ندوة بعنوان "الحملات الفلسطينية والعربية والدولية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين"

عقدت دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، ضمن المساق الخاصّ "دفاتر السجن: الحركة الفلسطينية الأسيرة"، ندوة بعنوان "الحملات الفلسطينية، والعربية، والدولية، لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين". وتحدثت في الندوة عبلة سعدات عن الحملة الدولية للتضامن مع أحمد سعدات ورفاقه؛ والمحامية فدوى البرغوثي عن الحملة الشعبية لإطلاق سراح مروان البرغوثي؛ والدكتورة راوية الشنطي عضو اللجنة المركزية لحركة أبناء البلد في فلسطين المحتلة عام 1948. وهذه الندوة هي السابعة من سلسلة ندوات الحرية العامّة التي ينظمها المساق، والفعالية العاشرة له، وتعقد ضمن فعاليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني الموافق 17 نيسان.

استهلت الندوة سعدات بالحديث عن حملة التضامن الدولية مع زوجها أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي الحملة التي أسستها مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، على خلفية اعتقال سعدات من سجن أريحا عام 2006 بدعوى قيامه بالتخطيط مع خلية من الجبهة الشعبية لاغتيال وزير السياحة الصهيوني رحبعام زئيفي عام 2002. وأوضحت أن الحملة ليست خاصة بسعدات ورفاقه فحسب، بل تعمل لكل الأسرى وكافة القضايا المتعلقة بهم، لأن قضية الأسرى ليست فردية بل جماعية.

ونوّهت سعدات إلى أنّ مجال عمل الحملات الشعبية والدولية للتضامن مع الأسرى ينشط خارج البلاد وليس داخلها، حيث تظهر الحاجة إلى ضرورة نشر قضية الأسرى في المحافل الدولية، لفضح سياسات العدو الصهيوني وممارساته في المحافل الدولية. وتنشط حملة سعدات في كندا وإيطاليا والبرازيل، حيث توجد أكبر لجنة للتضامن مع سعدات وكافة الأسرى الفلسطينيين، بالاضافة إلى عدد من الزيارات للبرلمانيين الأوروبيين، خاصة أن أحمد سعدات ومروان البرغوثي هما برلمانيان فلسطينيان، ومن المفترض أنهما يملكان حصانة برلمانية.

وأشارت سعدات الى أن الحملات الدولية تحتاج إلى مؤشر وطني فلسطيني يقود دربها، وذلك بالاستفادة من تراكم الأنشطة والحملات الوطنية داخل الوطن وتوحيد الجهود الوطنية خلف قضية الأسرى. وأكدت أهمية إعادة الثقة بالمقاومة والنضال ضد العدو الصهيوني، لأن ذلك ما يحقق الحرية، وليس مفاوضة العدو على الحق واستجدائه.

بدورها، قالت فدوى البرغوثي إن قضية الأسرى قضية سياسية بالمقام الأول، لأنها قضية شعب لا يزال يناضل للحصول على حريته واستقلاله، وقضية إنسانية بالمقام الثاني. وأشارت إلى أن نشوء الحملات الشعبية للتضامن مع الأسرى يؤرخ بالعام2000 ، عندما ازداد عددهم في السجون، ما استدعى مزيدًا من العمل للدفاع عنهم وعن وطنية قضيتهم، لا كما يروج العدو لهم على أنهم سجناء أمنيون وقتلة.

وأضافت البرغوثي أن حملة التضامن مع مروان البرغوثي أطلقتها مجموعة من زملائه وأصدقائه في جامعة بيرزيت ومن كافة التنظيمات السياسية، وقد نجحت في الخارج على الرغم من الصعوبات التي واجهتها في البداية، حيث استقبل رئيس البرلمان الأوروبي الحملة بشكل رسمي مع العلم الفلسطيني، وأصدر قرارين: الأول يؤكد رفض البرلمان الأوروبي للاعتقال السياسي، والآخر يطالب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وخاصّة النواب.

وأكدّت البرغوثي أنّ الحملات الشعبية والدولية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين تعمل لتثبيت حق المقاومة الفلسطينية وتشكيل حماية لها، مضيفة أن الإفراج عن الأسرى يسلك أحد طريقين: إمّا بتبادل الأسرى، وهذا ليس كافيًا، لأن أعداد الأسرى الفلسطينيين هائلة ويصل عدد المؤبدات إلى 500 مؤبد؛ وإما بالعمل السياسي وتشكيل ضغط على القيادة الفلسطينية لعدم العودة إلى المفاوضات إلا بإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين، وخاصة الأسرى ذوي المؤبدات والأحكام العالية.

من جهتها، أكدت الشنطي، وهي والدة الأسير أنيس صفوري من مدينة شفا عمرو وابن جامعة بيرزيت والمحكوم 14 عامًا بتهمة الانضمام إلى حركة الجهاد الاسلامي، وزوجة الأسير جميل صفوري؛ أكدت ضرورة الوحدة الوطنية في مواجهة العدو الصهيوني، ونقد الذات لتعبئتها لاستعادة المكانة الفلسطينية في خط المواجهة مع العدو لا المهادنة معه.

وأضافت الشنطي، وهي أستاذة جامعية متخصصة في قضايا تعذيب الأسرى وكشف الكذب والتعذيب النفسي، أنها ترفض العمل مع المؤسسة الصهيونية، وترفض الاشتراك في إضافة أي شرعية للكيان الاستعماري، فهي تقاطع الانتخابات. وشددت على أن الأسير الفلسطيني هو أسير الوطن وليس أسير حزب معين، ومهمة الدفاع عنه وعن حقه في الحرية هي مهمة الشعب بأكمله لا مهمة عائلته وحدها، منوهة إلى أهمية تعبئة الحاضنة الجماهيرية بالوعي الوطني، لأن الشعب هو من يوجه بوصلة السياسي لا العكس.