معهد دراسات المرأة يعقد مؤتمره السنوي التاسع "تحديات نسوية: في مواجهة الاحتواء الاستعماري، النيوليبرالية، والأبوية"

نظم معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت مؤتمره السنوي التاسع تحت عنوان "تحديات نسوية: في مواجهة الاحتواء الاستعماري، النيوليبرالية، والأبوية". عقد المؤتمر بترتيب هجين في حرم جامعة بيرزيت وعبر الفضاء الإلكتروني يومي السبت والأحد 17-18 حزيران 2023، وتناول الطرق التي تواجه بها النضالات النسوية في العالم العربي والعالم الثالث مختلف الأشكال المعاصرة للاستعمار والليبرالية الجديدة وردود الفعل المناهضة للنسوية. كما بحث المؤتمر الكيفية التي يتم من خلالها مصادرة أفكار وخطابات النسوية لخدمة المشاريع التي تتعارض مع المبادئ الأساسية للنسوية التحررية التي تسعى لمحاربة أشكال الهيمنة العرقية، الطبقية والاستعمارية.

في كلمته الافتتاحية، أشاد الدكتور عبد اللطيف الحسيني، نائب الرئيس لشؤون المجتمع المحلي، بدور المعهد في إثارته لقضايا تهمّ المجتمع الفلسطيني وتؤثر على قدراتنا في مواجهة القمع ضدنا جميعا.

بعد الترحيب بالحضور، أشارت الدكتورة رانيا جواد، مديرة معهد دراسات المرأة، إلى أن ما جمع، جزئياً، المشاركين والجمهور معًا في المؤتمر هو إدراك أن التوجهات النسوية لا تنحصر في معالجة القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي فحسب، وبالتالي فإننا نتناول النضالات النسوية باعتبارها نضالات مناهضة بشكل ملموس لأشكال العنف السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

افتتحت فعاليات المؤتمر الدكتورة كالبانا ويلسون، المتحدثة الرئيسية والمحاضِرة في التنمية الدولية من منظور نقدي في بيركبيك، جامعة لندن، بمحاضرة تحت عنوان "بناء تضامن نسوي مناهض للإمبريالية". أوضحت الدكتورة ويلسون كيف أن التدخلات النيوليبرالية القائمة على النوع الاجتماعي التي تشكّل النساء القادمات من أُسر ذات دخل منخفض في دول الجنوب كرائدات أعمال محتملات مُجِدّات فوق العادة في العمل وقادرات على التكيّف، هذه التدخلات هي ذاتها تجعل النضالات النسوية الجماعية والتغييرية الفاعلة خارج أو ضد الإطار الإمبريالي للتنمية غير ملحوظة – أو تُضعف مكانتها.  وقالت "إن القوى المناهضة للحركة النسوية تقوم على نحو متزايد باستخدام مفاهيم الأصالة، وحتى تفكيك الاستعمار، كسلاح، في حين أنها هي نفسها ترتبط، في كثير من الحالات، ارتباطا لا ينفصم برأس المال الشركاتي".

 

الجلسة الأولى كانت بعنوان " الأطر النسوية المعولمة: الحقوق الليبرالية والحرية النيوليبرالية" وترأستها د. ريما حمامي وهي أستاذة علم الإنسان في معهد دراسات المرأة ومديرة برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت. افتُتحت الجلسة الأولى بمداخلة للدكتورة سعاد الدوادة، أستاذة مشاركة في دراسات النوع الاجتماعي والدراسات الثقافية في جامعة ابن طفيل في مدينة القنيطرة بالمغرب، التي قدّمت ورقة تحت عنوان "النسوية والنيوليبرالية: إصلاح العقار من منظور فلاحات من منطقة سيدي قاسم بالمغرب". الورقة الثانية قدّمتها د. فيكي لانغور، وهي أستاذة مشاركة في العلوم السياسية ومديرة برنامج النوع الاجتماعي والجنسانية ودراسات المرأة في كلية الصليب المقدّس، حيث تناولت في مدخلتها بحثها المعنون "المرأة الشجاعة والدولة الحامية: سرديات التلفزيون المصري حول التحرش الجنسي". وقدّمت الورقة الثالثة "إعادة و ممارسة النسوية: النشاط الرق مناقشة المدونة في المغرب" الدكتورة مريم الهيتمي  وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في الدراسات الثقافية بإشراف مشترك من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس وجامعة ولاية نيويورك بينغهامتون، نيويورك. اختتمت الجلسة الأولى بورقة تحت عنوان "الإدماج المالي على أساس النوع الاجتماعي في فلسطين" قدّمها كل من الباحثة دارين صياد، وهي عضو فريق بحث الشمول المالي في فلسطين، والباحثة ريما شبيطة، وهي عضو فريق بحث الشمول المالي في فلسطين ومدير عام وحدة شئون المرأة في وزارة الحكم المحلي.

الجلسة الثانية كانت بعنوان "استراتيجيات التعبئة النسوية: تجاوز الحدود وتحدي القيود" وترأستها الدكتورة لينة ميعاري، وهي أستاذة مساعدة في علم الإنسان الثقافي في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية ومعهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت.

الورقة الأولى قدمتها الأستاذة جنان عبده، المحامية والباحثة النسوية في مجال حقوق الإنسان، تحت عنوان "من ائتلاف البديل وتنظيم الفنار في التسعينيات إلى حراك طالعات. حراكات ثورية وتحشيد ثوري". وعرضت الدكتورة أمل نزال، أستاذة مُساعدة في دراسات المؤسسات والمنظمات في كلية الأعمال والاقتصاد في جامعة بيرزيت، نتائج ورقتها البحثية "شبكات الاضطهاد: تحليل متعدد الجوانب لأوجه عدم المساواة التي تواجه الناشطات في فلسطين". قدمت الورقة الثالثة الدكتورة إصلاح جاد، أستاذة مشاركة في قسم الدراسات الثقافية ومعهد دراسات المرأة بجامعة بيرزيت، وهو بعنوان "الالتقاء المؤسف بين سيداو، اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والاستعمار". قدمت الورقة الرابعة الدكتورة عرين هواري، مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، في بحثها "السياسة النسوية في ظل المنظومة الاستعمارية: النضال نحو المساواة في قضايا الأحوال الشخصية".

أما المداخلة الأخيرة فكانت للدكتورة فيرونيكا غاغو، أستاذة علم الاجتماع في معهد الدراسات المتقدمة في جامعة سان مارتن الوطنية في الأرجنتين، كمتحدثة رئيسية ختامية في اليوم الأول من المؤتمر. قدمت الدكتورة غاغو ورقة بعنوان "الحياة الأخرى للوباء: الدَّين، السكن، والأزمة" مشيرةً إلى أنها استندت في ورقتها إلى انطباعاتها حول تجربتها في الحركة النسوية في الأرجنتين خلال جائحة COVID-19، مؤكدة على إنجازاتها الجذرية. وعبّرت الدكتور غاغو عن اهتمامها في "فهم سبب حدوث تغيير في علاقات الإنتاج التي تتخذ من مجال إعادة الإنتاج الاجتماعي موقعًا للهجوم. عندما تتحول علاقات الإنتاج الاجتماعي إلى مجال غير آمن تصبح ساحة مهمّة للغاية للصراع. لا يوجد تغيير اجتماعي إن لم ينطوِ على إعادة إنتاج البنى الاجتماعية. إن إعادة إنتاج الحياة هو نقطة البداية لتفسيراتنا للعالم ووضع استراتيجياتنا".

في اليوم الثاني للمؤتمر، عقدت جلستان افتراضيتان عبر تطبيق Zoom، وكانت الجلسة الأولى بعنوان "التحديات النسوية في الجامعات النيوليبرالية" وترأستها د. رنا بركات وهي أستاذة مشاركة في التاريخ بجامعة بيرزيت ومديرة متحف الجامعة. بدايةً، قدمت الدكتورة سارة فرج، الباحثة في معهد الدراسات الآسيوية والشرقية بجامعة زيورخ في سويسرا، مداخلة بعنوان "الحيّز الما-بيني: تحديد المسارات النسوية في النقد المناهض للاستعمار في مصر المعاصرة". وقدّمت الدكتورة إيزاورا كاستيلاو هويرتا، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في مركز البحوث ودراسات النوع الاجتماعي في المكسيك، ورقتها تحت عنوان "تقاطع ممارسات الرعاية في أكاديميا نيوليبرالية: تحليل نسوي لجامعتين عموميتين في كولومبيا والمكسيك". وألقت الدكتورة حنا الطاهر، محاضِرة في النظرية السياسية بجامعة دريسدن بألمانيا، ورقتها "غزاة المكان ونفي الذات الثورية: النسوية بين الخيانة وضلال طريق التحرر".

اختتمت أعمال المؤتمر بالجلسة الثانية "التنظير للنسوية والتشكلات المعاصرة للسلطة" التي ترأستها الدكتورة أميرة سلمي، أستاذة مساعدة في معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت. قدّمت الورقة الأولى في هذه الجلسة الدكتورة فرنسس حصو، أستاذة في برنامج دراسات النوع الاجتماعي والجنسانية والنسوية في جامعة ديوك، وكانت بعنوان " اللولب المزدوج: النظرية النسوية والإمبريالية". وتناولت آنا كيريلوفا، أستاذة مشاركة في جامعة ديوك في دائرة التاريخ ودراسات النوع الاجتماعي والجنسانية والدراسات النسوية، موضوع "النسوية الغربية وتحليلاتها". واختتمت أعمال اليوم الثاني من المؤتمر بورقة للدكتورة كلوي سكينر، باحثة في دراسات السلطة والسياسة الشعبية الجماعية في معهد دراسات التنمية، وكانت بعنوان "الاضطرابات البطريركية: ردود الفعل العنيفة كإدارة للأزمات عبر التوسعات المكانية".

أعقبت جميع المداخلات على مدار يومي المؤتمر مناقشات مفتوحة وهامة، وسيقوم معهد دراسات المرأة بنشر مداخلات من المؤتمر في الطبعة القادمة من دوريّته المتاحة للجميع "دورية دراسات المرأة".