محاضرة بعنوان " هل نحن أمام سايكس بيكو جديد في الشرق؟"

 نظم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، وضمن برنامج الدبلوم في التواصل الدولي والإستراتيجي يوم السبت 7 أيار 2016 محاضرة بعنوان   "هل نحن أمام سايكس بيكو جديد في الشرق؟" ألقاها مدير المجلة الإلكترونية " شرق 21 " الدكتور آلان غريش.وقال غريش أن المنطقة العربية كانت قبل إندلاع الحرب العالمة الأولى تحت السيطرة العثمانية، ومنذ دخولها في الحرب إتفقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم المنطقة وذلك بإتفاق سايكس بيكو، ولفهم الصراعات المندلعة حاليا في المنطقة والحلول المتوقعة لا بد من العودة للماضي، ومقارنة الأوضاع السياسية والإقتصادية الحالية بما كانت عليه سابقا. وأوضح بأن بريطانيا خشت من السيطرة الفرنسية على فلسطين ومنطقة السويس ولذلك لجأت إلى إستخدام الحركة الصهيوينة لبسط سيطرتها ونفوذها بالمنطقة، ولكن أبقت الاتفاق مع فرنسا سريا في بداية الأمر بهدف جر الولايات المتحدة لدخول الحرب العالمية، وبسبب المفاوضات التي كانت تدور في نفس الوقت بين بريطانيا والشريف حسين.وأضاف غريش أنه في تلك الفترة كان القرار النهائي في يد بريطانيا وفرنسا وطبقوا قرارهم على الرغم من معارضة الشعوب ، وبيّن بأن المنطقة العربية كان لها أهمية جيوسياسية وإقتصادية كبيرة جدا.ولكن مع مرور الوقت وخاصة بعد الحرب الثانية بدأت الشعوب تُشكل أهمية على أرض الواقع، وبدأت تؤثر في إتخاذ القرارات. أما اليوم فأوضح بأن السيطرة العظمى تحولت للولايات المتحدة على الرغم من وجود قوى إقتصادية وعسكرية مهمة وقوية جدا مثل الصين والهند، وأوضح أن الشرق الأوسط بدأ يخسر أهميته السياسية والإقتصادية في العالم، خاصة مع ضمان الولايات المتحدة والغرب تدفق النفظ إليهم دون الحاجة إلى الإحتلال العسكري للمنطقة، فأدركت الدول بأن التدخل العسكري لا يُشكل الخيار الأنسب، خاصة بسبب ضعف الإنتاج في المنطقة مقارنة بدول شرق أسيا. وهذا ما أدى إلى تراجع الدول البريطاني والفرنسي خاصة في السنوات العشر الأخيرة، وتراجع دور الإتحاد الأوروربي بشكل عام بسبب بعض الخلافات الداخلية بين دوله حول موضوع الشرق الأوسط، وقال بأن تدخل روسيا في سوريا وتغييرها لموازين القوى هدف إلى الضغط على الولايات المتحدة، مع أن روسيا تدرك فعليا إمكانياتها الحقيقية مقارنة بقدرات الولايات المتحدة. يذكر بأن آلان غريش كان رئيس التحرير السابق في صحيفة لوموند دبلوماتيك، وكتب عدة اطروحات عن حل الدولتين وعن فلسطين بشكل عام، وألف مجموعة من الكتب بعضها تُرجم إلى العربية.