أميمة خليل عصفورة حلقت في سماء الجامعة

"يداك خمائل.. ولكنني لا أغني ككل البلابل.. فإن السلاسل.. تعلمني أن أقاتل.. أقاتل". بكلمات الشاعر محمود درويش وألحان الفنان مارسيل خليفة، وبصوتها الشجي، أطلت الفنانة اللبنانية أميمة خليل على مهرجان ليالي بيرزيت، عبر بث مباشر من لبنان، لتغني للأمل الفلسطيني، يشاركها الحضور الغناء، ويردد معها كلمات "الحب" المعجون "بالألم".

ووجهت الفنانة خليل تحية للأسرى في سجون الاحتلال، ودعت الأحرار في العالم لدعم صمودهم، وأهدتهم أغنية "عصفور طل من الشباك"، قائلة إن "الليل مهما طال، فإشراقة الحرية ستطل على فلسطين قريباً"، متمنية الغناء في العام المقبل بفلسطين، وفي جامعة بيرزيت بشكل خاص.

وشارك الشاعر والإعلامي زاهي وهبي الفنانة أميمة خليل الإطلالة من لبنان، فتحدث عن تجربته بالأسر في سجون الاحتلال، وأعرب عن سعادته بالحديث أمام هذا الجمهور الكبير في جامعة بيرزيت، مؤكدًا أن فلسطين ليست قضية للحرية والعدالة فقط، بل قضية للجمال والأمل أيضًا.

ووجه وهبي تحية لجامعة بيرزيت وشهدائها، قائلاً: "علمتنا جامعة بيرزيت، جامعة الشهداء، كيف تكون الرصاصة سندًا للكلمة، وكيف يكون العلم ركيزة للنضال، وكيف تتكامل الثورة ويكون طلبة بيرزيت عمادها". وألقى وهبي عددًا من القصائد من ديوانه الجديد "هوى فلسطين".

وأشعلت فرقة "زمن" القادمة من عكا، مسرح ليالي بيرزيت بأغانيها، فقدمت خلطة غنائية من أغنيات فلكلورية فلسطينية وشامية وشمال أفريقية وعربية، بموسيقى شرقية وغجرية إسبانية، بتوزيع جديد خاص بالفرقة، وقدمت أغاني خاصة بها، من ضمنها أغنية "بطلتي إلي" التي رددها الجمهور مع الفرقة.

وقال قائد الفرقة سهيل فودة بعد انتهاء عرضهم، أنه وزملاءه الآخرين في الفرقة، يسعدون في المشاركة في مهرجانات بالضفة الغربية، تأكيدًا لوحدة الدم الفلسطيني، وأضاف: "مشاركتنا في جامعة بيرزيت لم تكن الأولى، ولن تكن الأخيرة، فجمهور بيرزيت وطلبتها دائمًا يحفزوننا لتقديم المزيد والأجمل".

وحول فرقة زمن العكاوية، قال فودة: "أغاني فرقة زمن تتنوع بين محاكاة الواقع العام الذي يعيشه الفلسطينيون عامة، وفلسطينيو الخط الأخضر على وجه الخصوص، سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا، إضافة إلى أغنيات وطنية ورومانسية".

فيما قدمت فرقة "سنابل" جامعة بيرزيت، التي يشرف على تدريبها الفنان باسل زايد، عدة وصلات غنائية وتراثية فلسطينية وعربية. وسنابل فرقة تأسست منذ أوائل الثمانينيات في جامعة بيرزيت، يشارك طلبة الجامعة فيها بالغناء والعزف والإيقاع.

واختتم المهرجان بعرض فرقة "وشاح للرقص الشعبي"، فكانت لونًا آخر من سحر التراث الفلسطيني، تعانقت فيه كلمات الأغاني الفلسطينية مع أصوات أقدام راقصي الفرقة، فقدمت "وشاح" وشاحًا تراثيًّا، بألوان الألم والأمل الفلسطيني، فوقع أقدامهم أعلن الإصرار على التمسك بالأرض، وقدم الألم الفلسطيني الممزوج بالقوة بصورة الشهيد والأسير الفلسطيني، فكانت لوحة متكاملة شدت انتباه الحاضرين وحظيت بإعجابهم.

وفي يوم المهرجان الثاني، جرى تكريم الفرق التي شاركت، إضافة إلى الرعاة الإعلاميين، حيث قام كل من: وزيرة التربية والتعليم العالي د. خولة الشخشير ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. هنري جقمان وعميد شؤون الطلبة أ. محمد الأحمد، بتكريم تلفزيون فلسطين، وشبكة راية الإعلامية، ووكالة معًا الإخبارية، وصحيفة الأيام، وصحيفة الحياة الجديدة، إضافة إلى الشرطة الفلسطينية، وشركة المحتسب للأفراح والمناسبات، وشركة عدنان الجيطان وأولاده التجارية.