحمل أفكارا بسيطة وعفوية لتشكيل أجمل الأعمال اليدوية، ولم يكن الهدف منها البيع أو التسويق، بقدر ما كانت من أجل إبراز هوايتها، فالإبداع الفني هو الحياة كما اعتبرته، بالإضافة إلى أنها تستخدم العملات الفلسطينية القديمة مبرزة بذلك الهوية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.

وتشير قضماني إلى أنها استلهمت فكرة هذا المشروع من هدية وصلت لابنتها لور من أحد أقاربها في ألمانيا، حيث وجدت أنها تستطيع الحصول على المواد وتوفيرها، إلى جانب أن شغفها في الفن أهلها للانطلاق به، وبهذا بدأت في شباط عام 2013 أولى تجاربها، التي كانت في البداية تقتصر على العائلة والأصدقاء، لكنها لم تكن تتوقع هذا الإقبال، وهو ما شجعها على تطوير نطاق عملها وموهبتها، التي وصلت بها إلى عمان وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وقبرص والإمارات، لتصل موهبتها كل بيت.

في البداية، وجدت العديد من الصعوبات، وخاصة في إيجاد الطريقة المناسبة لإدخال الخرز من دون انقطاع السلسلة، فهي عملية دقيقة تحتاج إلى صبر، خاصة أنه في الكثير من المرات كانت تنقطع السلسلة أو الخرزات عند الانتهاء منها، وبالتالي تضطر لإعادتها مرة أخرى، وهو ما كان يأخذ منها الوقت والجهد، لكن هذا زادها إصراراً للإبداع في عملها، لتبتكر في كل مرة طريقة مختلفة تخرج بها عن المألوف.

بالإضافة إلى صعوبتها في الحصول على الخرز، وهو ما أثر في البداية على عملها، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة شغفها وهوايتها، حيث كانت تلجأ لخيارات أخرى أو أنواع أخرى من الخرز سواء من الداخل أو الخارج.

قضماني متزوجة ولديها طفلان، وهي امرأة عاملة، لذلك، لم يتسن لها العمل إلا بين العاشرة والواحدة فجرا، أو أيام العطل التي تعتبر المتنفس الوحيد للعائلة، الذي يكرسونه بكل شغف لإطلاق خيالهم الإبداعي لنهوض بمشروعهم، فضيق المكان في المنزل جعل من الأمور صعبة إلى حد ما، حيث يأخذها من 20 إلى 25 دقيقة لعمل القطعة الواحدة، وهنالك قطع تأخذ منها ما بين الـ 40 و45 دقيقة بسبب صعوبة ترتيب حبات الخرز.

شارك مشروع "خرز" في العديد من الأيام المفتوحة التي أقيمت في جامعة بيرزيت كاليوم المفتوح لكلية الآداب الذي يقام كل سنة في الجامعة إلى جانب مشاركتها في مهرجان الروزانا في بيرزيت. 

"خرز" مشروع النجاح التي طالما حلمت فيه قضماني هي وزوجها طه الذي ساندها بكل خطوة فيه منذ البداية، ومن خلاله تستطيع التعبير عما بداخلها بأجمل التصاميم التي ترى بكل قطعة جزءًا من روحها وقلبها، لترى نفسها بكل شخص يشيد بإبداعها وأسلوبها المتميز.