محاضرة عامة لبرنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية

نظم برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، يوم الخميس 2 نيسان 2015، محاضرة بعنوان: "سياسة النوع الاجتماعي في "بقج" السلام: برمجة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي والحوكمة المعولمة في فلسطين المحتلة"،  قدمتها أستاذة علم الإنسان في الجامعة  د. ريما حمامي، وعقبت عليها المحاضرة في معهد دراسات المرأة أميرة سلمي، وذلك بحضور عدد من الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية المهتمين.

في محاضرتها بينت د. حمامي أن تداول نتائج مسح الذي قام به جهاز الاحصاء الفلسطيني في عام 2005 في المؤسسات الاعلامية والمؤسسات الحقوقية الدولية أدى إلى  تحويل العنف إلى ظاهرة أساسية تسم المجتمع الفلسطيني بحيث تمت إعادة موضعة العنف حيث ينتمي وفقا للأجندة الدولية: أي في المجتمع الفلسطيني، ومن ثم تم تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية تدجين هذا العنف والحد منه، ورأت حمامي أن المنطق الاحتوائي الامبريالي لهذا التركيز على العنف ضد النساء الفلسطينيات و تواطئه مع الاحتلال الاسرائيلي ياخذ شكله الواضح كمهمة إنقاذ حضارية.

في تعقيبها على المحاضرة بينت أميرة سلمي أن وضع العنف كظاهرة تسم المجتمع الفلسطيني تتحول إلى سبب ومبرر لوجود وتدخل برامج ومؤسسات محلية ودولية تعمل لإصلاح هذا الخلل الأساسي في المجتمع الفلسطيني وعلاقاته الأسرية، ومثلها تكون قضية الدولة الفلسطينية، التي تبقى بحاجة لمزيد من العمل ولمزيد من إثبات جدارتها وأهليتها لأن تكون دولة. ما يتم إثباته هو استمرار وجود الحاجة إلى طرح وإعادة طرح القضية التي يجب القضاء عليها، مما يبقي على الفلسطينيين في حالة من التقصير وعدم القدرة على الايفاء وبالتالي حالة دائمة من المديونية، التبعية والعوز. اي الحاجة غير المنتهية الى التدخل من قبل الاجهزة الدولية ووكلائها المحليين في المجتمع الفلسطيني.

يذكر أن برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية انطلق في جامعة بيرزيت، بداية العام الحالي وهو  برنامج متداخل الحقول في العلوم الاجتماعية، و على فكرة أن الحقول المعرفية الفردية القائمة أصبحت غير قادرة على توفير الأدوات التحليلية اللازمة لفهم الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية المعقدة،  ومن أهم أهدافه رعاية جيل من العلماء والباحثين في مجال العلوم الاجتماعية؛ قادر على إنتاج معرفة جديدة حول العالم العربي وفلسطين من منظور عربي وفلسطيني.